Friday, December 01, 2006

في قلة الأدب!


تعود فكرة هذه التدوينة إلى صديقي شريف نجيب .. تعليق صغير لا يتعدى الجملتين على تدوينة "فعل راقص في الطريق العام"..يقول فيه ما معناه أن بعض الأفلام القديمة لو أعيد تقديمها هذه الأيام بالألوان كانت حتبقى أفلام "ثقافية" على حق!

سطور شريف نجيب التي أكتبها بمعناها وليس بنصها تفتح باباً واسعاً لنقاش هام وصريح حول ماهية "قلة الأدب" ، سواء اللفظية منها أو الحركية ، وحول كون "قلة الأدب" مطلقة ثابتة في كل زمان ومكان ، أو عن كونها نسبية تختلف من شعب لآخر ومن فترة زمنية لأخرى..

أبدأ الكلام من الأفلام القديمة..

كثير منا يؤرخ لمصر بالأفلام القديمة التي عرضت في أربعينيات القرن الماضي لأول مرة .. بل ويقع في الخلط الذي أوقعتنا فيه وسائل الإعلام المصرية بأن تلك الأفلام هي الواقع المصري بنسبة مائة في المائة .. خير دليل على هذا الخلط هو تتر مسلسل "أوان الورد" للمخضرمين وحيد حامد وسمير سيف .. الذي استعان على غير المعتاد في الدراما المصرية بلقطات من أفلام عربية قديمة تمثل "الصورة الليبرالية القديمة الجميلة لمصر"..

ربما صورت بعض تلك الأفلام الحياة في مصر بشيء من الدقة مثل أفلام نجيب الريحاني على سبيل المثال ، لكن لا تنتظر مني أن أصدق أن المشروب الرسمي للمصريين في تلك الفترة كان الويسكي ، وأن كل منزل كان مكوناً من دورين وفيه بيانو! عن نفسي أرى أن صناع تلك الأفلام كانوا يهدفون لتقديم صورة جميلة ومسلية بأي شكل سواء أكانت تعكس هموم الناس وآلامهم .. وبإلحاح وسائل الإعلام صدقنا أن مصر كانت هي الموجودة في تلك الأفلام وليست شيئاً آخر..

لكن بالتأكيد كان المجتمع مختلفاً عما هو عليه الآن ، تكوينه الديموجرافي ، مستوى الثقافة العامة ، وأشياء أخرى.. وعليه فإن تعريف "قلة الأدب" وقتئذ مختلف عنه الآن..

لم أسمع عن عاصفة ثارت على فيلم أربعيني أياً كانت كمية الرقصات الموجودة فيه ، أو عن أزمات أخلاقية بعينها سببها فيلم أو آخر .. هل ربما لأن المجتمع - كما يراه البعض - كان أكثر ليبرالية ، أو لأن الزواج كان أسهل ، أو - وهذا رأيي الشخصي - كانت السينما في ذلك الوقت وسيلة تسلية لا أكثر ، ولم تقدم نفسها كوسيلة إعلام ذات تأثير في الجماهير إلا بعد الثورة وبسنوات؟..

قلة الأدب إذن تبدو نسبية ، تختلف من زمن لآخر ، ربما لو عاش أجدادنا لوجدوا كليبات هيفاء وهبي وأخواتها شيئاً عادياً ، كما نجد العديد من ما عد في أربعينيات إلى سبعينيات القرن الماضي من أفلام "كبرى" أعمالاً منحلة بل ومجوفة فكرياً وفنياً..أجدادنا كانوا على صواب ونحن أيضاً.. بل ربما كان احتكاكنا بالواقع القاسي أكثر وأعنف..ربما لأننا نرى الواقع بالألوان (حتى وإن كنت أعتقد حتى وقت قريب أن الواقع في الأربعينيات كان بالأبيض والأسود وأن الألوان لم تدخل حياتنا إلا في السبعينيات!)..

لكن حتى لقلة الأدب تابوهات .. خطوط حمراء لا يمكن تخطيها ولا قبولها ، ولا يمكنك نعت المجتمع بالمتخلف إذا أدان تخطيها ..منها طبعاً الـ f-words ، والمشاهد الجنسية الفجة والصارخة .. حتى وإن تبادل البعض داخل المجتمع "من تحت لتحت" المواد الإباحية على النت وتحادثوا فيها في جلساتهم الخاصة ، فالمؤكد أن الجميع بلا استثناء سيرفضون وجودها بشكل صريح وصارخ على شاشات السينما التي هي فن جماهيري بالأساس يخاطب العموم والصفوة على حد سواء..

على كلٍ، لا يجب أن يحول الاختلاف بين مجتمع الأمس البعيد نسبياً ومجتمع اليوم حائلاً دون عرض التراث السينمائي كله على العقل والأخلاق أيضاً ، فمثلما يرفض البعض التفسيرات "الأخلاقية" للفن ، أرفض أيضاً التعامل مع الفن كأنه كتاب منزل لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا خلفه .. الفن هو اجتهاد بشري في الأول والأخير..

هذه كانت خواطر غير مرتبة بعض الشيء عن "قلة الأدب" بين السينما وبيننا .. تدوينة طويلة عريضة بنيت على تعليق هام على قلة عدد كلماته يحمل رأس موضوع هام أثار ويثير وسيظل يثير الجدل ما حيينا..

تحديث: قرأت عند مختار العزيزي رابط هذه التدوينة الرائعة لمحمود عزت.. أترككم لتستمتعوا معها....

* الصورة من فيلم عفريتة هانم لفريد الأطرش وسامية جمال من موقع إيه آر طين..

12 comments:

abderrahman said...

للماضي ايضا سياق اجتماعي اقتصادي
في فترة من فترات الأبيض والاسود، أو أوائل الأبيض والاسود كان هناك ازمة اخلاقية في المجتمع المصري...وهذا امر طرح في كتابات مؤرخين

أيضا هناك بعض فلاسفة التاريخ يضعون فكرة أن الحروب لابد ان يحدث بعدها مباشرة تحلل اخلاقي، وكذلك يحدث اثناء الاحتلال..

البعض ينظر للأبيض واسود كأنه كل شيء، ليس له ماضي او حتى علاقة مع ما حوله في زمانه .

في عصر من العصور كن البغايا يدفعن ضرائب..!

لكل عصر ظروفه .

أشكرك على هذه التدوينة .

زمان الوصل said...

مبدئيا أنا أعترض على فكرة المدوّنه القائمه على أن بعض الأفلام القديمه لو أعيد تقديمها بالألوان ستصبح أفلام ثقافيه .. طبعا المقصود لو أعيد تقديمها بنفس المشاهد و الأفكار .. و إن كنت على استعداد لمناقشة أمثله تؤيّد هذا الطرح ..

ولنناقش مثلا زى الراقصات فى أفلام الماضى و زيّهن فى أفلام ما بعد السبعينات .. اختلاف كبير لا يمكن أن تخطئه عين حتّى أنّك يمكن أن تتقبّل وصف "حشمه" لبدلة رقص "ساميه جمال" مثلا مقارنة ببدل رقص "دينا" !! ناهيك طبعا عن نظرات العيون و إيحاءات الحركات بين الأولى و الثانيه !!

قارن كذلك "حسين صدقى" وهو يستأذن فى تقبيل "فاطمه رشدى" و بين أى منظر ساخن فى فيلم ل"إيناس الدغيدى" أو يوسف شاهين" و مؤخّرا القادم" بقوّه "خالد يوسف" !! قارن بين "هول" الموقف حين تقابل بطلة الفيلم فى الافلام القديمه حبيبها فى مكان عام وبين مشهد "منّه شلبى" الشهير وهى بالنقاب فى فيلم "ويجا" !! وغيرها من الأمثله كثير جدا ..


لم أسمع عن عاصفة ثارت على فيلم أربعيني أياً كانت كمية الرقصات الموجودة فيه ، أو عن أزمات أخلاقية بعينها سببها فيلم أو آخر ..


ربّما يكون هذا بسبب عدم قيام صنّاع هذه الأفلام بلىّ عنق الحقيقه لإقناعنا بأن الراقصه أكثر احتراما من المحجّبه مثلا !! الانحراف فى هذه الافلام ايّا كان نوعه كان يتم التعامل معه بوصفه انحرافا و الأشياء كانت تسمّى بمسميّاتها الحقيقيه !! ولم نر مثلا البطله تقول "أنا اتولدت لقيت أمّى رقّاصه فى شارع محمد على ولو كانت بتشتغل فى فرن كنت رجعت من المدرسه وقفت مكانها" كما قالت "زوزو" .. العاهره لم تكن تخرج علينا لتجادل فى شرف مهنتها و كيف انّها اكثر اتّساقا مع نفسها من غيرها من المنافقات !! ولم تكن تقول لنا المهم القلب !! ولم تكن تفتخر أمام البطل بتفتّحها و ليبراليتها .. و اللص لم يكن يتبجّح بلصوصيته .. لم تتحيّز هذه الأعمال بصوره واضحه ضد ديانه أو اعتقاد بدعوى الصدق و الشفافيه و التقليه !! لهذا لم تثر عواصف أو أزمات أخلاقيه

قلم جاف said...

تعقيبان قيمان كما عهدتهما من صاحبيهما ..

زمان الوصل : تحليلك منطقي لسبب عدم إحداث أفلام الأربعينيات تحديداً للجدل في وقتها ..مع تسليمي بأن بعض تلك الأفلام احتوى على بعض اللي للحقائق ولكن ليس بالفجاجة والعنف الذي يحدث في الأفلام الحالية ..

هذا لا يمنع أن بعض أفلام الأربعينيات والخمسينيات والستينيات لو أعيدت بحذافيرها الآن كانت لتثير جدلاً واستياءاً كبيرين ، تخيلي مثلاً موقف الرأي العام الحالي من أي من أفلام حسن الإمام التي يتناول فيها السيرة الذاتية لراقصة!

هذا لا يمنع أن لي عنق الحقائق بدأ تدريجياً على مدار القرن ، ولم يكن ظهور المدرسة الدغيدية السينمائية الفارغة فنياً الملآنة ضجيجياً أمراً مفاجئاً..

عبده باشا : أعجبتني جداً عبارة "البعض ينظر للأبيض والأسود كأنه كل شيء"..

صناع السينما في ذلك الوقت كانوا مجموعة من المغامرين ، كان هدفهم إشباع الحاجة إلى التسلية خاصة في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية ، وكان همهم تقديم أو تقليد النماذج السينمائية الغربية التي كانت تعرض جنباً إلى جنب مع السينما المحلية ، ولذلك كان هم هؤلاء تقديم الصورة "الجميلة" على حساب المضمون ..

هذا يفسر انتشار الكوميديات الموسيقية طوال الأربعينيات ، وكذا الأعمال المقتبسة عن نصوص وربما أفلام غربية..

كانت السينما تقدم ما يريد الجمهور أن يراه ، وليس ما يراه بالفعل ، وعليه ، فإن الصورة التي تقدمها حتى الأفلام الوثائقية ليست معبرة بالمرة عن تلك المرحلة التي كان لها ما لها وعليها ما عليها..

وباختصار من النادر أن نجد تأريخاً اجتماعياً للبشر في مصر ، من السهل أن تعرف متى تم بناء المقبرة الفلانية ومن المستحيل أن تعرف كيف كان البشر وقت بناء المقبرة الفلانية.. الميت أبقى من الحي في كتب التاريخ أيضاً!

بالمناسبة .. هل صحيح أنه في الأربعينيات كان البغاء مسموحاً به كمهنة في مصر؟

زمان الوصل said...

احتوت تلك الأفلام حقّا على لىّ للحقائق لكنّه لم يكن يسير فى الاتجاه الاخلاقى او الدينى بل كان يمكن اعتباره فى بعض الاحوال مغازله لمشاعر الجمهور مثل تصوير الفقير دائما فى صوره ملائكيه مثاليه و الغنى فى صورة الشيطان الذى لا ينقصه سوى قرنين !!

أفلام حسن الإمام لو أعيدت بحذافيرها لا أظنّها تثير أزمه حقيقيه إلا لو تم العبث فيها لتصوير الراقصه مثلا على أنّها مناضله سياسيه !! تخيّل مثلا العوالم فى ثلاثية نجيب محفوظ لو خرجن عن الإطار الذى رسم لهنّ فى الثلاثيه ليصبحن عضوات فى حركة "كفايه" مثلا !! أو أن يتم الإيحاء أن عضو إخوانى على علاقة بواحدة من هؤلاء و متجوّزها عرفى !! أو حتى شرعى على طريقة الحاج فى "عمارة يعقوبيان" .. أفلام الماضى لم يكن لها طموحات فى إثارة الضجّه حولها كما هو الحال الآن !!

و إن كنت أظن أن تناول السيره الذاتيه لراقصه أمتع كثيرا من تناول السيره الذاتيه لشخصيه يفترض أنّها محترمه مع ما سيحدث فى هذا التناول من تسطيح و إظهار للشخصيه بصوره ملائكيه كما حدث مع "أم كلثوم" و "يوسف السباعى" و غيرهم !! أعتقد أن السيره الذاتيه ل "تحيّه كاريوكا" مثلا أمتع كثيرا من سير ذاتيه لمناضلين سياسيين أو مثقّفين بارزين لأنّها غالبا لن تكون مزوّقه و "متأيّفه" كما سيحدث مع سيرة السياسى .. فاكر فيلم "الراقصه و السياسى" الذى وصفت فيه البطله نفسها بأن "وشّها مكشوف" !! بعباره أخرى أكثر توقيرا "هى ليس لديها ما تخسره" .. و بالمناسبه هناك صراع دائر بين "تيتا فيفى عبده" و "أنّا ناديه الجندى" حول تقديم السيره الذاتيه لتحيّه كاريوكا !! يسقط الاستحمااااااااااااااار

زمان الوصل said...

خلال كتابتى للتعليق السابق قفزت لذهنى خاطره ؛ لماذا لا يصوّر صنّاع الأفلام الطليعيه الحاليين مثل خالد يوسف و مدام دغيدى نماذج سلبيه سوى تلك التى لها علاقه بشكل أو بآخر برمز دينى !!

هل يمكن بعد الضجّه التى ثارت مؤخّرا حول حركة "كفايه" و انحسار دورها و التى أظن أن "خالد يوسف" ينتمى إليها أن نرى له فيلما يتناول فيه شخصيه منحرفه تنتمى للحركه ولاّ الحجاب و النقاب بس همّا اللى بيبيعوا؟

saso said...

انا هافصل مابين الافلام زمنيا
البدايات وافلام توجو مزراحي والصراع بين العاطفة والواجب..دي ممكن تعتبر فن موجة ومعبر لحد كبير عن مجتمع مثالي لم يوجد قط
حيث الطيب طيب علي طول الخط والشرير يصحي يقول انا شرير
المسرح في الفترة دي كان معبّر اكتر..مسرح هلس تماما واسفة في التعبير وروايات لا هدف منها سوي الضحك ومسرح موازي لطبقة اخري لا تحتاجة في الواقع لان ثقافتها لا تستوعبة ومشاكلها لا تعالجها احداثة...لكن نقدر نسلم ان مسرح الهلس كان اكثر تعبيرا عن حال زارع القطن الاشهر كشكش بيه ورغبتة في الانفتاح علي دنيا مرهونة بامتلاء محفظتة واعتقد ان فكرة التطلع الطبقي -نحو الهلس للأسف-معبرة عن الفترة دي اللي كانت مليانة انحدار اخلاقي مريع في الاغاني ومش محتاجة مثال دي وانتشار البارات الرخيصة للفلاحين النازحين لحين انتهاء حصيلة بيع القطن
المرحلة التي تليهاخلقت مجتمع منفصل وصدقتة ده رأيي..مرحلة انفصال طبقي شامل زي اللي حاصل الان في مسلسلات رمضان اللي مفيهاش شقة واحدة من غير فرش تحفة و الوان حيطان علي الموضة مع ان ساكنيها موظفين علي المعاش..نفس الفكرة في افلام فريد الاطرش الفقير اللي ساكن فوق السطوح وعندة بدلتين اشيك من بعض وبيقول"اوتوبوس"علي الاوتوبيس وشعرة عليه كمية-الله اعلم كانوا بيسموة ايه وقتها-فازلين يمكن وباختصار بيلمع
غير اني لا اعتقد ابدا ان مهنة الراقصة كانت بتحظي بالاحترام دة في المجتمع وخصوصا ان نفس الافلام دي كانت بتحاول ماتسميهاش راقصة بتحاول تقول انها في فرقة..والاستعراض جواة رقص لكن دي مش مهنتها المعترف بيها
بنفس المبدأ مفيش واحد في اي فيلم من افلام الاربعينات او الخمسينات كان بيصلي-شاب يعني مش واحد كبير-هل تعتقد ان وقتها مكانش في مصلي واحد تحت الاربعين في مصر؟
اكيد لا طبعا افلام أنور وجدي الاربعينات تعبر عن اي مجتمع فيهم حاجة شبهنا؟ مفيش
ملحوظة:الافلام عن روايات عالمية منفصلة بغرابة عن الواقع زي عهد الهوي منتصف الخمسينات لنفس القصة اللي قدمتها ليلي مراد في الاربعينات
في الخمسينات بدأ الموضوع ينفصل عن التسلية شوية ويقدم مشاكل مجتمعية لحد ما وان ظل البطل النبيل والشرير بدون مبرر موجود لكن ابتدت تدخل مناطق جديدة زي ملاجئ الايتام والاصلاحيات-اربع بنات وظابط- الايتام المشردين-دهب- السير الشعبية حسن ونعيمة اقتراب اخر وطبعا امرأة علي الطريق دي بقي ممكن نسميها صورة مجتمعية مش منتشرة طبعا لكن بتحمل احكام المجتمع للنوعية دي من البنات والنوعية دي من الرجال برضة
الروايات المترجمة تقترب اكثر من الواقع او علي الاقل تخلق بيئة تلائمها مثل أمير الانتقام المحوّرة بذكاء واحلي افلام المرحلة بالنسبة لي جميلة بوحريد اللي اخيرا لامس فكرة ان في دنيا تانية برة مصر صحيح جزائريين بيتكلموا مصري بس ارجع اقول انه لو كان اتعمل بلهجة تانية كان هيحترم ومش هيتفهم خالص

نيجي لفترة الستينيات واعتقد من هنا
بدأت الافلام تقترب من الواقع وتتأثر به وتناقش قضاياة والثلاثية اللي بحترم فيها جدا تركيزها علي صورة المجتمع لكل الشرايح مع اطار مبلوع لصورة الراقصة بانها كيان منفصل عن المجتمع لحد ما ولة معاملة اخري وان كانت التفرقة مظهرية لدرجة مملة الراقصة شكلها راقصة زيادة عن اللزوم
المرحلة دي اهتمت بتفسير نفسية البغي بتركيز اكبر زي السمان والخريف
الروايات الممصرة ابعادها اختلفت وبقت بتدور للشرير علي باعث للشر دة زي نهر الحب علامة سنة 60المميزة علي الاقل الفكر الغريب تماما عن المصريين-التنازل عن الشرف علشان صورتة في الانتخابات لكن علي الاقل تمت محاولة تبريرة..غير كشف المجتمع وبنات الطبقة العليا.اختصارا تقترب قليلا من مجتمع مرحلتها
السبعينيات ممكن احس انها بتقدم صورة مجتمعها لحد ما..ماعلينا من انحدااااار المرحوم بتاع الروائع بس بقينا نشوف الشوارع بتاعتنا والبيوت والسلالم والمساكن التعاونية وطابور الجمعية من هنا ومن العقد دة بدأت نغمة الفن المعبر عن مجتمعة وبدأ الهجوم علي الافلام والبطلات والاحكام الدينية
انا كتبت كتير بزيادة اوي بس لاني بجد مش مقتنعة بن مجتمع ماقبل السبعينيات كان هوا المجتمع الموصوف في السينما
وبالتالي عبث ان يثور المجتمع علي فيلم يصف حياة اخرين.زد عليه ان لعبة الفن مرآة المجتمع لم تكن أصلّت بعد
اسفة جدا علي الاطالة وخروجي عن الموضوع الاصلي

قلم جاف said...

تعليقات شديدة على حق ، ومن أفضل التعليقات اللي جت لي على موضوع من ساعة ما دخلت الكار..

ساسو جابت عبارة مهمة جداً :

وبالتالي عبث ان يثور المجتمع علي فيلم يصف حياة اخرين.

على يد شروة المغامرين بدءاً من وداد عرفي لفريتز كرامب لتوجو مزراحي وتلامذتهم المصريين كانت السينما تمثل الحلم بالنسبة للمتفرج ، بينما كان المسرح الذي "تمصر أكثر" تمثل الواقع!

من الممكن تفسير وتبرير تصاعد نسبة الواقع في الأفلام لعدة عوامل ، أهمها أن الثورة التي قررت حتى السبعينيات السيطرة على الصناعة السينمائية أرادت ربط الناس بالخط الثوري عن طريق ملامسة الواقع ، فيلم كـ"رد قلبي" رغم أنه عن نص أدبي ليوسف السباعي على سبيل المثال ، لم يكن بوسع صناع الفيلم استخدام عالم الأربعينيات (التي جاءت الثورة للقضاء عليه كله) الفانتازي الخالي حقيقة ، حتى وإن احتوى الفيلم على تعميم غريب الشكل "مغازلة لمشاعر الجمهور" كما قالت زمان الوصل..

بل إن الدعاية السينمائية الناصرية كانت كلها مغازلة لمشاعر الجمهور ، ولم يكن في مصلحة القائمين على السينما الدعائية وقتئذ استثارة غضب الناس خاصة في بداية المرحلة الناصرية بشيء "صادم" يخرج من دور العرض السينمائية..

أيضاً أصبحت السينما دراسة لا مغامرة ، وبالتالي فوعي المخرج الدارس أكبر بكثير من وعي المخرج المغامر الذي يريد "تحليل" فلوس المنتج..

ولم يعد الانفصال عن الواقع مقبولاً بعد 1967 ، أفلام ما بعد ذلك تحولت إلى انتقاد الحقبة الناصرية بكل عنف بشكل غير مباشر قبل نهايتها وبشكل مباشر بعد نهايتها ..وعندما امتلأت السينما بأصحاب الفكر الناصري بدأت الحرب على مرحلة الانفتاح..

لكن على نفس الخط كانت هناك أفلام "قلة الأدب" التي على حق .. والتي لم تثر ضجة حسب معلوماتي المتواضعة ، سواء في مرحلة 1967 أو ما بعدها .. أفلام مقاولات مبتذلة بكل ما تحمل الكلمة من معنى.. بالتأكيد كانت تعرض في دور العرض ، وتذكرنا بها فضائية الوليد بن طلال والست هالة سرحان .. كما لو كانت "الفتوة" أو "نهر الحب" أو "دعاء الكروان"!.. ربما كانت تلك الأفلام البشعة بكل المقاييس والتي تجد من يدافع عنها مقبولة في ذلك الوقت بدافع الاعتياد .. أو لأنها تجد زبونها في نهاية المطاف (في العديد من دور العرض التعبانة في مصر تعرض بعض تلك الأفلام في الفترات التي لا يكون فيها فيلم كبير في السوق ، ويحسب لبتوع السينما الجديدة أنهم قلصوا فرص تشبيع الجمهور بتلك الحثالة السينمائية)..

لو عرض فيلم من عينة "مش عارف إيه طفل في العالم" الآن ، أو صنع بنصف كمية ما به من المشاهد إياها ، ستقوم الدنيا ولن تقعد ، ولن تقوم فقط من قبل أنصار التيارات الدينية (التي تسبب أرتيكاريا لمدام دغيدي وخالد بيه يوسف) بل حتى من أجل رجل الشارع العادي المتهم بالتخلف والرجعية والتأثر بالفكر الصحراوي المش عارف إيه!

زمان الوصل :

حتى وإن تمت كتابة السيرة الذاتية لواحد حرامي ، طالما أن البيه "السيناسرت" متفق معه أو متعاطف معه فسيخرج لنا حرامياً بريئاً يقوم بسرقات مشروعة!.. تلميع الأموات بالحق والباطل قديم قدم البلد الذي نعيش فيه!

بالمناسبة ، هناك نية لتقديم مسلسل عن "روزا اليوسف" مرشحة لبطولته السورية سولاف فواخرجي ، لن يخلو في توقعي من كمية المعجزات والكرامات التي تضفى على الشخصيات ، والتي أول من يهاجمها هم صحفيو روزا ، إن كانت طبعاً لشخصية يستثقلون دمها!

عن خالد يوسف : هو بالمناسبة عضو مؤسس في حزب "الكرامة" ذي الخط الناصري ..

العديد من المنتمين سياسياً حتى في الوسط الفني يتصرف كمنتمي لفريق كروي يشجعه بالحق والباطل ، وبالتالي يتغافل عن عيوب تياره ويمضي في قذف بيوت التيارات الأخرى سواء أكانت عالمانية أو دينية بكل أنواع الحجارة .. ويعيب على غيره أنه غير منتمي لأي تيار سياسي ويعتبر ذلك عيباً في حقه ، رغم أن المستقل برأيي يتمتع بميزة لا نظير لها وهي الحكم بحيادية وموضوعية على أمور كثيرة ينساها المتعصبون سياسياً..

عن السينما والمجتمع عموماً أفكر بالكتابة في تدوينات مستقلة في القريب العاجل بإذن الله .. ويكون الزملاء اللي عندهم امتحانات خلصوا ويناقشوا معانا الكلام دة ..

زمان الوصل said...

أظن فيلم "أعظم طفل فى العالم" لا ينتمى لحقبة أفلام الأبيض و الأسود التى تناولتها المدوّنه من البدايه على اعتبار انّه لو تم تقديمها بالألوان لصارت أفلام "صقافيه" .. فهو فيلم ملوّن .. يعنى فيلم "صقافى" من بابه :) و مرحلة أفلام ما بعد النكسه مؤكّد هى الأخرى لا تنتمى لهذه الفئه من الأفلام .. و إن كانت معلوماتى محدوده حول رد فعل النقّاد و الجمهور تجاه أفلام تلك الفتره

بخصوص السيره الذاتيه .. هو طبعا ليس أى سيره ذاتيه يمكن أن نأمل أن تخرج لنا عملا ثريّا لهذا اخترت "تحيّه كاريوكا" تحديدا نظرا لاختيار كاتب فى حجم "ادوارد سعيد" لها للكتابه عنها و لقراءتى كذلك بعض المقالات عنها .. فقد كانت -خصوصا فى اواخر ايامها- لا تأبه كثيرا بتزويق صورتها الذهنيه ولم يكن لديها مشكله كبيره فى الحديث عن نفسها بصراحه .. الموضوع يحتاج لشجاعه ليس فقط من "السيناسرت" ولكن من صاحب السيره الذاتيه نفسه فى الحديث عن نفسه بشكلها الانسانى و ليس بشكل ملائكى زائف

"خالد يوسف" مثله مثل "صلاح عيسى" رئيس تحرير جريدة "القاهره" التى تصدرها وزارة "الصقافه" .. طنطنت جريدته كثيرا جدا حول حريّة الرأى بينما لم نر بها مقال واحد يعلّق سلبا على تصرّف الوزير !!

HANY said...

أخى الكريم :

اتفق واختلف , اتفق معك فى نسبيه الطرح , والاختلاف من زمان لأخر ومن مكان لأخر , وأختلف معك فى ان غرض الافلام القديمة كان مجرد التسلية , بل ان ذلك أخى الكريم يعد من سبيل الافساد المنظم " وأقصد هنا الافلام القديمة , ليس كلها بالطبع" , افساد منظم يقوم على اسس , خلق واقع , وجعل العقل المصرى والضمير الانسانى المصرى لا يرفض ان يرى الخمور والرقص وغيرها , بل اصبحت عاده , كان هناك الكثير مما كنت أود زكره ولكنى بعد قراءتى للكومنت الخاص بالاخ "" زمان الوصل "" , لا استطيع الا ان اؤيده فى كل ما قال , وأعتز بما قال , واأشكر مدونتك التى , عرفتنى بمثل هذا الانسان وتقبل تحياتى , وفائق احترامى

قلم جاف said...

أولاً .. أهلاً بك في المدونة .. وأتمنى أن تتكرر زياراتك وتعليقاتك..

ثانياً أنا مدين بتوضيح :

بعد قراءتى للكومنت الخاص بالاخ "" زمان الوصل "" , لا استطيع الا ان اؤيده فى كل ما قال , وأعتز بما قال

الأخت زمان الوصل وليس الأخ زمان الوصل.. ومن الوارد أن يحدث مثل هذا الالتباس في عالم النت.. حصل خير..

قبل الطوفان said...

في السينما كما في التاريخ.. لا تحاكم شخصاً أو حدثاً وفق مقاييس عصرك وإنما انظر إلى ظروف العصر والسياق الذي ظهر فيه الشخص أو أنتج فيه الفيلم

ربما لهذا السبب تبدو أفلام الأبيض والأسود جريئة أو ننظر إلى أعمال على أنها تتجاوز الخطوط الحمراء لعصرنا

صحيح ما قيل هنا من أن أفلاماً كثيرة -في الأربعينيات والخمسينيات مثلاً- كانت تتحدث عن مصر أخرى غير التي كانت قائمة في الواقع سواء من حجيث الظروف الاجتماعية أو الاقتصادية.. ولذا لم يكن الناس ليغضبوا كثيراً أو يثوروا على ما هو معروض

لكنني أرى في الوقت نفسه أن بعض الأفكار السينمائية التي قدمتها السينما المصرية في عقود وعهود سابقة تجاوزت المألوف بغض النظر عن قيمتها الأدبية والإبداعية ومدى انسجامها مع التقاليد والأعراف السائدة أو القائمة

خذ عندك مثلاً فيلم "رسالة إلى الله" (إخراج: كمال عطية، 1961) وفكرته واضحة من عنوانه.. ومن الطريف أن هناك فيلماً مصرياً هو "ممنوع في ليلة الدخلة" (إخراج: حسن الصيفي، 1976) يتحدث عن ما يسمى "بوليس الآخرة" حيث تظهر الحماة لتسلم السيدة إلى هذا البوليس ليهنأ الأحباء بحياتهم..هذا مثالان على سبيل الإشارة لا الحصر، يمكن أن نقول إن ظهورهما على الشاشة لم يثر احتجاجاً ولا ضجيجاً يذكر.. تخيلوا معي ما الذي يمكن أن يحدث لو أنهما كان من إنتاج العام الجاري

بل تخيلوا معي.. هل من الممكن أن يقول اليوم ممثل على خشبة المسرح أو في السينما ما قاله توفيق الدقن في مسرحية "سكة السلامة" (تأليف سعد الدين وهبة) حين نظر إلى السماء قائلاً" لا والنبي يارب ما يغركش المنظر.. ده أنا غلبان"
فتأمل!

قلم جاف said...

الآن أعود بعد فترة مرض أجهدتني كثيراً..وأنا مدين باعتذار عن التأخر في الرد على مداخلة الأستاذ ياسر القيمة كما اعتدناها جميعاً منه..

معك فيما قلت في الفقرات الثلاث الأخيرة ..

وإن كان في بعض مصنفات فترات سابقة ما إن لو عرض الآن لاكتشفنا أنه أتفه من أفلام المقاولات!.. أعظم طفل في العالم لم يكن بالتأكيد "ذهب مع الريح"!

هذا يدفعني ببساطة لأن أسأل سؤالاً .. ربما أتناوله قريباً إن شاء الله في تدوينة مستقلة : كيف كان أهل الأمس يشاهدون الأفلام؟ هل كانوا أكثر "نِمَكية" منا في التفاصيل ، أم أن كثيراً من التفاصيل هي فعلاً توافه ولا تستحق أن نعيرها التفاتاً؟