Saturday, August 26, 2006

فرجات آخر الشهر

* المغربية "جنات" هي مفاجأة هذا الصيف بحق ، وقد استفادت كثيراً من الخناقة على أغنية "اللي بيني وبينك" مع عمرو دياب .. رغم أنها أضعف أغاني الألبوم!

* مائة مسلسل يفاضل بينها التليفزيون للعرض على شاشاته في رمضان .. الرقم عن الأهرام الرياضي .. من أين أنتجت تلك المسلسلات وكيف سيتم تسويقها؟ أم أن الإنتاج صار إسهالاً واستسهالاً في ماسبيرو؟

* لم يكن مسلسل "سارة" سيئاً ، ونهايته من أفضل النهايات المكتوبة لمسلسل مصري منذ سنوات ، ولكن أن يرضخ المؤلف والمخرجة حسبما سمعت للضغوط من أجل عمل جزء ثان للمسلسل فقط لكي لا ينتهي بنهاية مفتوحة .. قمة السخف..

* عاد الهارب من التجنيد للقفز على شريط الأخبار طوال أغسطس ، واستأثر ، دون الهارب الآخر ، بصفحات الجرائد والمجلات على اختلاف انتماءاتها ، وكأن كل منهما قد هرب من جيشي دولتين مختلفتين!

* إحقاقاً للحق ، ومع اعترافي بكل عيوب المدعو تامر حسني الهارب من التجنيد ، فقد أدى أغنية "أنا بس متضايق" بما يحتمله اللحن ، على العكس من الأداء العسكري للست أصالة لنفس الأغنية ، والذي "جاب الشريط" سابع أرض!

* ميزة وعيب في حميد الشاعري : مستواه يصعد ويهبط تبعاً لمستوى المطرب الذي يغني من توزيعه!

* إذا كان عمرو عبد السميع يظهر في برنامجه وعليه ملامح القرف والاشمئناط ، ويسأل ضيوفه بعنف ويتحاور معهم بعصبية ، وكأنه يؤدي واجباً روتينياً ثقيلاً ، فلماذا لا يريح ويستريح؟

* لا أرى سبباً وجيهاً للضجة الغبية التي أثيرت حول تغيير مسلسل "نصر الله" إلى "نصر السماء".. المؤلف فعلاً يريد تنزيه نفسه عن ركوب الموجة ، في الوقت الذي يتفنن فيه فنانون آخرون في ذلك!

* استبشرنا خيراً بوجود "ريم عادل أنور" كمذيعة ضمن فريق التليفزيون المريض ، على أساس كونها دارسة للفن السابع ، لكن أداءها بالذات في "صباح الخير بالليل يا مصر" جاء محبطاً جداً متسماً بالافتعال والفذلكة واستعراض الثقافة .. خسارة!

* يصرون على تسمية "الحلم العربي" بـ"الأوبريت".. ونفس الشي على "الضمير العربي".. ثم يعتبون على الجمهور سوء ذوقه وقلة ثقافته الموسيقية .. فعلاً إذا لم تستحِ!

* أتمنى ألا يكون نيولوك قناة "المحور" اشتغالة من اشتغالاتها التي عودتنا عليها دائماً.. وما يثير ذلك المخوف في نفسي هو بقاء كرم جبر ضمن صفوف مذيعيها!

* مسلسلان لمحمد جلال عبد القوي صاحب "المرسى والفشار".. ومسلسلان ليوسف معاطي في رمضان .. الفقي لما يرزق!

* المستوى المتدني لمنى الشرقاوي ومذيعة النيلة للأخبار إيمان الحصري في برنامج البيت بيتك قد يوصل الجمهور للحظة يضطر فيها للترحم على أيام ن.أ!

* هل الثمن الذي أدفعه لقاء نسخة من جريدة فنية أو جريدة بها صفحة فنية يشمل أيضاً ثمن العلاقات والمصالح الشخصية واستخفاف الدم من عدمه بين صحفيي تلك الجريدة والوسط الفني ، خصوصاً عندما يدعي الجميع الحيادية والموضوعية والملوخية؟

* ما رأيكم في "الناقد" الصحفي الذي يكتب بسكين الجزار ، ويسلق من يستثقل دمه بألسنة حداد ، وعندما يتجه الناقد لكتابة السيناريو نجده يعك ويعك ويعك ؟.. الكلام ليس موجهاً لماجدة خير الله فقط..

* وأخيراً ..زفة رمسيس الثاني ، والنقل الحصري لزفة رمسيس الثاني ، مجرد نكتة ماسبيروفية سمجة ، تنسينا أن اليوم الذي تصبح فيه زحزحة تمثال رمسيس من مكانه أسهل من نقل مباريات الدوري المصري .. قد اقترب!

Saturday, August 19, 2006

ح أعيط!

"أبوس إيديك كفاية .. ح أعيط.. منديلي مش معايا .. ح أعيط.. اعمل ياللا الحبتين .. ابكي ونزل دمعتين .. وارضي قلبي بكلتمين .. تظبط بيهم الحكاية"!

ما بين القوسين هو النص "الحرفي" لأغنية سمعتها على طريق عودتي قبل أكثر من أسبوعين من بورسعيد في التاكسي الظريف الذي قادنا إلى قواعدنا سالمين في المنصورة.. ويغني تلك الأغنية - كما يستطيع من سمعها الاستنتاج-طفل لا يتعدى الرابعة عشر من العمر .. والطريف جداً في الموضوع أن سائق التاكسي ليس لديه كاسيت في السيارة ، بل لديه سي دي أوديو ، وهو أمر يُستغرَب عندما تكون نوعية الأغاني كتلك!

كلمات الأغاني هذه الأيام صارت شيئاً مسلياً جداً جداً جداً .. سواء ما تم تسجيله أثناء "حفلة" - أو ما يعادلها - أو حتى ما يغنى في ألبومات ويصور فيديو كليب.. فالسوقية الشديدة , والعدائية ، والنفسنة ، كلها تغلف الأغنية المصرية هذه الأيام.. لك أن تتخيل أن هذه العبارات ضمن أغاني: "أنا اصطبحت بوش مين"-والله فيه أغنية كدة! ، "اندهلي حد كبير أكلمه" ، "ح أعلمك الأدب"! ناهيك عن افتكاسات أمريكا الوسط الغنائي أيمن بهجت قمر من عينة "طلعت عينيه" ، وما أكثرها!..وبفضل هذا العبقري فلا حدود تقريباً لما يمكن أن يفعله هو أو المهووسون به في كلمات الأغاني في هذا البلد العجيب!

ليست تلك الكلمات الغريبة الشكل بعيدة عن واقع مجتمعنا ، الذي أعيد فيه توزيع الخريطة الطبقية من جديد ، وصار فيه الكل والحمد لله - بمن فيهم أصحاب الذقون - يقدم فنه وموسيقاه الخاصة به - ولو من غير آلات موسيقية ، طبيعي ألا نستكثر ذلك على الفقراء الجدد (=من بنوا وسكنوا العشوائيات وارتبطوا بها وكونوا فيها ثقافتهم وسلوكهم بشكل عام ،وهم غير فقراء أحياء المدن الكبرى والصغرى النظامية)..والتي تعتبر الأغنية "العجيبة" التي كتبت لكم مطلعها في بداية التدوينة ممثلة لموسيقاهم وغنائهم أيضاً..

وموسيقى الفقراء الجدد جديرة بالدراسة ، فهي تفرض نفسها فرضاً على الموسيقى التجارية في مصر ، ويكفي أن سعد الصغير ، الذي تناولته سابقاً في تدوينة من شهر مايو ، قدم عدة أغنيات في "لخمة رأس" مستوحاة في موسيقاها من أشهر مقطوعات موسيقى تلك الطبقة على الإطلاق "المولد".. تلك الأغنيات حققت نجاحاً ، وصارت تسمع في الحفلات وفي السيارات والمطاعم والحوارات الخاصة ، وراجت حتى بين أفراد طبقات "أعلى" في السلم بمن فيهم الأغنياء الجدد أيضاً!

باختصار ، لم يعد الأمر قصة شعبان عبد الرحيم واللحنين الثلاثة الذين يتنقل بينهم في تثاقل ، أصبحت هناك مواضيع غنائية فريدة من نوعها تجدها في تلك الأغاني المفتكسة.. ومن أطرفها مثلا أغنية "البانجو مش بتاعي".. ويبدو أن البانجو يلعب مع مؤلفي تلك الأغاني نفس الدور الذي كان الخمر يلعبه لدى شعراء الجاهلية وبعض شعراء الدولتين الأموية والعباسية (تذكروا قول بشار بن برد : صفة الطلول بلاغة الفدم .. فاجعل وصفك لابنة الكرم-أي الخمر).. كذلك الشقيق الأكبر للبانجو - الحشيش- ففي أغنية حديثة غريبة أخرى اسمها "العنب" -يغنيها شخص لا يشك من يسمعه في أن لا علاقة له بالغناء!-بدأها في المقدمة بموال غريب الشكل وغير مفهوم عن الحشيش!

هل تعبر تلك الأغاني عن آمال تلك الطبقة وآلامها ومشاكلها؟ أم هي فقط لعمل "جو فرايحي" يصلح لفرح ، أو "لحفلة" ، أو لما شابه ذلك؟ (وإن كان بعض أغانيهم كئيب ومحبط).. ما الفرق بين موسيقاهم التي هي عبارة عن أورج فقط تقريباً وموسيقى الفقراء حول العالم (وللعديد من فقراء العالم موسيقى مميزة يعرفها من هم أكثر مني ثقافة وكثير ما هم)؟ هل من الممكن أن يخرج من تلك الطبقة فنان حقيقي بدلاً من "الكابتن" صاحب "المولد" (=مجموعة من حركات الأورج الغريبة صنفت كمقطوعة موسيقية تستخدم لعمل "شبورة" يرقص عليها الحضور - كل الحضور - في الأفراح).. والتساؤل الأهم .. متى تتحدث وسائل الإعلام عن هؤلاء؟

قبل أن أترككم مع تلك التساؤلات .. تبقى ملاحظتان .. الأولى أنني لا أستبعد أن أرى كلمات مشابهة لكلمات الأغنية المذكورة يغنيها مطرب شهير أو مطربة شهيرة .. وليس مطرب مغمور طفل أو مراهق في حفلة تسجل لتسمعها ميكروباظات وتاكسيات مصر .. والثانية أنني حاولت أن "أمسك نفسي" أثناء سماع الأغنية .. لأنني لو سمعتها في مكان عام أو مع بعض الأصدقاء لانهرت من الضحك!

Tuesday, August 15, 2006

اللبنانيين أهمة!


مؤقتاً ، انتهى العدوان الغاشم الإسرائيلي على إخوتنا في لبنان ، فرصة لالتقاط الأنفاس ولعودة المهجرين إلى ديارهم .. وربما لنا أيضاً للعودة للكلام عن المشهد الفني والإعلامي "بنفس مفتوحة سنة صغيرة".. وإن كان الشارع العربي كله ليتحدث عما حدث لشهور طويلة .. سواء المتفقين والمختلفين على ، ومع ، حسن نصر الله ، وقصة خطف الجنديين ، والمذابح الإسرائيلية ، أو عن الإعلام العربي في فترة العدوان..

باختصار ، فترة الحرب أثبتت أن النجم الأوحد للتغطية الإعلامية للعدوان على لبنان هو الإعلامي اللبناني ، والفني اللبناني .. ليس فقط لأنهم يغطون حدثاً دار ويدور على أرض بلادهم ، ولكن لأنهم كانوا الأسرع ، الأخف حركة ، استفادوا من درايتهم بالمكان ، تصرفوا كصحفيين وليسوا كموظفين.. من الآخر : سخروا حرفيتهم لتوضيح قضيتهم ، حتى وهم يعملون خارج حدود بلادهم ..

شيء آخر .. العديد من المراسلين الذين تألقوا في تغطيتهم للعدوان على لبنان لم يكونوا مراسلين أصلاً ، كاتيا ناصر على سبيل المثال كانت في ديسك الأخبار ، ومنهم من عمل مراسلاً لكنه لم يتهيأ لذلك كنجوى قاسم التي عملت لفترة بتليفزيون المستقبل قبل التحاقها بالام بي سي..

لبنان ليس بلداً يسكنه سبعون مليوناً من البشر ، لكن إعلامييه متواجدون ومنتشرون بشكل قوي جداً .. ليس فقط على مستوى المراسلين والمذيعين والمعدين بل أيضاً الفنيين والتقنيين ومصممي الجرافيك و .. و... و.... .

أما نحن ، "نتفشخر" بأن لدينا تليفزيون الريادة ، الذي يوجد به عدد غير قليل من الدخلاء على الوسط الإعلامي كله ، منهم من لم تطأ أقدامه كلية الإعلام ولم يدرسه ولم يقرأ فيه حرفاً يوحد الرحمن ، ومنهم من درس ولكن على طريقة "كأنك يا أبو زيد ما غزيت".. أما عن الفنيين فحدث ولا حرج .. وعندما سولت للقائمين على الإعلام المصري أنفسهم أمراً قرروا إنشاء أكاديمية لعلوم الإعلام ، يدرس فيها عدد من الهواة أصحاب خبرة الممارسة فقط ، البيروقراط الذي لا يقرأ ولا يشاهد ولا يسمع وتقريباً لا يفكر،الذين تورطوا في وصول قنواتنا للمستوى المزري التي هي عليه..محققين قول شوقي : وإذا أتى الإرشاد من سبب الهوى..ومن الغرور فسمه التضليلا..

أذكر بالهراء الذي تفوهت به عدد من المذيعات في إحدى حلقات البرنامج المقبور "وسط البلد" .. وأرد عليه بما نشر في الأهرام الرياضي المجلة الحكومية بأن أنس الفقي أبدى استشياطاً من مستوى القناة الفضائية المصرية وحجم التفاهة بها كما أورد متن الخبر ، وقرر إجراء تعديلات جذرية بتلك القناة وإلا .. (

الخبر منشور منذ الشهر تقريباً .. وأعتقد من الصعب أن يصل لمرحلة ما بعد "إلا".. ولهذا السبب تركت القوس .. مفتوووح!

هنيئاً لمصر بحالها قارئة نشرة في العربية والحرة ، وقارئة نشرة اقتصادية لا راحت ولا جت في العربية.. ومذيعتان يمكن الاستغناء عن إحداهما تماماً في الجزيرة.. ومراسل هنا ومراسل هناك..قليلون كلهم ، وقليل من القليل جيد والباقي فلافيوهات.. خصوصاً وارد القطاع والقناة خريجي مدرسة "في الريادة إفادة" ..وسلملي على المترو والنيلة للأخبار .. وسمعني "المصريين أهمة"..

صديقي الأستاذ ياسر: كلي ثقة أنك ستتفهم -لكونك متخصصاً وخبيراً وقريب من الفضائيات العربية بشكل مباشر- غضبي كمتفرج عادي جداً قرر الفضفضة .. لا أكثر..

تحديث: لم يعد لمصر قارئة نشرة رئيسية في العربية ، وذلك بعد انتقال مي الشربيني رسمياً إلى قناة المحور لتشارك مواطنها معتز الدمرداش تقديم البرنامج الجديد 90 دقيقة ..مالكم يا مذيعين مصر.. حتعملوا زي اللعيبة المحترفين ولا إيه؟

* الصورة من موقع سعودي

Tuesday, August 08, 2006

سي الفاصل!


أعترف أنه ما زال يخالجني - حلوة دي - نفس الشعور بأن لنا الريادة في مصر على العالم العربي كله ، ولكن في الهراء والكلام الفارغ..

علمتنا الفضائيات عبارة "نلتقي بعد الفاصل".. والفاصل ، وليصححني المحترفون منكم إن أخطأت ، هو الفاصل الإعلاني ، إما أنه يحتوي على إعلانات تجارية ، أو إعلانات وتنويهات عن برامج لنفس القناة أو شقيقاتها (إن كانت القناة ضمن مؤسسة) ، أو حتى توعيات من عينة إدوا ضهركم للترعة .. والفواصل تأتي في أي توقيت يرتضيه أصحاب أو مديرو القناة ، حتى في نشرات الأخبار في كل قنوات العالم هناك فواصل إعلانية تجارية ، وقد حاول التليفزيون الفلافيوزي ذلك أول الأمر .. إلى أن..

إلى أن كتب عبد السلام النادي رئيس التليفزيون المصري الأسبق في الأهرام قبل سنوات ، مؤكداً أنه شاهد في الفضائيات العالمية (وكأنه الوحيد الذي يشاهدها) أنه لا إعلانات في الفواصل بين نشرات الأخبار ، وعلى الفور عمل المسئولون بالتليفزيون الريادي الفلافيوزي بتلك النصيحة الفصيحة .. ومع الوقت "تبلور" المفهوم الإعلامي المصري لكلمة "فاصل"..

وطبقاً للمفاهيم الفهلوية المهلبية ، فالفاصل إما أنه مجرد ظهور شعار البرنامج ودمتم .. فاصل جميل عمره لا يتجاوز الثواني الثلاث!.. أو أنه على طريقة شريف أحمد سمير ، المخرج الملاكي لبرامج الست شافكي المنيري ، تقرير أو تحقيق أو لقطات .. هذا هو الفاصل كما يراه سيادته لا فض فوه ووقع من كوبري طلخا حاسدوه !

وسرعان ما انتشر هذا الهراء كالنار في الهشيم ، ووصلت رائحته الفائحة لقنوات عربية ،وفي برامج شهيرة ..

الرياليون - من الريالة - كائنات بيروقراطية تحتكر الذكاء لنفسها ، وإن رأت شيئاً جديداً تقلده ولا تتعلمه ، وتضع عليه "أشياء غريبة" تعتقد أنها لمساتها الخاصة حتى ولو شوهت الأصل الغربي أو العربي..

مش كدة؟ ولا أقول لكم .. ألتقيكم بعد الفاصل.. حاجة ساقعة بيبسسسسس!

Tuesday, August 01, 2006

واحد من الناس


من بورسعيد أحييكم ..

أمس شهد تجربة مثيرة بالنسبة لي ، وهي دخول دار عرض سينمائي لأول مرة في حياتي..فأنا مثل كثيرين تذوقوا الفن السابع وتفرجوا عليه من خلال التليفزيون والفضائيات ، لأسباب كثيرة منها ضيق الوقت وعدم وجود دور عرض في مدن مصرية كثيرة بمستوى يصلح للاستهلاك الآدمي وأسباب أخرى.. إلا أن مشاهداتكم للسينما حفزتني على خوض التجربة ، خاصة في بورسعيد التي أزورها حالياً وبها دور عرض جيدة، وبالمرة لأحدثكم عن فيلم "واحد من الناس" الذي كتبه بلال فضل وأخرجه أحمد نادر جلال..

الفيلم في مجمله "يشد" ، يحتوي على أكشن وجوانب إنسانية ، تيمة مختلفة عن السائد بعض الشيء ، خاصة بعد ظهور موجة أفلام التسبيل في شرم الشيخ!

بلال فضل هو "مؤلف" الفيلم ، أو لنقل "مولف" الفيلم على حد لهجات عربية لا تنطق الهمزة الساكنة ، وبالفعل ، فهو قام بعمل "توليفة" من أفلام سابقة له وأفلام لغيره .. فطريقة تعريفه للشخصية كررها في فيلمه السابق مع نفس المخرج "أبو علي" ، تيمة الانتقام شبيهة بتلك في "الكونت دي مونت دي كريستو" ، فضلاً عن بعض شذرات من فيلم "الغول" لوحيد حامد وسمير سيف ، بل إن قصة الحب المصطنعة بين كريم عبد العزيز (محمود) وابنة الشرير رشا مهدي (ريهام) شديدة الشبه بتلك في فيلم يحيى العلمي "الليلة الموعودة"!.. ناهيك عن بعض مكرراته مثل فساد الشرطة كرمز لفساد السلطة .. هذا لا يمنع من القول بأنه رغم كل الاعتراضات على بلال فضل ، وأهمها مقال زميلتنا زمان الوصل عن الواقعية الشرشوحية في فيلم "خالتي فرنسا"، فإن الرجل قادر على تقديم ما هو أفضل ، بعكس مجدي بيه صابر الذي حولته العربي الناصري إلى "عملاق" من عمالقة كتابة الدراما رغم أن الكفيف يرى عيوب دراماه في عز الظهر!

أحمد جلال بدأ في النضج كمخرج ، وهو يحاول أن يكون له أسلوبه الخاص ، بالنسبة لي كمتفرج غير متخصص في السينما على الأقل ، وإن كان قد لفت نظري بصراحة اعتماده على التصوير البطيء ، والفلاش باك ، واللقطات الخاطفة .. وفق جداً في استخدام الفلاش باك ، مدعوماً بالموسيقى التصويرية (سيلي ذكرها فيما بعد) ، خاصة في مشاهد ذكريات كريم عبد العزيز "محمود" مع زوجته القتيلة منة شلبي "منى".. إلا في المشهد الأخير حيث الفلاش باك الصوتي .. وجاء توفيق جلال أقل بكثير في التصوير البطيء خاصة في المشاهد التي لا تستلزم ذلك مما أعطاها طولاً لا تحتمله ، أمر يذكرني تماماً بمسلسل كابتن ماجد الذي من الممكن أن تمضي حلقة كاملة فيه وأنت تشاهد ضربة جزاء!.. أما المشاهد الخاطفة خاصة مشهد محاولة هجوم "محمود" على فيلا الشرير "أبو العزم" بعد المحاكمة فجاءت غير موفقة بالمرة..فيما عدا ذلك فقد قاد الفريق بشكل موفق..

كريم عبد العزيز تحسن أداؤه هو الآخر .. ولمسنا ذلك رغم تعاطفنا الشديد إنسانياً مع الشخصية.. وكان طارق الشناوي في الوطني اليوم محقاً في وصفه بالكونت دي مونت دي كريم على أساس قدرته على أداء شخصية شبيهة في تصميمها ببطل الكونت دي مونت كريستو .. عابه فقط محاولة تخشين الصوت ومخارج الألفاظ في لقطات الفيلم الأولى (ليس عطلاً من أجهزة دار العرض) ، وفي مشاهد أخرى متفرقة..كما قدم الفيلم لنا كريم كممثل متخصص في الأكشن ينافس السقا وقد يحقق بعض النقاط عليه!

الملاحظة التي خرجت بها أيضاً هي أن كل الشخصيات الأخرى في فريق التمثيل بدت كشوارع فرعية متفرعة من شارع كريم عبد العزيز ، وبدت مساحات العديد من الأدوار قصيرة ، لكن تفاوتت أهميتها بتفاوت موقعها ، وتفاوت أداء الممثلين فيها ، منة شلبي بدت مقنعة جداً في دور فتاة فقيرة متوسطة التعليم ، محمد شومان أكد أنه موهبة ويستحق فرصاً أكبر وليس فقط مجرد ممثل إعلانات (ممثلو الإعلانات أقوى بكثير من فتيات الإعلانات في التمثيل - إذا ما استثنينا ياسمين عبد العزيز خاصة في صايع بحر)، فيما كان الجندي نمطياً في تجربته المؤثرة الأولى في دور الأب ، وكذلك بسمة وعزت أبو عوف ، أحمد راتب لعب بخبرته في المساحة المخصصة له ومساحة دوره وأدائه لا تجعلك تشعر أنه ضيف شرف ، أما رشا مهدي فكانت نقطة الضعف في الفيلم ليس بسبب ضعف أدائها التمثيلي ، ولكن لأن الدور الذي كان من الممكن حذفه كله لم يعطها فرصة لإثبات وجودها كممثلة..

النجم الحقيقي في الفيلم ، هو الزئبقي ، ملك الحركات .. محمد بركات الموسيقى التصويرية .. عمرو إسماعيل!

تحسن عمرو كثيراً عن "أبو علي" ، بل يمكن القول أنه نضج ، وكان العنصر الأكثر قوة وتوفيقاً في الفيلم كله متفوقاً ربما على فريق التمثيل بأكمله دون مبالغة، ورغم اعتماده على مقدمة الفيلم كمصدر لتيماته داخل الفيلم إلا أنك لم تشعر بالملل منها ، بالعكس ، كانت عنصر قوة للفيلم ، ومعبراً بصدق عن أحداثه ، يكفي أنني خرجت وهي ترن في أذني .. وهذا نجاح يحسب لجلال وعمرو إسماعيل على خلق "جو" خاص للفيلم يجعلك تتذكر الفيلم إذا ما سمعت اسمه..

واحد من الناس هو واحد من الأفلام الجيدة رغم كل ما سبق ذكره ، وينبئك بدون الزعيق الذي صاحب "يعقوبيان" و "حليم" و "العشق والهوى" أنه من الممكن رؤية ما هو أفضل بكثير من السائد..

حاشية : حسناً فعل جلال بعدم دمج أغنية واحد من الناس في الفيلم ، فكلمات الأغنية ركيكة ، والموسيقى أضعف كثيراً من موسيقى الفيلم..

* أسرة الفيلم تحتفل بتصويره من موقع في البلد .. وعذراً لغياب الصورة التي اخترتها سابقاً لمشاكل تقنية