Monday, September 19, 2011

عيني حتطلع عليه!



هذه التدوينة هي الجزء الثاني من تدوينة "عيني فيه"! :)

وليست السطور القادمة ببعيدة عن نفس ما دارت عنه التدوينة المذكورة ، قناة "الجزيرة مباشر مصر" ، وبعيداً عن المشكلة التي أثيرت حولها ، وعن "حالة التعاطف" التي لمستها حتى في مقال الناقد السينمائي الكبير الأستاذ "سمير فريد" في "المصري اليوم" عدد اليوم مدافعاً عن النجاح التي حققته القناة في كسب ثقة الناس في مقابل الإعلام المصري .. قائلاً:

القضية الحقيقية فى «الجزيرة مصر» أنها السابقة الأولى من نوعها فى تاريخ التليفزيون منذ اختراعه، وهى أن تقوم شبكة من دولة، هى فى هذه الحالة قطر، بإنشاء قناة باسم دولة أخرى هى مصر، وتعبر عنها، وأن تحوز ثقة أغلب المصريين، وذلك بعد أن فقدوا الثقة فى قنوات حكومة دولتهم، ولن يسترد التليفزيون المصرى ثقة المصريين بمنع الجزيرة مصر!

توضيحان اثنان:

1-برنامج "سكرتير التحرير" كما نوه كاتب السطور قبل سابق "كوبي وبيست" من برنامج "غداً تقول الصحافة" الذي كان يذاع على القناة الثالثة المحلية المصرية في بداية ظهورها (ولا أذكر من كان يقدمه ، ربما كان "حازم الشناوي") .. كوبي وبيست بكل ما تحمل الكلمة من معنى ، نفس اللقطات ونفس الكادرات ونفس الحوارات.. بل إن الفكرة كانت لها قيمة وقتئذ وليس الآن .. فالمذيع - أياً كان- كان يركز على ما تنشره صحيفة من الصحف اليومية القليلة جداً (بما أن البرنامج معني بالصحافة "الصباحية") المتوافرة وقتئذ ، وما كان منشوراً في "الأهرام" مثلاً قد تجده في "الجمهورية" أو "الأخبار" (إلى درجة دفعت الكاتب الماركسي "صلاح عيسى" لعمل صفحة ساخرة منذ ثلاثة عقود في إحدى الصحف المعارضة باسم "الإهبارية" يخلط فيها بين الصحف الثلاث) ، أما اليوم فنجد القناة "المحترفة" تنقل فكرة قديمة بحذافيرها في وقت أصبح من الصعب عد الصحف اليومية المصرية ، بل وربما لن ينتهي العام الحالي قبل أن تضاف إليها صحيفتان أو ثلاث ، وإذا ما استثنينا الصحف "القومية" نجد أن لكل صحيفة خط ، وتمويل ، واتجاه ، وطريقة في صياغة الأخبار ، تجعل من الغباء التركيز على ما تقوله صحيفة بعينها دون أن نضع بعين الاعتبار كيف ترى أخريات نفس المواضيع!

2-برنامج "على مسئوليتي" هو الآخر "كوبي وبيست" من برنامج "خاص الفضائية المصرية" الذي كان يقدم من زهاء العقد ، وفكرته شديدة الفشل في ذاتها ، ما هي قيمة أن يقوم كاتب "ما" بدش مقال ، أو بتقديم محاضرة ، حتى ولو لخمس دقائق ، بما أن صنعة الرجل هي الكتابة ، وليس الخطابة أو الدردشة مع المشاهدين ، فما بالك لو كان الكاتب بلا قيمة ، وكان الغرض من البرنامج "تلميعه" -وش- كما هو الحال مع "أسامة سرايا" و "عبد الله كمال" و"نبيل زكي" .. أما "الجزيرة مباشر مصر" - لا سمح الله- أبى إلا أن تأخذ نفس الفكرة لتطبقها على أسماء أخرى - "للتموين"- وبنفس المنطق ، أغلب من تقدمهم نسخة "الجزيرة مباشر مصر" من كتاب "الشروق" .. ليه؟ الله أعلم..

شيء مذهل في ذاته أن تبدأ قناة ما عملها بشكل محترم ومهني وبمعرفة لإمكانياتها ثم تنتهي إلى مرحلة تحاول أن تكون فيها ملكية أكثر من الملك ، ليس فقط بإلقاء الحياد من الشباك ، ولكن بمحاولة إشعار الناس بعدم الغربة عندما يشاهدونها ، وكأنهم يتابعون التليفزيون المصري - تذكروا : الفاشل- والعينة بينة..

وعليه .. أتفق مع الأستاذ "سمير فريد" في النصف الأخير من عبارته الأخيرة بأن التليفزيون المصري لن يكسب ثقة الناس بإغلاق "الجزيرة مباشر مصر" (رغم محاولاته ومحاولات القنوات "الخاصة" تقليد نهج "الجزيرة" الأم) .. لكن من حقي أن أسأل : وهل ستكسب "الجزيرة مباشر مصر" ثقة المصريين بتقليد التليفزيون المصري الذي لا يثقون به؟

فعلاً.. شر البلية..

ذو صلة: ولكي لا أجعلكم تشعرون بالغربة عندما تقرأون الجزء الثاني من "عيني فيه" .. أذكر بـ"عيني فيه" :)
* الصورة من "بتراء أون لاين"..

No comments: