Friday, July 04, 2008

مطربون خانعون لجيل متمرد!


أليس غريباً أن يكون الجيل الحالي على شاكلة ، ويكون مطربوه على عكس تلك الشاكلة؟

الجيل الحالي من الشباب مفعم - على تباينه الديني والاجتماعي والاقتصادي والفكري- بالتمرد على كل شيء ، وفي المقدمة السلطة ، بكل أشكالها ، في الأسرة والجامعة والعمل ، وبكل أنواعها ، سياسيةً كانت أو اجتماعية أو اقتصادية وأحياناً دينية ، ثم نجد مطربيه (=الجيل) مرتمين في أحضان السلطة!

لم يرتمِ مطربو الجيل الحالي في أحضان السلطة فقط ، بل والسائد أيضاً ، لم نر منهم -إلا في حالات قليلة- محاولات لتغيير نمط الموسيقى التجارية على غرار تجارب "محمد منير" و "حميد الشاعري" في زمن سابق.. وكل محاولات التغيير -المحدودة كما سبق الذكر- تكاد تتلاشى في مواجهة سيطرة مواضيع بعينها وأنماط موسيقية بعينها بل وشلة بعينها على الكلمات والألحان في الأغنية التجارية الحالية..

حتى "مطربي المثقفين" من أمثال "وسط البلد" وآخرها أسقطوا التمرد من حساباتهم هم الآخرون ، فلم يتمردوا على "صلاح جاهين" و "أحمد فؤاد نجم" و"فؤاد حداد" الذين كانت لهم تجاربهم واجتهاداتهم وإضاءاتهم في زمنهم ، ولم يتمردوا على التثاقف الذي صار طبعاً يغلب التطبع ، ولماذا التمرد وهناك من يشجعهم على العيش في جلباب الأمس تحت زعم "التمرد" على الموسيقى التجارية؟

والأغرب من هذا كله أن يكون لكل هذا الكم من العاجزين عن التمرد جماهيرية بين المتمردين أنفسهم.. هل أصبح الجمهور مقتنعاً بهؤلاء رغم أنهم لا يبدون منه في شيء ولا يعيشون نفس معاناته وإحباطاته و"زهقه"؟ هل يحب أن يسمع حلماً لا حقيقة مثله مثل جمهور السينما الذي تمثل له السينما الحلم بكافة أبعاده؟

الله أعلم..
الصورة من divx4arab..

12 comments:

محمود محمد حسن said...

والله تامر حسني ده اساسا بيحسسني بإحباط شديد لما ادخل موقع لتحميل اغاني او كده والاقي تامر حسني هو اكثر المطربين اللي الناس بتنزلهم اغاني ،

الواد بجد يعني مايع لدرجة مقززة ، بجد انا بحس بقرف من الواد ده اوي ، مش عارف ليه الشعبية العالية اوي دي

مـحـمـد مـفـيـد said...

اليس غريباً ان يقول رئيس الوزراء المصري لتامر حسني انت فخر لكل مصري
ويفعل فعلته مع فاروق جويده

دينا فهمي said...

"مطربي المثقفين" من أمثال "وسط البلد"


مابحسش أبدا بإنهم مطربوا المثقفين
هم مختلفين ماشي
لكن مش بيغنوا للمثقفين

قلم جاف said...

امرأة تقول الذي لا يقال:

أختلف معاكي..

ربما كانت الناس دي بالذات بتغني للمثقفين أكثر من غيرهم ، وبينظر ليهم على إنهم مطربي المثقفين وعلى إن كل اللي مبتعجبهمش أغانيهم دول من أصحاب الذوق التجاري الاستهلاكي "الفاسد".. بل ولعلهم أصبحوا من أوجه "العياقة الثقافية" بين شرائح معينة من الشباب المصري..

قلم جاف said...

عزيزي مفيد:

مش عارف إن كان رئيس الوزراء قال كدة ولا لأ.. مهما كان دة مش "إبراهيم الدميري" صاحب تصريح المرايات ولا هو "يسري الجمل" ولا "عائشة عبد الهادي"!

حتى وإن كانت له أغنية كويسة.. هل دة يخليه فخر للمصريين كلهم؟ وإيه هي مسيرته الفنية أياً كانت موهبته علشان يتوصف بالوصف دة؟

قلم جاف said...

ضيفي محمود ماجد:

شعبيته سببها الديموغرافيا.. بمعنى..

فيه مطربين شعبيين لدى المراهقين ، وفيه لدى الشرائح الأكبر سناً ، وفيه لدى الناس الأكبر من اللي فاتوا..

نسبة كبيرة من جمهور تامر حسني من اللي تحت العشرين ، وبطبيعة الحال فإن أغلبية هذا الجمهور من الجنس اللطيف..

يبقى دة أمر عادي .. ألفيس بريسلي كان له جمهوره وبات بون كان له جمهوره.. الأولاني جمهوره من الشباب المتمرد والتاني له جمهور عند الكبار..

لكن عجبني قوي اللي قاله "محمد عبد الخالق" في "في البلد":

http://filfan.filbalad.com/News.asp?NewsID=8878


..وهي أن النجومية هدف له طريق واحد هو العمل والاجتهاد والاختلاف..ولن يصبح نجماً من يسير في الشوارع ممسكاً بجرس يظل طول الليل والنهار يقول "أنا نجم أنا نجم النجوم" وإلا سيتحول إلى الشخصية التي ظهرت بفيلم "شيء من الخوف" الذي من كثرة رغبته في أن يصبح كبيراً أخذ يردد "أنا عتريس.. والله العظيم أنا عتريس..حتى شوفوا..انتوا مش خايفين مني ليه؟"!

دينا فهمي said...

طيب بجد فين الثقافة في اللي بيغنوه؟؟ ((:

قلب الأسد said...

أنا حضرت حفلة لفرقة اسكندريلا في ساقية الصاوي .. و بصراحة لقيت فيهم التمرد اللي بتسأل عنه .. و فيه فرق كتير اتعملت في الفترة الأخيرة يمكن انا ماسمعتهمش عشان كده مش هعرف احكم عليهم.. زي بساطة و افتكاسات و نغم مصري .. بس بسمع اتهم مختلفين ! كمان عاجباني موضة الراب زي كريم نجيب و ناس تانية .. برضه بحس فيهم التمرد .. المشكلة انهم مش منتشرين زي الأغلبية غير المتمردة.. عشان كده تأثيرهم مش واضح

زمان الوصل said...

شرييييييييييف :) كل سنه و انت طيب

تخيّل كنت لسّه بابعت تهنئه لصديق بمناسبة عيد ميلاده النهارده و كنت بادوّر على غنوه مناسبه لقيت إيه !! غنوة "تامر حسنى" بتاعة كل سنه و انت طيب
:)

و أمّا دخلت هنا عشان أقول لك انت كمان كل سنه و انت طيب ضحكت امّا تخيّلت المفارقه لو أهديتك الغنوه دى فى البوست ده بالذات !!

ياللا كل سنه و انت طيب من غير اغانى عشان مانخسرش بعض :)

قلم جاف said...

العزيزة زمان الوصل:

وانتي طيبة .. قليلين اللي عارفين وقليلين اللي فاكرين..

اهدي أي أغنية براحتك.. امبارح والنهاردة عفو عام بمناسبة الثلاثينية.. كفاية اللي البشرية استحملته مني طوال الثلاث عقود اللي فاتوا! :)

تامر ممكن يعمل جو حلو ع البلاج ، لكن يبقى نجم وبالطريقة دي.. صعب شوية .. حتى مع كثرة جمهوره من السن الصغير..

قلم جاف said...

قلب الأسد:

دي وجهة نظرك .. وأحترمها..

دة ما يمنعش إن كتير منهم لسة عايش في جلباب "جاهين".. لسة منهم اللي بيغنوا نفس الأغاني القديمة بتوزيع جديد ، أو اللي بيحاولوا يقلدوها..

كواحد من الجيل شايف إنه مش حتنفع معاه الكلمات الهادئة بتاعة الناس الكبار اللي فاتوا لإنهم ما عاشوش محنتنا.. ولا حتى الكلمات الزاعقة المبتذلة المكررة ماركة "أيمن بهجت قمر".. ولا التغريب الزايد عن اللزوم في مزيكا جيل معظمه عايش برة وسط البلد ، وبيسمع موسيقى خليطة من التجاري والقديم والجديد وحتى الأجنبي والشعبوللي..

كل واحد فيهم بيتكلم لغة غير لغتنا.. وما ظهرش فنان مترجم لحد دلوقت!

قلم جاف said...

امرأة تقول الذي لا يقال:

معظم اللي بتقدمه الفرق دي بيندرج تحت اللي بيسميه المثقفون "الموسيقى البديلة" أو الموسيقى "اللا تجارية".. زيها إلى حد ما زي "السينما المستقلة" في تعريفها الدارج اللي هية السينما التجريبية أو اللاتجارية (اللي عايزة مستويات تلقي أعلى من المستوى العادي .. دة كلامهم وهمة عندهم فيه حق!) .. وماننساش المسرح التجريبي!

الحاجات دي كلها أقرب للمثقفين منها للبسطاء رغم إن ناس كتيرة من اللي بيقدموا النوعية دي من الفن بتقول إنها بتغني البسطاء والمهمشين ..

أنا شايف إن "وسط البلد" و "وجيه عزيز" و"مأمون المليجي" مجرد أمثلة على هذا النوع من الفن المتواجد على الساحة .. هو حلو بالنسبة لمثقفي وسط البلد وذوقهم الخاص ، زي ما "بعرور" و "محمود الحسيني" حلوين بالنسبة لجمهورهم.. لكن صعب تقول على دول أو دول إنهم بيمثلوا كل الجمهور..

والله أعلم..