Thursday, January 05, 2012

نهيتك واتماديت!

فيل لـ"جحا" : كم عمرك؟ فقال :أربعون سنة، فسأله نفس الشخص بعد عشر سنوات نفس السؤال ، فأجاب أيضاً : أربعون سنة ، فتعجب الرجل ، فرد عليه "جحا" : هكذا الرجل الشريف لا يغير كلمته أبداً!

"دريم" قبل الثورة هي "دريم" بعد الثورة ، لم تأب قيادتها وملاكها بتذكيرنا بتبنيها تعريف "جحا" ومعاييره لشرف الرجل (اللي هو الكلمة على رأي "عبد الرحمن الشرقاوي") ، ولتثبت لنا أنها لم تتغير في شيء ، ولعلها نجحت في ذلك.. حتى لمن هُيسئَ لهم وسكرت أبصارهم أثناء الثورة أنها كانت قناة مُلعَب وعلى كل الحبال تلعب ، لكن في الواقع لم تغير كلمتها أبداً (وش "عبد الفتاح القصري") .. نفس الطريقة ونفس الأسلوب ونفس كل حاجة .. حتى منهجها في الكذب على الجمهور وازدراء عقولهم لم يتغير هو الآخر ، واستعمال آليات الإعلام الشمولي لم يطرأ عليه أي تغيير..أو ما يوحي بذلك..

أحدث واقعة في هذا الصدد كان بطلها "حافظ المرازي" ، واحد من الذين تهافتت عليهم الفضائيات من باب "أي حاجة تيجي من ريحة الجزيرة.. تبقى فلة حتى لو ما كانتش كبيرة" ، وكان له سابق تجربة مع "الحياة" قبل أن ينتقل إلى فضائية "دريم".. وكالعادة طلب أن يكون لديه هامش حرية كالذي كان يحصل عليه في أماكن سابقة عمل بها ، وأعطاه مسئولو "دريم" ما طلب ، أو هكذا تخيل..

ولم يكتشف "المرازي" المقلب الحامي إلا بعد أن سجَّل حلقةً من حلقات برنامجه "من القاهرة" كانت تتضمن مقطعاً لـ"مجدي الجلاد" - رئيس تحرير "المصري اليوم" والمذيع على "سي بي سي"- كان يقول فيه أنه كان ليرشح "جمال مبارك" للرئاسة لو كان قد تقدم لذلك.. ذلك المقطع كان قد جاء في سياق حوار لـ"الجلاد" مع قناة "مودرن حرية" في التاسع والعشرين من أغسطس من العام الفائت ، وواجه "المرازي" "الجلاد" بالمقطع في الحلقة.. ليفاجأ "المرازي" بإذاعة الحلقة المسجلة يوم الثلاثين من ديسمبر الماضي (يعني الجمعة اللي فاتت) خاليةً من ذلك المقطع..

ولأنه إذا عرف السبب زاد العجب ، وعندما سولت لـ"المرازي" نفسه سؤال قادة جزيرة "دريم" عما حدث ، قالوا له "هناك مصالح وشراكة بين قناة دريم وجريدة المصرى اليوم، وأن تصريحات الجلاد لو تمت إذاعتها كما هى دون حذف، فإنها "ستدينه" فى هذا التوقيت"!

"دريم" لم تجامل في هذا الموقف المجلس العسكري ، ولا قيادات ائتلافات الثورة ، ولكن جاملت "أحد رجالتها" وأذرعها الإعلامية ، الذي يؤدي عمله الجديد في فضائية "منافسة" (وياريته فالح فيه) على حساب شعارات ومبادئ دائماً ما تشنجت بتبنيها ، كما لو كان المشاهد "أهبل" ولا يحسن التمييز..

اليوم السادس من يناير ، أسبوع بعد الفضيحة ، وكل الاحتمالات واردة ، إما أن تتراجع "دريم" بعد أن فضحها "المرازي" ، تفادياً لذكر الأخير أشياءً سكت عليها أثناء تجربته "الدريمية" في وقت لاحق -ربما- أو أن يخرج "محمد خضر" مدير القناة بتصريحات "أطبطب وأدلع" ، أو بتصريحات "أكرر وأبرر" ، أو أن يطيح "خضر" في "المرازي" بهمة كما في بيت الشعر الذي يقول "إذا أقبل البعراط طاح بهمة ، وإن أقرط المطحوش ناء بكلكل" وساعتها سيلجأ "المرازي" - كما قال لـ"بوابة الأهرام" - للقضاء ، صحيح أنه لن يجد من يصنع منه بطلاً كما حدث مع "آخرين" ولن تتهافت عليه العروض لأنه تجرأ على قناة تعتبر نفسها كما أخواتها من قنوات المال السياسي "إعلام الثورة" ، لكن سيحسب للرجل الذي طالما اختلفت مع طريقة عمله كمذيع أنه أعطانا دشاً بارداً وذكرنا بحقيقة "دريم" وأخواتها ، التي تعدت مرحلة "نهيتك ما انتهيت" إلى مرحلة "نهيتك واتماديت".. وفي كلتا الحالتين فإن الذيل لم ينعدل ، ولو بنوا فوقه منتجعاً..
* شكر خاص جداً للصديق العزيز "أنور الوراقي" .. الصورة من "بوابة الأهرام"..

1 comment:

بنت القمر said...

شكرا عالمعلومة والتوضيح