Friday, October 07, 2011

ع الدبكي!



مع بداية الانفتاح الفضائي المصري الخاص ، تحول النموذج اللبناني إلى قدوة ومثل ومادة للنقد في نفس الوقت ، وللحق ، كان النموذج اللبناني ملهماً لصناع الإعلام ولمن يكتبون فيه ولمتابعيه ، من أول "اللوك" أو "الطلة" (وتكتب أحياناً "الطلي" كما تنطق ، بما أننا تعلمنا من المدرسة اللبنانية الكتابة كما النطق) "غير المألوفة" و"غير المتوقعة" لـ"المذيعة اللبنانية" ، ووجود "الجمال اللبناني" ضمن الحزمة التي يسوقها الإعلام اللبناني منذ منتصف التسعينيات ، وقت أن عاش الإعلام اللبناني فورةً في عالم المنوعات والترفيه خصوصاً في برامج "الشو" والحفلات ، مروراً ببرامج التوك شو ، التي تكاد تكون حقوق تقديمها للإعلام العربي (في شكلها الحقيقي وليس الحلبسة التي نراها في قنواتنا الآن) محفوظةً لإعلاميي بلاد الأرز ، مروراً بالبرامج الجادة والهامة ، سواء البرامج الحوارية ، كـ"حوار العمر" التي كانت تقدمه "جيزيل خوري" -أرملة "سمير قصير" أحد أشهر الصحفيين اللبنانيين الذين تم اغتيالهم- مروراً بنماذج أخرى أقل شهرة.. مروراً ببرامج الاسكتش السياسي الكوميدي والتي ما زلت أرى أن المسافة بين اللبنانيين ، ومن حاولوا تقليدهم ، في هذه اللعبة بعيدة بعد المشرقين..ونهايةً حتى برامج "الفضائح" ، وهو اللون الذي لم نستطع بعد تقديمه باحترافية فاكتفينا باستيراد "طوني خليفة" (وناره ولا جنة "وفاء الكيلاني")!

وقلدت الفضائيات المصرية النموذج اللبناني ، والشامي عامةً ، والذي فرض نفسه على فضائيات الخليج العامة والخاصة فرضاً ، بما تراه كل فضائية إيجابياً وسلبياً ، ظهرت "النيل للمنوعات" في محاولة لتمثل النموذج اللبناني في مجال المنوعات و"الشو" ، ونالها من الانتقاد ما نالها ، أما "النيلة للأخبار" فلم تر في النموذج الإخباري اللبناني ، الذي قدم أفضل نشرة أخبار شاملة وقت أن كانت قناة LBC (="المؤسسة اللبنانية للإرسال") في أوج قوتها وجبروتها ، إلا "عوجة" اللسان لمذيعاتها ومذيعيها ، أما مع ظهور الفضائيات الخاصة ، والتي بني معظمها على يد من عملوا في فضائيات البترودولار ، واحتك بعضهم وعن قرب بأسماء معروفة في الوسط الإعلامي اللبناني ، فأخذ التقليد شكلاً آخر ، بدأ بما يحدث عادةً عندما يفتح صاحب دكان دكاناً على غرار آخر نجح و"فرقع" ، وانتهى بتقديم نسخة خاصة بتلك القنوات بما يتلاءم مع شخصيتها وهويتها (ومصالح ملاكها والأدوار التي يريدون أن يعيشوها على أقفيتنا) في إطار من الفهلوة و"تفتيح المخ"..

الآن..ولله الحمد حتى على المكروه ، تمايزنا ولم نتميز.. أصبحنا مختلفين بطريقة يصعب فيها على اللبنانيين ، أو على أي عاقل في العالم ، أن يصل إليها.. تمايز يذكرنا بالفنان "فؤاد خليل"- شفاه الله وعافاه- وهو ينظر في فخر لأغنية "القفا" في فيلم "الكيف" ("عمرك سمعت أيها حد عمل أيتها أغنية للقفا"؟)..

1-هل رأيتم من قبل مذيع لبناني فيه علامة مميزة؟ هل رأيتم "ريم ماجد" لبنانية؟ لا أعتقد أنه توجد مذيعة لبنانية تستطيع أن تمثل في "سبيس تون" منذ "ليليان أندراوس" إلا "ريم ماجد"! ،هل سمعتم من قبل عن "منى الشاذلي" لبنانية ، "معتز مطر" لبناني؟ من يستطيع أن "يبرق" تبريقة "معتز الدمرداش"؟ هل لدى اللبنانيين "سهتنة" "لبنى عسل"؟ أتحدى أن توجد "سوزان حرفي" واحدة في "لبنان"؟ (علماً بأن العالم كله لا يحتاج لأكثر من "سوزان" واحدة)!

2-هل سمعتم عن رئيس تحرير جريدة لبنانية قدم برنامجاً واحداً؟ هؤلاء السذج الجالسون في لبنان يدخنون "الأرجيلة" في كازينوهات "بيروت" وضواحيها لا يستطيعون أن يطاولوا بلد السبعة آلاف سنة حضارة ، التي يستطيع فيها أي رئيس تحرير أن يقدم أيها برنامج ، دون أن يستفهم أي مخلوق عن الأشياء التافهة والسخيفة من عينة "الحضور" و"الثقافة" و"القدرة على إدارة حوار" وكل هذا "التراش"؟ أستطيع أن أعدد لكم ما يقرب من فريق كرة قدم باحتياطييه قدموا برامج "توك شو" بصفتهم و"بدراعهم" وبنفوذهم على مدى السنوات الأربع الماضية فقط.. إن لم نكن نتحدث عن "قائمة كاملة" لناد يلعب في الممتاز.. هذا طبعاً غير الجيش العرمرم من الصحفيين العاديين الذين لم تتم ترقيتهم - بعد- إلى منصب "رئيس التحرير" ، والذين لا تخلٌ قناة مصرية منهم ، في حين يصعب على أي شخص أن يعد أسماء أكثر من خمسة صحفيين يقدمون برامج في عموم الفضائيات اللبنانية كلها.. لدينا صحفيون "All size"..لا تجد مثلهم في أي بلد عربي أو أجنبي أو حتى في بلاد الواك واك..

3-هل يستطيع اللبنانيون الآن أن يقدموا برامج "توك شو" مثلما نفعل؟ هم قدموا "التوك شو" للعالم العربي ، أما نحن ، فقد قدمنا "التوك توك شو".. أي أضفنا إليه "توك" أخرى ليناسب المذاق المصري الجديد الذي شكلناه في سنوات ما بعد الحراك .. نحن حولنا تلك البرامج المملة المعقدة إلى قالب ، على غرار توليفة الأفلام التجارية الخفيفة التي ظهرت في مصر مع بدايات الفن السابع ، أغنية ورقصة وقبلة وخناقة وكام نكتة ، وفي حالتنا تلك "إنترو" عبارة عن خطبة عصماء يذكرنا فيها المذيع بأن قلبه على الوطن انفطر وأن قلب الوطن عليه (*****-*****) ، ثم عدة تقارير تستطيع أن تكمل بعضها من القنوات الأخرى ، ("الحلم كنا بنحلمه ونكمله من بعضنا"-أغنية "حاجة غريبة" لـ"عبد الحليم" و"شادية") ، ثم الحوار ("بحبك يا حوار ، وبأعزك يا حوار ، أنا بأزعل قوي لما ، حد يقول لك يا ..الخ")!

قلناها من 2006 : الحرفية.. الحرفية.. ثم الحرفية.. عاملوا التليفزيون يا صناع الإعلام المصري كتليفزيون ، وليس كجريدة ، ولا كمجلة ، الإعلام الحرفي يبدأ بالفرد الحرفي ، الفني الحرفي ، المعد الحرفي ، نجاح النموذج اللبناني في أوج قوته مبني على الحرفية والابتكار ووضع البصمة ، لا الوصمة ، وأنت تنقل من الخارج ، مع قفل الباب في وجه الفهلوة ما استطاع الناس إلى ذلك سبيلاً ، لا مانع من أن تقلد صاحب الدكان الناجح ، لكن بعقل وأسلوب علمي وليس بـ"غشومية" ، فعلها اللبنانيون من قبل وبقي أن نتعلم بدلاً من أن نظل ندق على "الدبكة" طول الوقت ، ليتفتق خيالنا عن استبدالها بطبلة كبيرة نضربها آناء الليل وأطراف النهار.. لا نريد أن نكون حارة "نساية" وعاجزة أيضاً عن التعلم من ماضينا ومن حاضر الغير ثم نتكلم في تناحة ، لا براءة ، عن المستقبل..
* الصورة من منتدى نادي "العربي" الكويتي..

4 comments:

مدير التحرير said...

مجدي الجلاد و خيري رمضان لا تعليق ... في حد بشوفهم أصلاً
الردح في البرامج........ ليه؟؟
الكل من الساعة 9 إلى الواحدة في حالة ردح مستمرة
التقارير الخارجية

قلم جاف said...

طب أنا ح أزيدك من الشعر بيت سقط مني سهواً..

أي شخص بيشتغل في جرنال "المصري اليوم" أو "الشروق" أو بيكتب فيه عمود كإنه ضمن وظيفة في فضائية.. سواء له في الشغلانة ولا لأ..

"عمرو حمزاوي" بيقدم برنامج ليه؟

"جمال الكشكي" بيقدم برنامج ليه؟

"سليمان جودة" بيقدم برنامج ليه؟

ليييييييييييييييه؟

مدير التحرير said...

معاك أنا دائماً بتسائل ليه؟؟
يعني لا اسلوب و لا صوت و لا طريقة في ادارة الحوار و عادي مثل كل شيء في حياتنا فوضة في فوضة

بس شوف التجربة الشباب السعودي على الانترنت
http://www.youtube.com/user/3al6ayer#p/u/0/sdTWin7gTnY

mohammed osama said...

مبدئبا رائع كعادتك بس الحلم كنا بنحلمه ونكمله من اغنية جبار حاجة بقت مقرفة صويت ولطم والبلد بتموت والبلد بتقع وكل واحد بيمثل دوره فى المناضل والثورى وفى اللى واخد جانب الحكومة عندك كمان البرامج الرياضية شتيمة وسباب وتحليل ماتش ودى ياخد حوالى 3 4 ساعات بث