Wednesday, December 19, 2012

عمرو أديب يحييكم

"عمرو أديب" يحييكم من على القهوة التي يشيش عليها هو وأصدقاؤه ، تلك القهوة التي يكفي فيها سعر الشيشة لإطعام أسرة من مهدودي الدخل كما يسميهم الساخر الكبير "أحمد رجب".. وينقل لكم الحياة في مصر من منظور شلة "شرم" و "السخنة" وزملاء النادي بعيداً عن كل تضاريسها المملة من شرقها لغربها ومن شمالها لجنوبها.. يتصعب أحدهم على الحال الملعون الذي وصلت إليه البلد بعد الثورة ، وبأن سيادته لا يعرف متى وكيف يركن "البيتش باجي" الخاص به بما أن البلد بقت سايبة وعايزة اللي يحزمها.. ومن تلك القعدة يستمد كثيراً من أفكاره عن الدولشي فيتا التي يعيشها ويتحفنا بها الرايق مع معشوقه الدائم الطعام منذ أن كان "حسين الإمام" -أول ضحايا "عمرو"- يطبخ ويغني في البرنامج وقت أن كان مهرباً ومتنفساً للناس من همومهم قبل أن يضاف إليها .. الهموم يعني.. مروراً بمرحلة مغامراته في مطعم السمك الفلاني ومطعم الكباب العلاني..

"عمرو أديب" يحييكم من المطبخ السياسي ، لحزب لم يعتنق أيديولوجيته يوماً ، ووجد نفسه يسجل اسمه ضمن أعضائه ، وبدا الموضوع كصفقة يشبط فيها الرجل رئيس تحرير جريدة الحزب وطفله المدلل في برنامجه اليومي ، على أن نتحمل خفة ظله الصارخة وثقافته الأعلى من عمود النور.. تشعر أنه يعرف ، أو يحاول أن يوصل لك أنه يعرف أكثر ، يلوك اسمه بجريدة أمريكية أو بريطانية على طريقة "عادل حمودة" ، ويحدثك مع البيه رئيس تحرير جريدة الحزب عن الانتخابات في أمريكا ، كي ننبهر ، أو هكذا المفروض ، بالبرنامج الذي يعرف أكثر..

"عمرو أديب" يحييكم من دبي دبي سعادة ، حيث النهضة على الطريقة البترودولارية ، وأهو نتصعب على بلدنا التيت وحالها ابن التربتيت ، ربما لا تسمح له إمكانياته في فن البهللة ومسح الجوخ أن يصل لمستوى "ريز خان" الذي قبض على قلبه مبلغاً وقدره مقابل تحويل السيرة الذاتية لـ"الوليد بن طلال" إلى كتاب .. لكن يوجد من يتبهلل له "أديب" الصغير سواء أكان شيخ إمارة أم سفير أم .. أم .. أم... ولا يخشى الحرج الذي يطارده عندما يتهم "س" من الناس عائلة "أديب" بأنها كوبري المصالح العلوي لدولة خليجية كبرى .. فحمرة الخجل لا تعنيه كثيراً..

"عمرو أديب" يحييكم من على قهوته الكبيرة ، قهوة الاتصالات الهاتفية التي لم تتغير أينما حل وارتحل ، كانوا معه في البرنامج وقت أن كان يحاول عيش دور المعارض ، وكانوا معه وقت أن نافق "مبارك" في انتخابات 2005 هو وشريكته "نيرفانا إدريس" قبل أن يتآمر عليها ويطيح بها ، وكانوا معه أيضاً عندما انتقل لقناة صاحب الحزب الملاكي الوغد عندما نهشوا في عرض الثورة المصرية ، وهم معه الآن وهو يقوم بدور المعارض الأزلي والدائم .. وما بين قهوة الأثير وقهوته الأثيرة يمكنك أن تلعب لعبة اكتشف الاختلافات..

"عمرو أديب" يحييكم من على منصة الواعظ ، الذي يعظ فيها غيره بما لا يفعل ، يطالب القنوات الأخرى التي تهاجمه بالحديث عن الصحة والتعليم ، وهو نفسه لا يفعل ، هو يسلط الأضواء على المشاكل ، كتر خيره ، لكنه يلزم الآخرين ممن معه على منصات الفضاء بالبحث عن حل .. يحييكم من المنصة حيث يقدم هو نموذجه لمصر في صورة outlines معالم خارجية وبس ، ويقدم أخياره وأشراره ، وطنييه وخونته ، شلة يفرضها كشلة المذيعين التي يرى أنها قادرة على دحرجة البرنامج للأمام.. يجمع ، من علِ ، (من المجتمع المخملي حيث كريم شانتيه المجتمع)، التبرعات لإنقاذ الصعيد من البرد ، دون أن يفكر في مناقشة مشاكله الحقيقية ، يحييكم من المنصة التي لا تعرف باسم من يتكلم عليها ، هل باسم سكان مصره هو من سكان كوكب "بورتو مارينا" حيث صديقه "منصور عامر" وشركاه ، أم باسم "مصر الأخرى" كما يسميها الكاتب الكبير "فهمي هويدي" ، وما أدراكم ومصر الأخرى..

"عمرو أديب" يحييكم أيها الشعب الفقير الطيب الغلبان من الباراشوت ، ويتمنى لكم رحلة سعيدة..
* الصورة من مدونة زميلة , وهي نفس الصورة التي استعان بها المدون في تدوينة "هسهس ابن الناظر".. :)

No comments: