Saturday, November 17, 2012

أسديكي .. كم تساوي؟

والمقصود ليس طبعاً فيلم "يا صديقي كم تساوي" الذي كتبه وأخرجه الفنان متعدد المواهب "يوسف فرانسيس" ولم يحقق نجاحاً تجارياً كبيراً ولم تقبل الفضائيات على إذاعته .. ولكن المقصود شيء آخر له علاقة من تحت لتحت بفكرة الفيلم عندما تناقش خارج سياقها وربما بأحد مواضيع "فرجة"..

"صاحبي وصاحبك هناك ع القهوة" .. عبارة من فيلم آخر له علاقة بالموضوع "سلام يا صاحبي".. تطلق بعدها عنوان الفيلم سالف الذكر بعد أن تنكشف حقيقتك لمن يصادقك ، أو تكتشف أنك خدعت في صديقك أو أصدقاءك كما يحدث معي باستمرار ليصدق فيَّ قول "هاني رمزي" في "غبي منه فيه" : "يا عيني اتصدم"..

الإنسان كائن اجتماعي ، ربما السبب في ذلك أصله الحيواني ، والحيوانات تفضل العيش في جماعات حتى لو كانت تلك الجماعات منغلقة على نفسها بحكم قانون الغابة ، صحيح أنك لا ترى قطاً وسط قطيع من الكلاب لكن من الصعب أن تجد قطاً يعيش بمفرده دون أن يمشي مع قطط حتى لو كانت ألوانها مختلفة ، والشيء نفسه بالنسبة للكلاب والأفيال والفئران وحتى الحشرات.. إذا كانت الغريزة هي من تحرك القط ليسير مع قطط لا يعرفها ، فإن حب الإنسان الأزلي لأن يكون محبوباً وسط محيطه وقطاعه يعادل في تأثيره تأثير الغريزة عند الحيوانات..

ولأننا نتكلم عن حب فنحن نتكلم عن عاطفة ، وحين تعمل العاطفة يتوقف العقل عن العمل ، تذكرت مسلسل "وعاد النهار" الذي حقق نجاحاً كبيراً في وقته ، "هاشم" النزق الذي يحب "يسرية" ويستعد لفعل أي شيء من أجلها ، ولا يصدق أنها خانته مع "ممدوح" ولفقت له (=أي لـ"هاشم") قضية هو بريء منها تماماً ، ولم يفق إلا بعد فوات الأوان..

تتفق أنت وس من الناس على قضية ، تشعر بالتشابه معه ، فتصبحا صديقين ، مزايا وعيوب وهراء من ذلك القبيل "ما أعطلكش" ، لذلك تصبح الصدمة عنيفة عندما تكتشف تماماً حقيقة الشخص الذي صادقته.. كما اكتشف "كمال" كيف كان "خميس" نذلاً في "على باب الوزير"..

وبعض الناس يصادقون مبادءهم وزعماءهم على نفس المنوال الذين يصادقون فيه بعضهم بعضا ، ولدينا إعلام قادر على تحويل "راسبوتن" إلى ولي من أولياء الله الصالحين ، ولدينا في مجتمعنا المصري ، وأعترف بذلك ، أسوأ طرق التأثير على العقل الجمعي للأفراد ، واحد يهتف في مظاهرة الكل يهتف معاه بلا سبب مقنع وبلا "انت بتقول إيييييه"..

تستمتع بكون أحدهم نجح في استغبائك ، تتلذذ بكل صدمة يفعلها أحدهم بك ، ويكررها ، وأنت مستمتع ، حقك على عيني ، يا مطلع لي عيني ، لحل الوفا بديني ، إضربني تاني كمان..

أعترف بكوني شخصاً عاطفياً أحمقاً يقع في تجارب من هذا النوع ، ينكشف لي كثير من أصدقائي عند أول خلاف أو اختلاف ، وبدأت اللعبة "ما تلذش" بالنسبة لي ، هو كل يوم ضرب ضرب ضرب ، مفيش شتيمة.. نفس ملل "إسماعيل ياسين" مما يفعله كل يوم كما غنى في واحد من أروع مونولوجاته "الدنيا دي متعبة جداً"..

الدنيا دى متعبه جدا جدا جدا جدا جدا..اه من الدنيا..من اكل وشرب وشرب واكل قلع و لبس و لبس و قلع واصناف تانيه..اه اه من الدنيا يايايايا اه من الدنيا يايايايا اه اه من الدنيا اه..اجى اكل امضغ امضغ امضغ امضغ لما اعض لسانى..و اشرب على البارد سخن و سخن و بارد و بارد وافضل اشرب لما اهد سنانى

شاعر الأغنية "ابن الليل" - لو حد عارف عنه معلومة يقول لي - كان صريح مع نفسه بما يكفي ، هو زهقان بس مش قادر يبطل ، أحاول فلسفة الصداقة عن نفسي وأسأل "يا صديقي كم تساوي" ولا أكف عن البحث عن أصدقاء ولا أكف عن الحصول على صدمات عنيفة فيهم.. دمتم بخير..
* الصورة من منتدى "النادي"

2 comments:

Minto said...

مررت باطلالة سريعة لالقاء التحية والوفاء:)على فكرة انا انوه ب تويت فرجة
سلام

مينتو

قلم جاف said...

خطوة عزيزة :)