Wednesday, February 22, 2012

"إيناس الدغيدي" : التطور الطبيعي للحاجة "الساقعة"


من الممكن - جداً - أن أفهم وأتفهم أي فنان يقرر التلون بناء على ظرف سياسي معين ، ثورة ، انقلاب ، وصول مجموعة "ما" إلى السلطة ، أي شيء من هذا القبيل ، والتاريخ المصري مليء رغم أنه لم يشهد ثورات كثيرة بالمعنى المفهوم إلا في القرن الماضي الذي شهد ثورتين ، والحالي الذي شهد واحدة .. أستطيع أن أفهم وأتفهم لماذا كان البعض يهتف "اخترناه اخترناه" قبل الثورة بعشرين عاماً ليهتف الآن ولنفس الشخص "هيلا هيلا وهيلا هيلا هووووه...الخ".. لكن كدة ما شفتش ، ولا عايز أشوف..

لأول مرة في تاريخ حياتي أشاهد شخصاً ، أي شخص ، يدلي بتصريحات متناقضة ومتضاربة لوسائل الإعلام ، ثلاثة تصريحات عكس بعضها.. ومش أي شخص ، أو للدقة مش أي شخصة ، إنها المخرجة "الكبيرة" ، أو التي جعلها بعض الصحفيين والرعيل الأول من الناشطين كذلك ، رغم أنه لا خلاف على فكسها وتواضعها ، إلى درجة تجعلني أقول كمشاهد أفلام سينمائية أن "خالد يوسف" - الفكس ذاته - هو النسخة الذكورية منها ، والتي تغطي على ضعفها السينمائي بتصريحات تعكس رغبة عارمة في الشهرة ، دخل فيها محاولتها العمل بالعافية مذيعة في برنامج كبد التليفزيون خسائر فادحة ، وكتب المدون عنه في حينه تدوينة اسمها "شي فاشل" .. هذه التدوينة هي جزءها الثاني..

ادوني عقلكم بالله عليكم :

(1)السيدة "إيناس الدغيدي" تؤيد السيد "عبد المنعم أبو الفتوح" لرئاسة الجمهورية ، ومستعدة للمشاركة في حملته الانتخابية!- "روزا اليوسف" اليومية ، عدد السادس من فبراير 2012..

- "أعتقد أن عبدالمنعم أبو الفتوح هو الأنسب لهذه الفترة فقد يتعجب البعض من هذا الاختيار فهذا الرجل يتميز بالعقلانية والذكاء الشديد والاعتدال في الفكر بجانب أنه ليس لديه أجندة يترشح من أجلها وهذا مناسب جدًا لهذه المرحلة بل أنا مستعدة أن أكون ضمن حملته الانتخابية مع العلم أنني لا أعلم كيف سيدير مصر.." !

(2)السيدة "إيناس الدغيدي" - هية هية مش واحدة تانية - لوكالة أنباء "الشرق الأوسط" الرسمية تتنفي دعمها لـ"أبو الفتوح".. بتاريخ أول من أمس 20/2/2012!

"هذا الكلام عار تماما عن الصحة وسأنتخب شخصية ليبرالية هدفها الأول والأخير خدمة الشعب المصري والتحرر منقيود الذل والعبودية التي كنا نعيش فيها طوال هذه الفترة ولاتعنيني انتماءاته السياسية أو الدينية بقدر ما يعنيني نوع الإصلاح الاقتصادي والتعليمي والسياحي وأن يكون من الشعب المصري الذي عاني الحرمان من لقمة العيش وأتمنى ألا يسكن الرئيس القادم برجا عاليا ولا يري عامة المواطنين" !

(3)والآن ، السيدة "إيناس الدغيدي" - هية هية على فكرة مش فوتوشوب- تعود لتؤيد نفس المرشح التي قالت "بعضمة لسانها" أنها "لا" تدعمه!

"حيث جرت اتصالات بينهما أكد لها فيها ابو الفتوح على دعمه للفن ورغبته في ان يستعيد مكانته، مشيرة الى ان القيادي الاخواني السابق يشبه والدها ويمثل الوسطية في الدين"!

أذكر - فقط - أولاً بأن مشاكل السيدة "إيناس الدغيدي" كبيرة مع التيار الديني بكافة ألوانه - وبصراحة مش معاه بس - وعليه بما أن المنطق يقول أن الحزبوطني "بح" ، فالمتوقع أن تتجه مثلاً إلى المجموعة الليبرالية كما فُهِمَ من تصريحها الثاني الذي تبدو فيه - والعياذ بالله - متسقة مع نفسها وما تؤمن به وتعتقده (وهي حرة فيه)، الذي تنفي فيه تصريحها الأول ، تذكروا أنها احتاجت لأسبوعين - فقط - لكي تنفي فيه ما قالته لـ"روزا اليوسف"، والمذهل أن المخرجة المثقفة ، طبقاً للتصريح الأول ستنتخب شخصاً "لا" تعرف هي كيف سيدير البلد ، المخرجة المثقفة التي يراها البعض ثورية لا تعرف ، إذا كانت هي لا تعرف ، فلماذا يهاجم البعض بالمناسبة عامة الناس بحجة أنهم سيصوتون لأشخاص "لا" يعرفون كيف سيديرون هذا البلد!

هذه المرة ، وإحقاقاً للحق ، أبرئ كقارئ ومتلقي الصحف ووكالات الأنباء ، عندما يخطئ الإعلام أقول أنه مخطئ وأطيح فيه ، أما إذا لم يخطئ فأرى أنه لا إثم عليه ، وناقل الكفر ليس بكافر، وسائل الإعلام نقلت فقط هذه المرة تصريحات ، لم تفبركها ، ولم "تحبشها" بتوابل تجذب القراء ، ولو طلب أي إعلامي من صحفية "روزا اليوسف" "سهير عبد الحميد" التي أجرت الحوار مع "المخرجة الكبيرة" فأبسط شيء لديها لتقوله أن معها تسجيل بذلك ، وهو نفس ما سيفعله الصحفي أو المراسل الذي سجل معها من وكالة "أنباء الشرق الأوسط" ، أما التصريح الثالث ففيديو ،فيديو يا معلم.. وموجود على "اليوتيوب" وسيفرح به كثييراً أنصار "أبو الفتوح".. للصحفيين هذه المرة كل العذر فهناك شخصة تلعب بهم وتتلاعب ، تُضفَى عليها من الهالات ما أثبتت هي (="إيناس") أنها ليست أهلاً لأي منها بالمرة..

وبالمناسبة..(1) لن أنتخب "أبو الفتوح" أو أي مرشح إسلامي ، وأسبابي قلتها علناً وبوضوح في المدوَّنَة الشقيقة "الدين والديناميت".. و"لن" أكررها إلا إذا تم استفزازي لذلك ، (2) لا يعنيني في شيء أن تختار لي "المخرجة الكبيرة" مرشحاً للرئاسة ولا يهمني رأيها في أي شيء ، لا هي ، ولا أمثالها ، ولا غيرها، أنا الذي سأحدد حيثيات مرشحي كمواطن ودوري في المشاركة في العملية الانتخابية للرئيس القادم من عدمه ، وهذا حقي طبعاً (3) حتى لو تصرفت السيدة "إيناس الدغيدي" بنفس الطريقة مع المرشح الذي كنت سأرشحه كنت سأكتب هذه التدوينة وبنفس الطريقة وبنفس الأسلوب..

قبل الثورة كنا نعرف من هم فصيلة "عباس العرسة" ، ونعرف من الذي ينافقونه ، وقوائم المنافقين معروفة لكل من ليس له علاقة بالوسط الفني قبل من لهم علاقة به ، أما الآن فأصبح لدينا أكثر من مرشح لأن يكون السيد الجديد ، وبالتالي سيتوزع على كل منهم وفد من المنافقين عديمي المبدأ على استعداد لأن "يحشوا له" كما يقول المثل الذي أعتذر عن ذكره مكتفياً بمعرفتكم إياه.. وعلى ذلك سنشهد تعدداً وتنوعاً في ماركات النفاق ومسح الجوخ ، بل إنني أتوقع عن نفسي ، ولا أمزح ، أن يحضر بعض هؤلاء من الآن أغاني لكل مرشح رئاسي ليصدعنا بها التليفزيون والإذاعة والبوتاجاز على غرار "اخترناه اخترناه" و "هلت أنوارك يا مبارك" ..

إلى هؤلاء : نافقوا كيف شئتم ، وامسحوا الجوخ لمن شئتم ، وتزيدوا في "*****"ـكم له بالطريقة التي تريدون ، كما فعل "المتنبي" مع "كافور الإخشيدي" حاكم مصر في فترة من الفترات وقت أن كان يسبغ عليه العطاء ، لكن لا تمثلوا علينا بعد الآن دور صاحب الرأي والقضية والمبدأ ، وسننتظركم بعد ثماني سنوات تكون فيها فترة مرشحينكم قد انتهت في حال وصول أحدهم للسلطة ، وسنرى كيف تفعلون ، مش برضه تمانية يا وديع، ولا العدد حيزيد في الدستور الجديد؟

وأكتفي بهذا القدر قبل أن أجد نفسي بحكم ضعفي الإنساني أتوسع في قلة الأدب..

ذو صلة: كما هي العادة في أي جزء ثاني من أي تدوينة ، هذا هو رابط الجزء الأول..
* والصورة أيضاً هي صورة الجزء الأول من موقع "شبيك لبيك"..

2 comments:

نوري said...

طول عمرها ذات راي منفرد فقط للشهره مش اكتر .. حالها حال معظم انصار الليبراليين .. والطريقه المتبعه لهم هي اختراع فكره غريبه لينحازوا لها ويقفوا امام الجميع ليثبتوا صحه ارائهم وبهذا يحققوا الشهره ولو كان كلامهم كلام في الهوا بس اهو اتكلموا ... بس الشت منها المره دي .. دي واحده دماااااااغ منها لله

قلم جاف said...

دة المرح كمان في الموضوع إنها جت في التصريح التاني و "نفت" اللي اتقال في الأولاني ، زي ما يكون حد غيرها اللي قال التصريح ، ورجعت في التصريح التالت كررت نفس كلام التصريح الأولاني ، يعني هية قالته أهه؟

دي عار على أي تيار سياسي أو فكري تنتمي إليه من الأساس..