Friday, January 06, 2012

المابيت شو 2011: كمان مرة


عرايس مين والناس نايمين؟:)..أنا أقول لك يا سيدي..

رأيت بالأمس في أحد البرامج أثناء جولة دشية عابرة برنامجاً إخبارياً سينمائياً مترجماً يعرض لأهم الأفلام التي عرضت هذا الأسبوع في الولايات المتحدة الأمريكية ، ومن بينها فيلم The Muppets.. في البداية ظننتهم يتحدثون عن فيلم The Muppets Take Manhattan الذي قدم في العام (1984).. لكني فوجئت بفيلم جديد عرض في الولايات المتحدة في الثالث والعشرين من شهر نوفمبر الماضي ، لا أعلم على وجه الدقة إن كان قد عرض في مصر أم لا ، لكن يا خبر بفلوس بكرة على النت يبقى ببلاش..

أحد أهم ما يمكن ذكره عن الفيلم الجديد أنه لم يشارك فيه صناع المابيت شو الأصليون "جيم هينسون" و "فرانك أوز" بشكل مباشر، قدمه أناس آخرون ألهمتهم نوستالجيا "المابيت شو" ، بدءاً بمخرجه "جيمس بوبين" مروراً بكاتبيه "جيسون سيجل" - بطل الفيلم تقريباً- و"نيكولاس ستولر" (أحد كتاب فيلم Yes Man" قبل ثلاث سنوات وكسور)" ، بالطبع مع حفظ حق "هينسون" كصاحب الشخصيات..

فكرة الفيلم بسيطة ، رجل أعمال جشع يسعى لهدم مسرح "المابيت شو" شبه الخالي من نجومه ، فيحاول "جاري" (=يلعبه "سيجل") وهو أحد عشاق "المابيت شو" في الفيلم (وبالتأكيد في الحقيقة) هو وأخوه ، أو قرينه "المابيت" "والتر" (=يجسده صوتاً "بيتر لينز")ومعهما "ماري" (=لعبتها "إيمي آدمز") إنقاذ ما يمكن إنقاذه بإقناع فرقة العرائس التي تشتت شملها بأن تعيد تنظيم صفوفها وتقدم عروضهاً على المسرح من جديد..

العشق الذي يصل لدرجة الولع لدى صناع الفيلم ومنهم "سيجل" لـ"المابيت شو" جعله يتعامل مع الفيلم بجدية شديدة ، قد يكون من حسن الفطن مع الكوميديا بخصوصيتها وصعوبتها أخذها مأخذ الجد ، مستفيداً ليس فقط من ماضي تلك الشخصيات الجميل الذي لم تعشه شريحة كبيرة من المستهدفين بالفيلم في أمريكا ولا خارجها ، ولكن من تنوعها وطرافتها وغرابة بعضها.. التي تعيد إلى الأذهان الواقع بكل شخصياته وكاراكتراته..

لكن ما يلفت النظر بشدة هو أن الفيلم اعتمد على العرائس ، وليس على "الأنيمي" .. عكس السير ، رغم أنه من السهل نظرياً تقديم شخصيات "المابيت شو" بتقنيات الأنيميشن ، خاصةً مع وفرة أفلام الأنيمي ونجاحها المدوي في جميع أنحاء العالم (وربما يحصل أحدها يوماً على أوسكار أحسن فيلم) .. وأسباب اعتماد صناع الفيلم على العرائس وجيهة ، تتعلق أولاً بالنوستالجيا ، الحنين إلى الماضي ، المسيطر على الصورة التي يريد الفيلم توصيلها ، وعلى دراما الفيلم ، وعلى صناع الفيلم أنفسهم ، و"المابيت شو" في أذهان من شاهدوه عرائس في عرائس ، صحيح أنها تتجاور مع شخصيات ضيوف الحلقات ، أو ضيوف الفيلم (ومنهم نجوم معروفون مثل "جاك بلاك") ، لكنه يبقى عرض عرائس ، وصنع شهرته الدولية كعرض عرائس ، فضلاً عن أن أشكال تلك العرائس ، الملونة ، المبهجة ، مع حركة العرائس الحية السلسة ، وامتزاجها بالحياة الحقيقية في ما رأيته من صور الفيلم ، أعطى الفيلم نوعاً من البهجة ، ربما كان وراء حصول الفيلم على تقدير 8.1 من 10 في موقع imdb ، وحصوله على 96% في تقييم موقع Rotten Tomatoes فضلاً عن 89% من تقييم زواره ، وتحقيقه لثلاثة وثمانين مليون دولار في الولايات المتحدة حتى الأسبوع الأول من هذا العام، وهو رقم - بالنسبة لنا - كبير قياساً على ميزانية الفيلم التي تبلغ خمسة وأربعين مليون دولار "فقط"، بما أنني لا أعرف كم يجب على الفيلم في أمريكا أن يحقق كم ضعف نفقاته حتى نقول أنه "حقق نجاحاً مقبولاً" لا أنه "كسر الدنيا"..

وكما فهمت من تعليق على imdb: لا يغني أي مقال ، ولا تغني أي تدوينة ، عن مشاهدة الفيلم ، ربما ترون الأمور بطريقة تختلف ، وقد تفوق ، ما حاول العبد لله رؤيتها به.. دمتم بألف خير..

ذو صلة: تدوينة سابقة كتبتها في 20 سبتمبر 2009 ، عن "المابيت شو" بوجه عام..

* "..الصورة من مدونة تابعة لموقع جريدة "لوس أنجليس تايمز

No comments: