Monday, August 22, 2011

نجم كل العصور



حفل هذا الشهر بعدد ليس بالقليل من وفيات المشاهير ، لكن ما استوقفني أكثر هو خبر وفاة "كمال الشناوي"..

حين أرادت الفضائيات أن تعرض أفلاماً لـ"عبد الحي أديب" إبان رحيله وجدت نفسها في حيص بيص .. فإنتاج "أديب" كان غزيراً ومهماً ، لدرجة تجعل الاختيار شديد الصعوبة ، والأمر نفسه ينطبق على "كمال الشناوي".. أحد أشهر وأجدر نجوم السينما المصرية على الإطلاق .. وبدون مبالغة.. وكلما تتذكر له فيلماً يأتي على الذاكرة بعد قليل عشرة أفلام أخرى..

"شقاوة أحمد رمزي، وخفة ظل حسن يوسف، وصرامة شكري سرحان".. كما يصفها الصحفي "محمد خير" في جريدة "الأخبار" اللبنانية .. فضلاً عن بساطة الأداء وسلاسته دون افتعال أو تعقيد ، وفهمه لكل شخصية يدخل إليها في كل مغامرة تمثيلية ، أمور جعلته موضع ثقة مخرجين كثر رأوا فيه أشياءً لم يروها في نجوم آخرين انحسرت عنهم الأضواء تقدموا قليلاً في السن وتراجعت وسامتهم ، وجعلت من "الشناوي" نجماً وهو يقترب من التسعين..

قد يحتاج "البعض" لبعض الوسامة وهو يمثل دور "الحبيب" -بكسر وتشديد الباء- الذي يصر على تمثيله بأي طريقة وفي أي وقت ، لكنه يحتاج إلى موهبة كبيرة لأن يكون في نذالة "شاهين" في "أمير الانتقام" أو "عباس" في "المرأة المجهولة" ، أو في نفاق "رءوف علوان" في "اللص والكلاب" ، أو يعيش جنون السلطة كـ"خالد صفوان" في "الكرنك" أو تحت ضغوطها في "الإرهاب والكباب" أو تكون شماعته لتحقيق ملذاته في "الواد محروس بتاع الوزير" ، أو يجد نفسه في صراع نفسي كما كان الحال في "المستحيل" ..أو انطوائياً لا يعرف الكثير عن عالمه وعن الناس بشكل عام كـ"الدكتور نعمان" ، تسجنه الثروة "لدواع أمنية" ، أو ترفعه الثورة كما في "زينب والعرش" ، طاغية في "ضربة معلم" و"الوحل" ، مهزوماً في "فضيحة العمر" و...و...و.... ويحتاج إلى إرادة قوية ورغبة عارمة في التحدي تنقله من دور لدور ومن لعبة للعبة و من تجربة لتجربة ، لا تبقيه حبيس قالب ما ، ولا رهينة لشكل أعجب منتجين ومخرجين وراق يوماً للجمهور.. بل تجعله يطير ويحلق .. ويبقى في الذاكرة لأنه نجح لأن يكون كل هؤلاء الأشخاص المذكورين أعلاه أمام الكاميرا ، وآخرين قد لا تستطيع الذاكرة استجماعهم دفعة واحدة..

يبقى "كمال الشناوي" نجماً في كل عصر دخل فيه البلاتوه ، وظاهرة فنية يصعب إن لم يكن يستحيل تكرارها..رحمه الله ورحم أمواتنا جميعاً..
* الصورة من موقع "الجريدة"..

5 comments:

misho said...

صباح الفل ع الراجل المحترم اللى باتابعه من فترة مش بسيطة و معجب جدا باراء سيادتك .ليا طلب بسيط ان حضرتك تقول رأيك بخصوص مسلسل خاتم سليمان .عارف ان المسلسل لسه مخلصش بس نفسى اسمع رأيك لانى مبهور بأداء خالد الصاوى و كمان رانيا عامله دور كويس و البنت اللى عامله دور عبير و بالذات المشهد اللى بلغها فيه بالمرض هزنى جدا . مستنى اسمع رأى سيادتك حتى لو مش متوافق مع كلامى و كل سنه و حضرتك طيب

د/دودى said...

السنه دى معرفش عامله كده ليه؟؟...ربنا يعدى بقيتها على خير من خير حوادث تانيه

انت افتكرت بجد ادوار كمال الشناوى الصعبه و الممتعه انا بقى اعجبت جدا بشخصبه الدكتور نعمان مش عارفه ليه لكنى وجدته دور ممتع للممثل و المشاهد...

الله يرحمه كانت له طله و جاذبيه فعلا برنس

قلم جاف said...

misho:

كل احترامي ليك .. وإن كنت أختلف بنسبة 10000% معاك بالنسبة لمسلسل "خاتم سليمان".. "خالد الصاوي" بيثبت أنه واحد من الممثلين اللي إمكانياتهم أعلى بكتير من النص المتواضع اللي بيمثله ، النص اللي بأعتبره نسخة مشوهة وسخيفة من مسلسل "سامحوني ما كانش قصدي" للكاتب الكبير "يسري الجندي" والمخرج المخضرم "إسماعيل عبد الحافظ" واللي حقق فشل فاضح في العام اللي اتعرض فيه رغم إنه "كسر الدنيا" لما كان مسلسل إذاعي.. جايز أكتب عنه بالتفصيل بإذن الله سواء بشكل مباشر أو ضمني ، خاصة إن تيمة "الدون كيشوت" اتعملت بشكل أحسن ألف مرة ويحترم العقل في مسلسلات مهمة جداً زي "أبو العلا 1" لـ"أسامة أنور عكاشة"..

قلم جاف said...

العزيزة د.دودي:

"د.نعمان" واحد من أحلى أدوار "كمال الشناوي" في الفيديو.. يمكن يفكرك من بعيد بدور "فؤاد المهندس" في مسرحية "سك على بناتك" لنفس المؤلف "لينين الرملي".. وهو كاتب له أسلوب مميز وطريقة في صياغة شخصياته ممكن الواحد يتفق معاها أو ينتقدها بحكم إنه من الكتاب اللي دخلوا التليفزيون من بوابة المسرح..

mohammed osama said...

معلش بما ان الموضوع اتغير مع كامل احترامى ليك انا متابعك برضه من فترة وانت مثال للناقد اللى بيفهم بجد بس انت قاسى اوى فى حكمك على نص خاتم سليمان هو كان نص جيد فى بدايته افسده الحشر السياسى فى نصه وللأسف التغيير ده حصل فى النص بعد الثورة عشان يخرج الأحداث عن طريق الثورة . عن كمال الشناوى بقى له كمان فيلم رجل فقد ظله متمكن ورائع انه يعمل دور البنى ادم الوصولى