Thursday, May 04, 2006

خلاص عرفنا.. غَيَّر!

هذا المقال القصير بمناسبة حوار أحمد حلمي مع هالة سرحان على قناة روتانا سينما ، والإنترو المستفز من قبل الست هالة التي تعشق نفاق ضيوفها ، متصورةً أنهم لا يؤمنون بأن المديع المبالغ فيه والمجاملة الزائدة عن الحد نفاق صارخ..
في زنزانة شخصية "الشخص اللي سايق الهبل على الشيطنة" بتعبيره هو ، حبس أحمد حلمي نفسه لسنوات .. ذلك الحبس الذي من الممكن أن يشكل خطراً داهماً على مستقبله الفني فيما بعد ..

إذا كان غيره قد وعى الدرس ، بمن فيهم محمد سعد الذي قرر التملص تدريجياً من قيود شخصية اللمبي التي حولته إلى مليونير ، فلا يزال حلمي حبيس نفس الصورة التي رسمها لنفسه من أدواره الأولى ، الأمر الذي جعل من أفلامه كتاباً مفتوحاً معروف أوله من آخره ، وعليه ومن وجهة نظره يبقي الباب مفتوحاً فقط لمن يريد أن يشاهد "الشويتين بتوعه" .. أما من يسعون وراء المختلف فمن الأفضل لهم البحث عن سينما مختلفة وممثلين وممثلين مختلفين..
لا أعرف إن كان حلمي من الذين يحلو لهم إطلاق الكليشيه الكئيب "أنا مبحبش الناس تقول عليا كوميديان ، أنا بحب يقولوا عليا إني ممثل".. كما لو كان الكوميديان أراجوز ، وكما لو كانوا هم ممثلين (إلا قلة منهم)..وحتى الآن ، ورغم كونه قد درس التمثيل وهو خريج المعهد العالي للفنون المسرحية ، فإنه لم يقدم أوراق اعتماده بعد كممثل ، رغم تقديمه لعدة بطولات مطلقة ، نالها في زمن قياسي ، في الوقت الذي استغرق الأمر سنوات طويلة من بعض زملائه ومنافسيه للوصول لكرسي بجوار البطل أو لترتيب محترم على الأفيش قبل القيام بأدوار البطولة..
أتمنى أن يعيد أحمد حلمي حساباته ، فالصعود إلى الهاوية يبدأ من اعتقاد الشخص بأنه على القمة وبأنه اكتفى بهذا القدر.. إيرادات الأفلام ونفاقيات الست هالة سرحان مهمة ، لكنها ليست كل شيء..

6 comments:

حاجات ومحتاجات said...

اصلك زي ما قلت الادوار اللي بيلعبها بتحقق لة شهرة واسعة وفلوس يبقى يغير لية؟
هو الناس اتعودت علية في الادوار دي وناجح فيها فمش شايف انة لازم يغير.
اما هالة سرحان ف
ولا بلاش :)

قلم جاف said...

النجم الحقيقي مش بس إيرادات وبس ، ممكن الواحد يحقق إيرادات عالية بس ما يبقاش نجم تقبل الناس منه كوووول حاجة..
ليه باقول الكلام دة؟
عادل إمام ، ممكن نتفق معاه ونختلف عليه ، دخل في سلسلة طويلة من أفلام الانفتاح بدءاً من "المحفظة معايا" وختاماً بـ"المولد"..لكن في النص قدم المحامي الأفاق في الأفوكاتو (1981)، والهامشي في الحريف (مش فاكر سنة إخراجه)، والمدرس المنحرف اللي بيسعى للتصالح مع نفسه في (الإنسان يعيش مرة واحدة) ، جايز ما حققتش الأفلام دي في معظمها النجاح المادي الساحق لأفلام زي رمضان فوق البركان ورجب فوق صفيح ساخن ، بس الناس خرجت منها وهي بتحبه ، وخرج هو منها بنفس أسعاره عند المخرجين والمنتجين والموزعين..

حلمي مصمم على التكرار .. تفتكري دة اللي حيثبته ؟ دة اللي حيوصله لنجومية ممثل "طلع عينه" لغاية ما خد ترتيب على الأفيش زي عادل إمام ، رغم رفضي القطعي للعديد من وجهات نظره وفزلكاته؟

التمثيل مش كورة الواحد يثبت نفسه في مركز وكان الله بالسر عليماً..ولو أحمد حلمي أو هنيدي غيروا في فيلم وحتى رجعوا للشويتين بتوعهم (بس يغير ويثبت وجوده) .. دة ممكن يعيشهم شوية في السينمات..

أتفق معك تماماً في رأيك حول هالة سرحان .. وربما يكون فيه مقال مخصص لتسونامي الإعلام العربي ، واللي بقت معدية ولا أنفلونزا الفراخ!

خالص تقديري

حاجات ومحتاجات said...

ما هي دي مقاييس النجم دلوقت-فلمة بيعمل ايرادات قد اية
يعني ناس زي احمد حلمي ومحمد سعد نجاحهم نجاح مفاجئ يعني فجاة تسمع عن محمد سعد (مع اني مش ضدة) على عكس عادل امام اللي شفناة كومبارس صغير وقعد يتدرج الى ان اصبح نجم شباك (مع اني ضدة في حاجات كتير). يعني باختصار كل عصر ولة ظروفة وخاليا اللي بينجح اللي بيعمل فيلم هايف يضحك الناس ويرسم لنفسة من خلال الفيلم دة الشخصية اللي هيمثلها في كل افلامة والشخصية اللي الناس متوقعة تشوفها.
بس :)

قلم جاف said...

سعد وهنيدي مختلفين شوية عن أحمد حلمي ، الاتنين كانوا كومبارسات قدامى جداً ، وظهروا في أدوار شديدة التواضع في عدة أفلام ومسرحيات سبقت ظهورهم كأبطال بسنوات ، أفتكر إني شفت هنيدي في دور ثانوي جداً في فيلم ليسري نصر الله "سرقات صيفية"، وفي دور ثانوي جداً في اسكندرية كمان وكمان .. الاتنين احقاقاً للحق همة والراحل علاء مشوا كتير قبل الوصول للملايين..

Ossama said...

مش بقولك انت مهم يا قلم جاف وبشدة!! انت مش مصدقني ليه؟؟

طبعا صناعة النجم موضوع مهم وفكرة مقياس النجومية والقيمة موضوع مهم والاثنان مرتبطان
الموضوع التالت اللي برضه مهم ولكنه غير مرتبط بهما رغم اعتياد ربطه هو موضوع التمثيل
الذي هو مهنة وحرفة زي اي مهنة او حرفة اخرى اي تتطلب استعداد طبيعي وفطري للمارسة وده اللي احيانا بنسميه الموهبة وتتطلب رغبة في الممارسة والاتقان وهي صفة الدأب والتمرس والخبرة وتتطلب دراية
اي دراسة وتعلم واستفادة من خبرات الآخرين
مش شرط الممثل يبقى نجم
عندك كمثال احمد كمال الممثل الممتاز وادواره في يوم حلو ويوم مر الكيت كات والبحث عن سيد مرزوق
ودوره الرائع في مسرحية العشيق مع نهى العمروسي لفرقة الورشة
ودوره العظيم في مسرحية الورشة برضه
دايرن داير
لكن احمد مش ممكن يبقى نجم
ليه يا عم قلم
ده موضوع تاني نبقى نناقشه لو عايز او حتى ممكن نكتب فيه بوست مع بعض

تحياتي يا جميل

قلم جاف said...

أولاً .. مرحباً بيك يا عادل في الفرجة ، ولا أضيق ذرعاً برأيك ولا بآراء زوار مدونتنا المتواضعة ، وأشكرك طبعاً على الرد في تدوينة قديمة نسبياً ، رغم الاعتقاد السائد بأن الاهتمام كله يركز على الجديد دون القديم..

كان عادل إمام نجماً وزعيماً وكل حاجة إلى أن شعر بالزعامة واستقوى بالصحفيين..

بدءاً من مرحلة قريبة ، بدأ تدخل عادل إمام الشديد في صناعة الفيلم ، ولم يعد يقوى على التعامل مع كتاب من العيار الثقيل من أمثال وحيد حامد ، اللهم إلا في "عمارة يعقوبيان" التي كان دوره فيها - على حد ما قرأت واستشعرت - تحدياً شخصياً له.. ويفضل في المقابل التعامل مع سيناريستات يسهل التفاهم معهم والتدخل في تفاصيل عملهم بما يخدم صورته..

فيلم كالسفارة في العمارة كان من الممكن أن ينتهي بالمشهد الذي وجد فيه عادل إمام نفسه محاصراً برجال السفارة الذين استعمروا شقته ونزل منها على خلفية المظاهرات التي صنعت منه بطلاً ثم عميلاً .. كان هذا المشهد معبراً وصالحاً لأن يكون نهاية الفيلم ، لكن لا تفهم ماذا حدث بعد ذلك؟

التكرار الذي تجنبه طوال مشواره ، بدأ هو يقع فيه عندما كرر نفسه كشخص في منتصف العمر مرغوب دائماً من الجنس الآخر .. وهذا الذي سيفرض عليه تغيير نوعية أدواره فيما بعد..إن كان يريد الاستمرار بالفعل كنجم شباك ..

قبل تلك المرحلة ، وكما ذكرت أنت وسبق للعبد لله الذكر ، تمكن عادل إمام من فهم السوق وتغيراته ، وتغير مع تغيرات المجتمع ، وصار نجماً بكل ما تحمل الكلمة من معاني رغم كونه مصنفاً ككوميديان ، وليس غول تمثيل مثل الغيلان محمود مرسي وزكي رستم وآخرهم أحمد زكي..

وربما أدرس الحديث عن أحد أفلام عادل إمام قريباً ، ولكنه فيلم لن يتوقع الكثيرون أن أكتب عنه تدوينة منفصلة..

آخر ما جاءني من أخبار عادل إمام هو أنه يعد لفيلم كوميدي جديد مع يوسف معاطي ولم يستقر على مخرجه بعد.. وإن كان توقعي أنه سيستمر مع عمرو عرفة الذي قدم معه السفارة في العمارة قبل أكثر من عام..