Saturday, December 01, 2012

هسهس "ابن الناظر"

لكل برنامج عمر افتراضي ، مهما كانت درجة نجاحه ، وأنه يجب أن يأتي اليوم لأي مذيع لأي برنامج أن يتركه ، هذه سنة الحياة ، أما وسائل عمل "عَمْرَة" و "تلصيمات" لبرنامج توشك صلاحيته على الانتهاء ، فهي تضر البرنامج ومذيعه وفنييه أشد الضرر ، هل يعي "عمرو أديب" ذلك؟

فعل الرجل كل ما يريد ، قام بدور "أخوك الصغنن حلاوة" بجانب "نيرفانا إدريس" إلى أن حانت لحظة التخلص منها ، لينقض هو على البرنامج ، ثم يثبت على الطريقة المباركية تشكيل برنامجه ، يدفع بفنان كـ"عزت أبو عوف" كي يشاركه بعض الحلقات ، وبمذيعة بلاستيكية الوجه والثقافة مثل "شافكي المنيري" ، وبشخص مفتعل مبالغ فيه مثل "شردي" ، وبشخصية قل احترام الناس لها عندما رأتها كمذيع مثل "ضياء رشوان" وبشخص قادم من عالم سمسم اسمه "خالد أبو بكر"..

كل هؤلاء هم "سنيدة" "عمرو أديب" في الواقع اللي كله قواقع ، ينوبون عنه فقط ، ويراهن الرجل على شيئين بلا ثالث : الأول ، أن هؤلاء كلهم مجرد سنيدة ونواب غرضهم التخديم على نجم الشو ، الذي هو "أديب" نفسه ، وأنه من حقه أن يستعيد بأكبر عدد من السنيدة الذين لا يمكن أن يشكلوا خطراً عليه ، أو يقودوا انقلاباً أبيض ، كما فعل هو مع "نيرفانا إدريس" وغدر بها ، والثاني أن الجمهور سيشاهد الشو غصباً عن عين أهله وأن المسألة قدرة واقتدار وأن المشاهدين - وهذا صحيح للأسف - عديمو الأثر فيما يختص شعبية برنامج أو بقائه من عدمه ، ولنا في "وائل الإبراشي" درس وعظة..

رهانان قاتلان بكل المقاييس وبكل ما تحمل الكلمات من معان ، سنيدته قد لا يغدرون به وله معهم مصالح تقتضي بقاءه على رأس البرنامج ، لكنهم يهدمون كل ما بناه أو يعتقد أنه بناه من تاريخ للبرنامج ، والغرور يخنق صاحبه خاصةً عندما يتبين فرق المستوى أمام الكاميرا بينه وبين آخرين ، فلا يأبه لنقد أو انتقاد ، خاصةً وأن "وشه في وش الناس" كل يوم بلا توقف اللهم إلا لحلقتي نهاية الأسبوع عديمتي القيمة .. وكيف يأبه للنقد وهو أصل نجاح البرنامج؟ من النهاردة مفيش شو .. أنا الشو .. أنا الشو..

يحدثك عن برامج ظلت لعشرات السنوات ليبرر طول تاريخ برنامجه ، وأنه أطول برامج التوك شو في العالم العربي ، ضرب الرقم ، وضرب كل أرقامه ولا "سيرجي بوبكا" في زمانه ، وهكذا المفارقة ، يتغير الرئيس تلو الرئيس ولا يتغير المذيع ، كأنما يجب أن يكون "كيم إيل سونج" ويحكم الشاشة من برنامجه نيفاً وثلاثين سنة قبل أن يفكر في الانتقال إلى قناة أخرى..

لماذا يشعرنا بأنه ابن الناظر؟ الناظر الذي أدار مدرسة "عاشور" مدرسته ومدرسة آبائه وأجداده ، ولم يفكر في قيادة مدرسة أخرى فقط لأنه ورث مدارس "عاشور عاشور عاشور عاشور"؟ لماذا لا يبني اسماً جديداً في مكان جديد في ملعب جديد من تلقاء نفسه قبل أن تضطره الظروف إلى ذلك ، وهو يعلم عن Arabs got talent وكيف ولماذا عمل فيه ، ثم كيف ولماذا عمل في قناة أسوأ زعيم لـ"الوفد" في كل تاريخه مجاملةً له ينهش في عرض الثورة نهشاً مع المدعاة "رولا خرسا" ، كأن الرجل يصنع صحيفة سوابق وليس تاريخاً..

الغرور والسنيدة على وشك إغراق سفينة "القاهرة اليوم" على طريقة "تايتانيك" ، وإن كانت تلك السفينة قد غرقت في أولى رحلاتها ، فسفينة "القاهرة اليوم" تهبط إلى القاع بصورة يراها الجميع واضحةً باستثناء ربانها وجوقته..
* الصورة من مدونة زميلة..

No comments: