قبل الكلام: أعتذر عن تأخيري الشديد في الكتابة هذا الشهر بما أن العبد لله يعاني حالياً من "صدة نفس" عن الكتابة سببها بعدُ اضطراري عن البحر.. ثبت تماماً أنني مدمن لـ"الفرجة" على هذا الشيء! :)
كما سبق وأن ألمحت في تدوينات سابقة، أنا مع الوضوح وضد سياسة "تعميم الزبون".. ومن أنصار التصنيف من حيث المبدأ خصوصاً لو قامت به جهة احترافية يقبل الجميع أحكامها.. فمن حق الشخص الذاهب لمشاهدة فيلم "ما" في السينما أن يعرف ما هو مقدم عليه قبل أن يتخذ قراره..
وقد يرى البعض أن المبدع في مثل تلك الحالات هو رقيب نفسه ، إن رأى في فيلمه ما يستأهل تصنيفه تحت بند "للكبار فقط" فليفعل..
ولكن..
ولكن أن نجد من منتجي الأفلام من يتطوع لتصنيف أفلامه من تلقاء نفسه "للكبار فقط" دون أن يعاني فيلمه من مشاكل "واضحة" مع الرقابة .. فهذا هو الوجه الآخر لسياسة "تعميم الزبون"..وقد حدث ذلك مع فيلم "احنا اتقابلنا قبل كدة" على سبيل المثال بحسب أسبوعية "أخبار النجوم"..
يلعب صناع تلك الأفلام على أكثر من وتر.. الأول هو وتر النقاد ، فسينما "للكبار فقط" هي النقيض لـ"السينما النظيفة" من وجهة نظر كتاب الأعمدة وبعض المحسوبين على النقد في الإعلام العربي .. وعلى ذلك فكل ما هو "للكبار فقط" محكوم عليه من البداية بأنه سينما "جادة" و "حقيقية" حتى ولو أثبتت الفرجة عكس ذلك..
أما الوتر الثاني والحقيقي والأقوى فهو وتر المراهقين.. هذه النوعية من صناع الأفلام تعرف جيداً معنى ورنين كلمة "للكبار فقط" لدى المراهقين أكثر من غيرهم، وأن تلك الكلمة ترسل رسالة واضحة لجمهور المشاهدين معناها أن الفيلم "مناظر".. وبطريقة أو بأخرى وبحكم أن الممنوع مرغوب سيتوافد المراهقون أفواجاً لمشاهدة المناظر ولنضع "القصة" قليلاً "على جنب".. وقد يرى البعض أن الهدف من ذلك هو جذب الانتباه ليس إلا، تماماً مثل شخص "ظريف" أراد أن يلفت النظر لموهبته الفائقة في تصميم مواقع النت فقرر عمل "هاك" على عدة أجهزة كان من بينها جهاز كاتب هذه السطور كي ينشر إعلاناً عن المركز الذي يديره على الـtitle bar الخاص ببرنامج التصفح الخاص بي.. ويا سلام لو اتضح أن الفيلم الذي روَّج له أنه فيلم "ثقافي" "آخره" فيلم "تعليمي".. سيشعر المكبوتون بأنهم شربوا مقلب "كانز" 2 لتر!
وربما يلعب- إن لم يكن يلعب- فريق من المنتجين اللعبة بشكل أكثر ذكاءً.. فيسرب للصحافة على سبيل المثال أخباراً عن المشاهد "المغلية" للفيلم والتي احتجت عليها الرقابة، وياحبذا لو "اتوصى" الصحفي بالتعليق والوصف التفصيلي لكل مشهد بالتفصيل الممل المعل المشل.. على أساس لو أن الشلة إياها المتواجدة ضمن حفلات منتصف الليل لم تجد أياً من المناظر إياها سيكون لدى المنتجين إياهم ما يقولونه: "الرقابة الظلامية حذفت المشاهد بتاعتنا رغم إن مفيهاش حاجة وما حصلتش".. ولعلهم صادقون تماماً فيما يخص الكلمتين الأخيرتين!
لو كان هؤلاء يبحثون فعلاً عن الفن الحقيقي لما اختبأوا خلف "المناظر" تغطيةً على فشلهم في حل مشكلة "القصة".. ولما لجأوا لـ"الأفلمة" على المراهقين كي تنجح "أفلامهم"..
* الصورة من "الرياض" السعودية.. أغنية الفيلم دة شلل رباعي..
* الصورة من "الرياض" السعودية.. أغنية الفيلم دة شلل رباعي..
5 comments:
سبحان الله
الاسبوع ده كنت ناوي اكتب عن نفس الموضوع خصوصا ان "احنا اتقابلنا قبل كدة" ده بالذات يجيب شلل نصفي
في الاول الكاتبة والمخرج طلبوا من الرقابة تصنيف الفيلم للكبار فقط على اساس ان فيه مشاهد ماينفعش يشوفها الاطفال
وده طبعا مش حقيقي لان الفيلم كله مافيهوش مشهد واحد فيه بوسة
وانما عملوا كدة عشان يداروا على خيبة نيلي كريم التقيلة في السوق ويعلوا الايرادات
في اخر كام يوم من وجود الفيلم في السوق .. طلبوا من الرقابة انها ترجع التصنيف الاصلي
والمنتج طلب من ادارة السينمات انها تداري على كلمة "للكبار فقط" اللي عالافيشات عشان العملية تسلك شوية
بس كان فات الاوان طبعا لأن موسم الصيف كان بدأ والفيلم اتشال من كل السينمات
اللي كان عايز مناظر سواء في "احنا اتقابلنا قبل كدة" او في "ليلة البيبي دول" خد على قفاه
واللي كان داخل يشوف فن .. خد في حتة تانية
غريب:
منور المدونة .. هذه أولاً..
ثانياً..أؤمن على الكلام المهم اللي قلته.. وأضيف حاجة كمان..
فكرة تركيز البروباجاندا في الأفلام على "المناظر" برضه محتاج وقفة..
لسة الباحثين عن المناظر بيحتلوا ترتيب على أولويات صناع الأفلام بشكل عام رغم إن المجتمع المصري بقى "أكثر محافظة" في ظل عودة التيارات الدينية السلفية والصوفية للسطح، وبالتالي فإن على المنتج إنه "يعمم الزبون" ويعمل أي حاجة علشان يكسب جمهور مضمون..
ضيف لكدة تفسير بيحتمل "بعض" الصحة مفاده إنه لما الفيلم مناظر يعني دة إنه "حيتقص منه" أي إنه "فيلم متحارب" .. متحارب من قبل الرقابة اللي هية ممثل الحكومة (=السلطة) وبالتالي فإن دة حيدي نوع من الدافع للناس تروحه تمرداً وعنداً في السلطة.. أو قياساً على نظرية "الممنوع مرغوب" (أنا بقى عايز أعرف إيه اللي في الفيلم علشان يتقص منه أو علشان الجرنال الفلاني يكتب عنه زي كدة).. والشيء نفسه بينطبق على هوجة أفلام الصراخ السياسي زي "هية فوضى" و "حين ميسرة" و"الجزيرة" .. رغم إن "ميسرة" على كل عيوبه ومخازيه كان مصمم خصيصاً للزعيق مش علشان يبقى فيلم "مناظر"!
عموماً فكرة التركيز على المناظر موجودة بقالها فترة ، وأفسدت متابعة فيلم زي "زي الهوا" اللي كان مجرد فيلم "مسلي" عبارة عن شخصيات مرسومة بشكل "جيد" يجمعها خط قصصي ضعيف ومش كله "غادة عبد الرازق".. لكن مش بالدرجة اللي يطلع فيها منتج "يشنع" على فيلمه علشان حفلة نص الليل!
بالمناسبة، ليه "لحظات أنوثة" و "بنات وموتوسيكلات" ما اتعملش للكبار فقط؟ هل لإن ضمير "محمد عشوب" و "مي مسحال" ما نقحش عليهم إنهم يعملوا الفيلم للكبار فقط، أم لإنهم من فريق من الناس يؤمن بأن القصة= المناظر؟
لاحظت فعلا تصدّى بعض الصحف المستقلّه ("البديل" كمثل حديث جدّا بعد وكسة "المصرى اليوم") للترويج لسخونة الأفلام 00 فى حديث قريب مع منتج فيلم "الريس عمر حرب" أشار المنتج إلى أن "الريّس" مشاهده أشد من مشاهد "حين ميسره" ومن أجل هذا كان لابد أن يصنّف للكبار فقط !! دعايه مجّانيه و مباشره جدّا لسخونة الفيلم !! الأنكى أن ظهر موضوع بنفس الجريده فى وقت لاحق ينفى عنها الترويج لسخونة فيلم و برودة آخر على طريقة "اللىّ على راسه بطحه" وكأن القارئ ده برياله أو كاتب على قفاه "باركينج آند كليننج" !!
الأدهى هو ما يكتبه النقّاد عن هذه الأفلام .. فيلم "إحنا اتقابلنا قبل كده" ده "رفيق الصبّان" قال فيه قواله فى جريدة "القاهره" !! أنا اتحرق دمّى من تهليله لفكرة الإصرار على إقامة علاقات جنسيه خارج الزواج بوصفها استناره و تفهّم أكبر للجيل و طبيعة العلاقات إلى آخر هذا البطّيخ ..
العزيزة زمان الوصل:
ولا ينبغي أن ننسى الجهد الكبير الذي بذلته "وشوشة" في الدعاية بنفس الأسلوب لفيلم "حين ميسرة" والتي هيأت الرأي العام للمشهد "الشهير" في الفيلم والذي بقي في ذاكرة هواة المناظر أكثر مما بقيت "حبشتكانات" خالد يوسف التي عودنا عليها منذ احترافه الإخراج السيماتوغرافي!
كلامك ينطبق على فيلم بدون رقابة
Post a Comment