منذ العام كتب العبد لله عن الإيه آر طين واحتكارها لمباريات كأس العالم ، ولم يدر بمخيلتي أن أكتب عنها مرة أخرى..
هناك خبر سمعت عنه مؤخراً، وهو أن قنوات شو تايم حصلت على حق النقل الحصري لمباريات الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم ، الذي كان حكراً على الإيه آر طين.. خبر في يعتبر في حد ذاته ذا دلالة كبيرة ومهمة جداً..
تلك الدلالة ببساطة هي أن أسنان الأسد الاحتكاري الإيه آر طيني بدأت في السقوط الواحدة تلو الأخرى ، فالدوري الإنجليزي يعد ثاني أهم حدث رياضي كروي تنفرد تلك الشبكة بحقوق نقله حصرياً بعد كأس العالم ، ولولا أنها "رَبَّطِت" على نقل المونديالين القادمين لفقدتهما أيضاً .. وبفقدانه تخسر الشبكة المزيد من جمهورها سواء من المشتركين أو من أهل الوصلة ..
الفرجة الكروية أصبح لها أكثر من عنوان غير شبكة رجل البر والإحسان والاحتكار ، فالجزيرة الرياضية تنقل حصرياً - ولو بشكل مشفر - الليجا الاسبانية والكالتشيو الإيطالي فضلاً عن كأس الاتحاد الإنجليزي ، أما على الصعيد "المفتوح" فتنقل بطولات الدوري البرتغالي والياباني وبعض مباريات الهولندي ، أما دبي الرياضية فتنفرد بنقل الدوري الألماني ونظيره الأرجنتيني حصرياً وبدون تشفير ، ويشاهد الدوري الفرنسي على الكويت والسعودية الرياضيتين ، حتى قناة ليبيا الرياضية تذيع بعض مباريات الدوري البرازيلي لكرة القدم!
ولعملية سقوط الأسنان تلك - ربنا ما يحكم على حد بما إن تاريخي بشع مع الأسنان - مقدمات ، فمستوى تغطية وتحليل المباريات الرياضية -كما كتب عنه أحد الزملاء ، وكما يراه متابعون من ضمنهم كاتب هذه السطور -على الإيه آر طين في تدهور مستمر ، على العكس من مثيله في الجزيرة الرياضية التي تمكنت أيضاً من استقدام محللين رياضيين كبار مثل رابح ماجر ذي الخبرة الأوروبية لعباً وفرجة ، والذي لا يمكن أن يقارن به طاهر أبو زيد أو خالد بيومي الذي تشنف بهما قنوات راديو وتليفزيون العرب عيوننا!
وما يقال عن التحليل يقال على التعليق ، فمستوى الأداء المهني لمعلقي الجزيرة الرياضية وحتى دبي الرياضية أعلى بكثير من مستوى معلقي الإيه آر طين كلهم جميعاً ، فلولا كرة القدم لما أحتمل كمتفرج المدعوين الشوالي والكواليني اللذين لا يتوقفان عن الرغي كرغاية ساعة لقلبك -الفنان الراحل الكبير أحمد الحداد- مضيفين عليهما لمساتهما الخاصة التي لا تليق إلا بالفرح البلدي ، أما ثالثهما "عدنان حمد" فأعتبره من معلقي الشوم والندامة على غرار من كتبت عنهم سابقاً .. ومن الصعب على الشخص العادي احتمال افتكاسات "أشرف شاكر" الشهير بـ"أشرف نموذج" ، على العكس من علي محمد علي وآخرين في القنوات الأخرى الذين يتيحون لك الفرصة لالتقاط أنفاسك ومشاهدة كرة قدم بدون صداع.. لا تنسى أنك تشاهد أقوى مسابقات كرة القدم في العالم وليس دورة رمضانية!
وسوء تغطية راديو وتليفزيون العرب يمتد ليلقي بظلاله حتى على مسابقات الدوري العربية التي تنقلها مشاركة مع التليفزيونات الرسمية للدول العربية ، الدوري المصري على سبيل المثال!
قنوات الإيه آر طين تعتمد بشكل فج وعنيف على أمرين اثنين ، البث المباشر والبرامج المستوردة ، لا أكثر ولا أقل ، أما الجزيرة الرياضية ودبي الرياضية فاعتمدتا استراتيجية متوازنة ، بجانب البث المباشر هناك برامج القناة وبرامج مستوردة مترجمة ، فضلاً عن التنويع بين الرياضات لاستقطاب أكبر عدد ممكن من عشاق الرياضة ، في المقابل لم يعد لدى قنوات الشبكة إياها التي لا أعرف عددها بدقة سوى اجترار البطولات القديمة التي نقلتها ، وإعادة بعض أحداث المنافسات السابقة ، ودوري الديكودر ، والمصارعة الحرة التي لا تزال تحظى ببقية من جمهور في الأحياء الشعبية!
الأسد العجوز بدا كأثرياء الانفتاح في سينما الثمانينيات ، ثروة فاحشة وسيارة فارهة وذوق بشع في ديكور بيته وعباراته التائهة بين لغة الوسط الذي نشأ فيه والوسط الذي يتطلع إليه ، ولم يعد لديه سوى استعطاف الناس بالدين لكي لا يشتركون في الوصلات ، متناسياً أن الوصلات تضم إلى جانب قنواته الرياضية قنوات رياضية أخرى .. لي أن أذكر بمشهد شوارع منطقة المختلط في مدينتي المدللة المنصورة يوم مباراة برشلونة وريال مدريد والتي كانت كل تليفزيونات محلاتها مفتوحة على المباراة الحدث منقولة على الجزيرة الرياضية ، التي يرتاح لها الناس أكثر من لغة التعالي واستغلال الدين في تبرير الاحتكار!
صحيح أن الشبكة خسرت معركة الرياضة ، لكن لديها قنوات أفلام لا تزال تحظى بجماهيرية ، وإن كانت تحظى بمنافسة قوية من قناة "الشاشة" على الوصلات ، أما قناة الحكايات فبدأت أعراض الشيخوخة والترهل تظهر عليها هي الأخرى خاصة عندما تجد نفسها في موقف "باااايخ" أمام قنوات ام بي سي ودبي ..
ملاحظة أخيرة : يبدو أن المنافسة الحقيقية ستنتقل من الديكودر إلى خارجه.. حنتفرج فرجة يا جدعان!
* الصورة من موقع جريدة "التجديد" المغربية..
* الصورة من موقع جريدة "التجديد" المغربية..
No comments:
Post a Comment