Sunday, May 14, 2006

لا تتنحى .. لا تتنحى!

بحلقة الأمس من البيت بيتك ، وتحديداً في الفقرة التي قدمها المخضرم محمود سعد ، والمسكينة إيمان الحصري (فهي تدفع ثمن غلطة عمرها بالعمل مذيعة أصلاً)، كان الضيفان هما المطرب شبه المعتزل محمد الحلو ، والملحن والموزع أمير عبد المجيد..وكانت الحلقة في ما لحقته منها أشبه بمطالبة "شعبية" للمطرب الكبير محمد الحلو بالتراجع عن قرار اعتزاله الغناء .. أشبه بما حدث بعد نكسة 67 بأيام ، والهتاف الشعبي وقتئذ "لا تتنحى .. لا تتنحى"..
ليسمح لي عشاق فن محمد الحلو ومعجبيه ، وكاتب هذه السطور من بينهم ، بالاختلاف معهم كلية .. وبالقول صراحة بأن قرار محمد الحلو بالاعتزال جاء في وقته المناسب تماماً..
الحلو ، هو أحد أعمدة جيل الكبار في الأغنية المصرية حالياً ، والذين كانوا قبل سنوات "جيل الوسط" طبقاً للتصنيف العمري الإعلامي الدارج ، ومع الحلو هناك منير والحجار ومدحت صالح.. ولا أحد يشكك في أنه من أقوى الأصوات العربية وأكثرها ثقافة وتمرساً..
هذا لا يمنع بالمقابل أنه كان من الممكن أن يبقى الحلو بإمكانياته العالية على القمة ، لولا سلسلة طويلة من الأخطاء الفنية وغير الفنية ..فمن أخطائه الفنية الحذر الشديد في التجديد على مستوى الكلمة واللحن والتوزيع ، على العكس من مغامر حقيقي مثل محمد منير ، الحلو بقي رهن مفردات شعرية وموسيقية تمسك بها منذ بداية مشواره الفني ، أما منير فلا يمل التغيير ، وكانت النتيجة أن الحلو لم يعد لديه الكثير ليقدمه ، بينما تتوقع من منير كل جديد حتى لو ابتعد بأميال عن مستواه وفورمته الفنية.. وإذا كان من الصعب في فترة إقناع الحجار بالتغيير الفني المدروس ، فمن المستحيل الآن إقناعه بالانحدار لمستوى أغاني الاكتئاب وعقد الاضطهاد التي تميز بها مصطفى كامل والمدعاة أصالة..
لم يعد للحلو جمهور يتذوقه سوى الشباب الجامعي والشباب الأكبر سناً من الجيل الحالي ، الذين عاصروا بداياته الحقيقية في الثمانينيات وقت أن كانوا أطفالاً ، كما عاصروا روائع الحجار "اعذريني" ومنير "الليلة يا سمرا".. فضلاً عن جمهور الأوبرا صاحب الذوق "المتكلف" والذين يتحملون أسعار التذاكر ويخصصون حصة من وقتهم لسماع الفن الرفيع بحق وحقيق .. أما السواد الأعظم من الجيل الحالي فله موسيقى وكلمات يصعب أن تتخيل أن الحلو أو الحجار يغنياها ..
أما عن الأخطاء غير الفنية ، فهي دوامة المشاكل التي حصر نفسه فيها ، المشاكل المالية والقانونية التي تكفي لسحب أي فنان أياً كانت موهبته من تركيزه .. وصل الأمر بكل أسف إلى أننا أصبحنا نسمع عن مشاكل محمد الحلو أكثر مما نسمع عن أغانيه ..
ولا يجب رغم ذلك أن ننسى عاملاً كبيراً في قرار الحلو بالاعتزال ، وهو أخلاقيات وسلوكيات الوسط الفني والغنائي عامة إنتاجاً وكتابة وتلحيناً وتوزيعاً ، ففي الوسط شركة خليجية تحتكر المطربين المصريين لوضعهم في الثلاجة ، وشركات أخرى لها طرق غريبة الشكل في التعامل الدعائي مع المطرب لا تقيم وزناً لتاريخه وعراقته ومستوى ما يقدم ..
الملخص : الحلو وجد أنه ليس لديه الكثير ليقدمه ، وأن الوسط ليس مهيئاً لسماع ما اجتهد من أجله عقوداً .. فقرر الانسحاب ، وهو قرار سليم مائة بالمائة ، ولعله يعطي درساً قاسياً لعديمي الموهبة ، الذين يتمسكون بالبقاء تحت الأضواء حتى وإن انعدمت قدرتهم على العطاء..
تنحى وتوكل على الخلاق يا محمد يا حلو .. فالرصيد أعلى من إضاعته بأخطاء تسحب منه.. ويجب أن يبقى هكذا..

4 comments:

قلم جاف said...

شوف يا هيمة..
فيه سؤال بيسأله ناس كتير من اللي عاصروا الحلو والحجار وبيسمعوا المغنى الحالي .. السؤال دة أتمنى إني وإنك وكلنا نلاقي له حل :
مين اللي حيكتب لمحمد الحلو؟.. إذا كان ولا حاجة من الموجود حتناسب محمد الحلو..

لو كرر غلطة الحجار في الزين والزينة واليمامة والصقر والديناصور حيحط نفسه في موقف بايخ.. والجيل دة بالذات بيتميز عن الأجيال اللي غنت بعده إنه جيل عنده دم ولما بيغلط غلطة كبيرة بينكسف جداً من نفسه ومبيحبش يتحط في مواقف فنية مش ولا بد!

مرحباً بك في صندوق الدنيا في عالم البلوجرز ، وفي انتظار مشاهداتك وتعليقاتك وتعليقات الجميع..

حاجات ومحتاجات said...

ياااة محمد الحلو دة عمري ما قبلتة ابدا. دمة تقيل بطريقة غريبة. انا متهيالي ان بالاضافة للمشاكل اللي ذكرتها دي كلها، المسالة بردة قبول. يعني في ناس عندها قبول وصوتها اضعف من الحلو مية مرة زي مستر عمرو دياب. لكن الحلو الواحد يحس انة دمة تقيل اوي.
وكمان عامل الذكاء. يعني واحد زي منير زكي وعارف اية اللي الناس عايزة تسمعة فبيعملة لكن في ناس تبقى عايزة تسمع الناس على مزاجها. هو شايف الفن حاجة يبقى هو اللي هينضف الناس ويرتقي بمستواهم فطبعا هيفشل.

قلم جاف said...

يستحيل يكون فيه إجماع على شخص واحد خصوصاً فيما يتعلق بالفن اللي فيه اعتبارات زي القبول والحضور وخفة الدم ..
لكن أنا معاكي إن فيه ناس بتعتبر إنها بس الصح وغيرها الغلط ، وبتقدم- تحت ستار الفن والغناء الملتزم بقضايا البتاع والمش عارف إيه- اللي هية عايزاه ،وطالما مافيش إقبال على اللي بيقدموه يبقى الجمهور وحش وجاهل وسوقي ومبيعرفش يشوف ولا يسمع..

أما محمد منير فهو دماغ لوحده ، وأحد صانعي الموضة ، وبيغني كلام صعب يقبله أي مشجع لمنير من مطرب غيره .. هو بيعمل حاجات جديدة تليق عليه في الوقت اللي بيتمتع فيه بحساسية في اختيار المزيكا اللي بيقدمها لأذواق الناس نفسها .. ودة بحكم خبرته الكبيرة في الحفلات خاصة إنه أكثر أفراد جيله تقريباً وأدومهم على مسائل الحفلات .. بعكس الحجار والحلو ومدحت اللي استنزفوا قواهم في الملاهي الليلية لسنوات طويلة (واللي عملت لهم مشاكل مع الضرايب)!

abderrahman said...

هي الحلقة يوميها كانت فاشلة جدا..
والمذيعة دي صعبانة عليا فعلا ..
تقريبا ده مش مكانها .