Thursday, May 22, 2008

تصريح "صغير"


أياً كان الاختلاف على ما يقدمه "عمرو دياب" ، بل وعلى "عمرو دياب" نفسه ..هناك حقائق يقتضي الحد الأدنى من الإنصاف عدم تجاهلها.. الأولى أن الرجل قد نجح ، وأصبح هو ومعه "محمد منير" من أكثر المطربين تأثيراً في آذان جيل بأكمله من المصريين، والثانية أنه ليس "ابن امبارح" .. لم تفرضه فضائية ولم يصنعه قلم صحفي .. بل إن من عاش الثمانينيات يعلم تمام العلم كيف كانت الميديا منقلبة عليه ، وعلى مدرسة "حميد الشاعري" التي كان هو أحد أبرز رموزها من المغنيين .. "عمرو" بدأ من الصفر ، إن لم يكن من تحته إلى أن نجح ، وساعده ذكاؤه ليس فقط في الحفاظ على نجاحه بل على تحويل خسائره إلى مكاسب.. تذكروا ألبوم "راجعين" الذي قرر فيه التمرد على نفسه ، وتقديم لغة موسيقية جديدة مع بعض ممن شاركوه رحلة الصعود أمثال "ياسر عبد الرحمن" .. ولم يقبل جمهور "دياب" في وقتها ما فعله.. استطاع بفيديو كليب واحد في الوقت المناسب أن يقلب الطاولة لصالحه..

والحقيقة الرابعة أن أذكى الأذكياء من البشر عرضة لأن يخونه ذكاؤه ولو لمرة واحدة.. أغنية "واحد مننا" كانت خطأ كبيراً ارتكبه هذا الرجل.. ولم يكن لها داعٍ بأي حال من الأحوال.. ليس من الضروري أن يحمل أي فنان نفسه موقفاً سياسياً لا مع الموالاة ولا مع المعارضة .. لم يطلب منه أحد أن يرفع شعارات حركة "كفاية" ولا أن يشهر "حزبوطننته"، بل إن بعد "دياب" عن السياسة كان واحداً من أسباب شعبيته - في رأيي- لدى شريحة لا يستهان بها من جمهوره..

لكن..

لكن أن أقرأ في "صوت الأمة" هذا الأسبوع - التي عدت لقراءتها حباً للاستطلاع وليس حباً في أي نفر من كتابها- تصريحاً للسيد "حلمي بكر" ، يهاجم فيه تصرف "دياب" خاصة أنه يغني للرئيس في ظل أوضاع سياسية كهذه -كما يفهم من تصريح "بكر" - فهذه هي المسخرة بعينها..

"حلمي بكر" خانته ذاكرته أكثر مما خان "عمرو دياب" ذكاؤه.. "حلمي بكر" كان من ملحني ما يسمى بـ"الأغنية الوطنية" وقت أن كان "يوسف والي" و "فتحي سرور" و"حسب الله الكفراوي" و"سليمان متولي" في كراسيهم.. حقبة لا يخفى على أحد مدى ما تم فيها من جرائم ندفع كلنا ثمنها.. ولم يكن الرجل واقعاً تحت تأثير المخدر كي ينسى ما حدث لمصر في عهد هذه الشخصيات وغيرها ليتفرغ لـ"تخليل" هذه المرحلة السوداء من تاريخ مصر المعاصر فنياً بموسيقاه..

"حلمي بكر" شريك في "الحلم العربي" .. هذه الأغنية الجماعية التي لم يخجل ولم يعترض على وصفها بـ"الأوبريت" وهو الذي يصحح لنا معلوماتنا الموسيقية التي لا تقل كساحاً - عن عربية الشيف "أندرو" على قناة فتافيت .. هذه الأغنية التي لم نعرف لها ممولاً ولا صاحباً تماماً مثل الجزء الثاني "انتقام الحلم العربي" الشهير بـ"الضمير العربي"..

"حلمي بكر" ظل مادة خصبة للميديا بتصريحاته التي تحتاج لإعادة عرضها على العقل من جديد.. وأرادت منه "صوت الأمة" أن يدلي بتصريح يحرج فيه "عمرو دياب" الذي لا يتمتع بعلاقة طيبة مع بعض صحفيي الجريدة ، فأدلى فيه الملحن المخضرم بتصريح لم يجرح به إلا نفسه.. وشركاؤه في وطنيات الثمانينات والصحوة الكبرى وأول طلعة جوية..

كما أن الكبار يرتكبون عادةً أخطاءً كبيرة ، فإن الكبار يفترض بهم -عندما تقتضي الضرورة الكلام- أن يدلوا بتصريحات كبيرة!
* معرفتش أجيبلكم صورة المرة دي :)

6 comments:

زمان الوصل said...

عملت خير إنّك ماجبتش الصوره
حلمى بكر أكثر شخص تنطبق عليه جملة "يتجوّزهم و ياخد فلوسهم" الشهيره
برغم هجومه الطاغى و سخريته اللاذعه من مطربى الاغنيه الشبابيه وقت ظهورها لم يكن يستنكف ان يلحن لمطربات عربيات من محدودى الموهبه و كنّا نفاجأ بعدها إنّه مش بس بيلحّن لهم لأ ده متجوّز البعض منهم كمان !! حاجه تقرف

saso said...

عاوز تجيب صورة مين بس
في ظاهرة ظريفة جدا في فنانينا الكبار

انهم بعد الخمسين أو الستين بيتبدلوا 180 درجة
الممثل الكوميدي الظريف يقلب وشة بتعبير قرف (راجع وشوش صلاح ذو الفقار "البسام" وصلاح قابيل وعبد المنعم ابراهيم "بقت ستين حته" وغيرهم)، والمطرب الفرايحي يقلب نكد وممثله الإغراء وافلام الصيف تقلب وعظ وإرشاد

يكون عيب جينات؟

عن عمرو فمش بعيد يكون غناه طلب مباشر، متنساش تعبير وش الريس لما وقف عمرو في حفلة عسكرية يقول الليله دي سبني اقول واحب فيك

اااااه
فين أيام محمد ثروت ويا معلي راية الحرية

saso said...

التعليق اتقسم نصين ليه
!!!
فين أيام محمد ثروت ويا معلي راية الحرية هاني شاكر،وخالدة الذكر صفاء ابو السعود

قلم جاف said...

العزيزة ساسو.. عاش من شافك:

يقال إن أغنية عمرو دياب المذكورة مكتوبة من حوالي عشرين سنة ، صحة المعلومة دي مش واضحة عندي..

لكني معاكي إن ناس كتيرة لما بتكبر بتبان بوش تاني مغاير.. أضيف على دول "نبيلة عبيد" مثلاً.. دة ما يمنعش إن لكل قاعدة شواذ .. أبرزهم على سبيل المثال "نادية الجندي"!

أما عن الغناء في السلطة ففسر دة بأكثر من تفسير:

1-العادة القديمة التي بدأت منذ ظهور الإذاعة المصرية واحتكارها للموسيقى في مصر لعقود طويلة .. الإذاعة المصرية كانت دائماً إذاعة "النظام" والمملوكة له وبالتالي فإنه ما من فنان إلا ومر بها.. بل كان إبعاد البعض عنها بمثابة "كسر" لموهبتهم كما حدث مع "إبراهيم الحجار" والد "علي" المطرب و"أحمد" الملحن..

وكل ما هو بعيد عن المؤسسة كان بيعامل معاملة تانية خالص .. بدءاً من الشيخ إمام وفؤاد نجم اللي تمت معاقبتهم بالتجاهل التام ، أو عدوية اللي خلتنا الدعاية المضادة ليه نقعد عشرين سنة لحد ما بدأنا "نتفهمه" ، أو حتى حميد الشاعري ومن معه اللي اتضح لنا إنهم أنضج من ناس كتير جداً بيغنوا دلوقت وإنهم تعرضوا لظلم دعائي من العيار الجامبو..

إنها علامة اليساوي اللعينة بين المؤسسة والشرعية .. وأحياناً المؤسسة والدولة!

2-المركب الثقافي القديم الذي يرى في القرب بل واللزقان في السلطة مصدراً للقوة والبقاء.. قارني وطنيات الخمسينات والستينات بأغاني نجم وإمام.. صحيح إن أغاني نجم وإمام كان فيها شيء من العنف وكان صعب تتذاع ، لكن لغاية دلوقت بيتم تجاهلها في الميديا الرسمية بشكل لافت ، ومبتسمعيش عنها إلا طبعاً في الإعلام المستقل وخارج مصر وعند المعارضين السياسيين بـ"معظم" أشكالهم وألوانهم..

علشان كدة كان ممكن السيد "حلمي بكر" اللي ألهب ظهور كل من مرق على سير المؤسسة يكسب بعض الاحترام لو اعتذر علناً عن تلحينه وطنيات عصر الشاذلي ووالي وسرور والكفراوي ، مثلما اعتذر محمود ياسين ضمناً عن الحاجات اللي عملها في فترة الانتشار ، وكذلك-وصححيني إن غلطت- نور الشريف عن أفلام من عينة "ألو أنا القطة"!

قلم جاف said...

العزيزة زمان الوصل:

تلحين السيد "بكر" لهؤلاء المطربات هو سبة تفوق أفلام المقاولات شيناً لصاحبها..

كنت مسمي المطربات دول في وقت سابق "عرائس النفط".. والسبب إنهم كانوا بيخضعوا لرعاية مباشرة من بعض أمراء النفط وشيوخه لغاية ما يثبتوا وجودهم في داخل هوليود الشرق "سابقاً" قبل ما تساهم احتكارات الكاسيت النفطية والفضائيات في نسف هذه السمعة نسفاً وجعلها قاعاً صفصفاً لا عوج فيها ولا أمتا!

تبريره للجواز في استنتاجي هو "أحسن ما الواحد يغلط" و "الراجل ما يعيبوش إلا جيبه".. صحف تحدثت عن حجم ما أنفق على زيجاته.. وربنا يهني سعيد بسعيدة..

بمناسبة الصورة ، والتعليقين عايز أثير حكاية إصرار هؤلاء بعد الخمسين على تحدي الزمن ، شكلاً وسلوكاً.. صحيح إنه

it's my life

على رأي المعلم

bon jovi

لكن احنا برضه بنتكلم على الشو بيزنس.. الراجل دة أوالست دي بيظهر أو بتظهر "لنا" في الفيلم أو المسلسل أو المسرحية مش لنفسها.. وكلنا عرضة لعوامل الزمن مبدعين ومتلقين.. بس من العقل وحسن الفطن إني أحترم الزمن، ما أجيش أعمل دور طالب في الجامعة وأنا عندي خمسين سنة ، وأضرب شعري ورنيش اسود بلااااااااك في الوقت اللي بينتشر فيه اللون الأبيض على مساحات واسعة من شعري..

رحم الله كمال الطويل الذي لم يكن يعرف الكثير من المصريين شكله قدر ما كان يعرف أعماله وألحانه..

خبر ع السريع: فوجئت بعمود لـ"حلمي بكر" في "الميدان"، كما أنه قيل أنه سيدخل تجربة التمثيل..

No Comment

قبل الطوفان said...

تعليقاتك في فرجات الشهر مختصرة وصريحة وتصيب الهدف

الملحن حلمي بكر من عينة الذين يقولون ما لا يفعلون.وهؤلاء لا حرج عليهم!
أما حكاية عمرو دياب وصعوده..بدءا من بورسعيد مرورا بغرفة فوق السطح في مصر الجديدة، وعلاقته مع منتج ألبومه الأول مدحت فقوسة.. فهي حكاية قد تقرأها قريباً