Thursday, July 13, 2006

حنقول عليه نيشان!


إذا كان اسمك "الذي لم تختره" غريباً فإنه قد يتسبب لك في بعض المشاكل ، هذا ما حدث مثلاً لسمير شمص ، وهو ممثل لبناني شهير يعرفه المتابعون للدراما اللبنانية جيداً جداً، هذا الرجل كان على أعتاب النجومية في السبعينيات خاصةً عندما تحمس له المنتج الشهير رمسيس نجيب ، وطلب نجيب من شمص مطلباً صغيراً ، أن يغير اسمه فنياً كما فعل ويفعل العديد من النجوم ، فكر شمص في الأمر لبعض الوقت ، ثم استشار صحفياً لبنانياً كبيراً فاقترح عليه الرفض التام ، وهو القرار الذي اتخذه سمير شمص في نهاية المطاف ولا يزال يصر حتى اللحظة على صحة قراره مهما كلفه الأمر ..

تذكرت هذا الأمر على هامش كتابتي عن مذيع المنوعات اللبناني القادم بقوة : نيشان ديربارهونتوميكوتاناك!.. صحيح أن أياً منا لم يختر اسمه ، لكن لنعترف أن اسمه صعب الحفظ بطريقة تثير انتباه كل من يسأله عن ذلك ، ولعل أسلم طريقة لحفظ لقبه هي طريقة الساخر الكبير الراحل يوسف عوف لحفظ الأسماء اللاتينية وقت أن كان في كلية الزراعة ، طريقة تقسيم الاسم إلى عدة مقاطع منغمة!

لكن صدفة واحدة ، كسرت هذا الطوق الذي يفرضه لقب مكون من عشرين حرفاً - وللأمانة قد يكون مركباً-لتجعل من هذا المذيع الأرمني الأصل نجماً قد يفوق في مجاله أسماء مثل ميشال قزي وطوني خليفة وطوني بارود .. صدفة لها علاقة بالعشق السري لمجتمعاتنا : عدم اللمؤخذة .. قلة الأدب!

القصة أن نيشان ديربارهونتوميكوتاناك يقدم برنامج منوعات على قناة نيو تي في ، وهي قناة لبنانية أقل شهرة بكثير من الال بي سي والمستقبل ، اسمه "شاكو ماكو" - وهي عبارة دارجة في بعض البلدان العربية- واستضاف البرنامج أصالة نصري - والتي نعرف أنها أشهرت جمعية في العاصمة الفرنسية باريس تنادي بـ"العفة" والفن النظيف وتحارب إباحية الغناء والفيديو كليب ...الخ-والتي قبلت زوجها طارق العريان الضيف الذي انضم لاحقاً "كُبلة عاتفية"..أمام عيون المشاهدين الذين تابعوا الحلقة مسجلة.. ولو كانت الحلقة على الهواء مباشرةً لالتُمِس العذر للمعد والمذيع والمخرج .. لكن الحلقة أذيعت كاملة ، بالمشهد العاطفي جداً ..

هنا فقط انتبه الجميع ، ترددت القصة على النت ، وفي الصحف التي وصف بعضها القبلة إياها بأنها "جريئة" ولا شيء فيها بالمرة - علماً بأنه لو قبل زوجان بعضهما البعض في حتة متطرفة حيعتبر دة فعل فاضح في الطريق العام.. فاكرين فيلم الأراجوز-وبدأ الجميع بمن فيهم "العفيفون على طريقة أصالة" الذين يشترون النبأ سراً ويتحدثون في جلساتهم الخاصة عن الأفلام الإباحية التي تعرضها قنوات "السكس" على الدش في الحديث عن البرنامج ، والقناة ، والمذيع .. والذي طالعت له حوارات خاصة مع صحف مصرية من آخرها عين قبل عشرة أيام على ما أذكر ، وفي حوار مطول تحدث عن اسمه وأصله الأرمني وتعلمه للغة العربية ..أصبح نجماً رغم طول اسمه وصعوبة نطقه .. بل أنه قد ينضم لقناة فضائية عربية شهيرة خلال هذا العام.. صحيح أنه أشيع عن انتقاله لدبي الفضائية قبل تلك الحلقة الشهيرة بفترة ، لكن يبقى انتقاله لها أو لغيرها بعد الشهرة التي بدأ يكتسبها ، وأصبح ضيفاً بمقتضاها على برنامج "آدم" على ام بي سي قبل أيام قليلة.. مسألة وقت!

سبحان الله .. الازدواجية التي تكلم عنها أخونا الأكبر وأستاذنا في كار التدوين ابن عبد العزيز في تعليق على المداخلة السابقة مباشرةً هي التي عوضت هذا "النيشان" عن طول اسمه وغرابته والتي كان من الممكن أن تشكل عائقاً يحول دون نجوميته في مجال "الشو بيز" .. وربما سيتم التعامل معه في دبي أو الام بي سي على الطريقة التي يتعامل بها معلقو كرة القدم مع لاعبي اليونان ويوغسلافيا واليابان أصحاب الألقاب الطويلة جداً : حنقول عليه نيشان!

* وهذه صورته من جريدة الرياض السعودية

5 comments:

قبل الطوفان said...

يصعد هؤلاء في حالات ضعف الأمة.. كذ تولد نماذج مضحكة يقال عنهم إنهم نجوم الحوار التلفزيوني..مع أنهم لا يجيدون الحديث بلغة عربية سليمة إن هم تخلوا عن الوراق المكتوبة بين أيديهم أو النصوص التي يقرأونها على الشاشة

نيشان خاطيء.. لكن لا عتب عليه في الأساس وإنما على أصالة وطارق الذي بدا أمامنا على هيئة "العريان".. لأن العفة ليست قطعة بيتزا وإنما كل متكامل
بالمناسبة.. المشهد الأكر تأثيراً من "الأراجوز" في هذا السياق هو "الحب فوق هضبة الهرم" حين يدفع "الزوجان" آثار الحكيم ثمن حميمية عابرة فوق هضبة الهرم

قلم جاف said...

قد تكون رأيت نيشان وتستطيع الحكم عليه مهنياً أفضل مني بكثير بحكم كونك إعلامياً محترفاً وناقداً متخصصاً ، وعن نفسي لم أر نيشان ، لكني رصدته كمشهد من ألوف المشاهد التي نعيش معها وفيها.. و أظنه أقل سوءاً من كائن مثل سهير جودة يفتقد لأبسط مقومات القبول ولأبسط قدرات الصوت كما تعاني من خنف (وليس العيب على الشخص أن يكون أخنفاً .. ولكن عليه كل العيب إن فكر أن يكون مذيعاً أو مطرباً أخنفاً) ..

ما قلتش إن نيشان غلطان ، فيه حاجة الناس الإعلاميين المحترفين عارفيها.. اسمها "مطبات الهوا".. مثلاً إن ييجي شخص متصل في برنامج مباشر بيستخدم ألفاظ لا تتوقع أبداً دخولها التليفزيون.. ورغم إن الحلقة مسجلة في حالتنا دي .. إلا إن نيشان ما كانش متوقع دة وقت الحلقة .. وكان في إيد أطراف القصة كلهم .. العريان وأصالة ونيشان ومخرج البرنامج إنهم يحكموا العملية و"يسكوا" على المشهد الغريب الشكل وغير المألوف وغير المتوقع (وغير المقبول كما أراه).. لكن محدش عمل حاجة لسبب يعلمه أربعتهم.. ويعلمه الله عز وجل أولاً وأخيراً وآخراً..

جايز يكون نيشان مذيع كويس .. لكن مشهد غريب الشكل زي دة أقرب للصدفة (بالنسبة ليه) وللصدمة (بالنسبة ليا ولناس كتير) شهره وخلا الناس تعرفه .. رغم إن محدش يعرف النيو تي في اللي شغال فيها تقريباً!

متفق معاك تماماً في مشهد الحب فوق هضبة الهرم .. لكن الظريف في مشهد الأراجوز إنه كان نهاراً جهاراً في خيمة على البحر في إسكندرية!

قلم جاف said...

أزيدكم قليلاً عن نيشان..

شاكو ماكو الذي يقدمه هو تقليد لبرنامج فرنسي يقدمه ميشيل روكار (يعرفه مشاهدو بانوراما فرنسية على الثانية المصرية قبل مسخه).. البرنامج فيه مذيع وفيه مهرج يعمل كعامل مساعد خارجي على استفزاز الضيف وتسخين النقاش.. اسم البرنامج لا يحضرني كاملاً وإن كان يبدأ بعبارة tout le moonde..

قبل الموضوع إياه لم يكن البرنامج معروفاً للعيان كما سلف الذكر..

saso said...

لاحظ اننا اساسا بقينا بنتعامل بمنطق مفيش حاجة اسمها عيب بالنسبة للقناة نفسها الموقف عادي و" سبق " هيزود نسب المشاهدة
الحلو ان نفس الانسان بياخد الموقف ويدافع عن الموقف المعاكس في نفس الوقت
علي اعتبار ان هذة نقرة وهذة نقرة واحنا ناس نسّاية.. والمبادئ قابلة للتجزئة

قلم جاف said...

لا وانتي الصادقة ، هو بيلعب على المبدأ اللي كرست له العبارة التاريخية لوردة في أغنية "اسمعوني":

"يووووووووه..يوووه..هوة فيه حد النهاردة بيفتكر"!