Sunday, September 07, 2008

بلاهة.. نادية!


إذا كان بعض الناس قد ظنوا أن "ماما نونة" في "يتربى في عزو" ترمز لمصر.. فمن حقي أيضاً أن أظن - ولي أسانيدي- أن عدداً من الإعلانات المستظرفة على شاشات الفضائيات في رمضان هي تحريض سافر على العبط والبلاهة.. ويجب أن يعاد النظر فيها إن كان أصحاب القنوات التي تذيعها يخافون الله ويحترمون أنفسهم..

والقاسم المشترك بين هذه العباطات هي كونها ذات علاقة بشركات التليفون المحمول..

أول اثنين عن "اتصالات".. يعيدانك إلى أجواء "جزيرة الغوغاء" التي تحدث عنها زميلنا العزيز "مختار العزيزي" .. والتي استغرب فيها - ككثيرين- تركيز "موبينيل" صاحبة الإعلان موضع تدوينته على جعلنا شعباً بلا عمل سوى الكلام في شبكاتها.. ويبدو أن القائمين على الدعاية في "اتصالات" قد التقطوا الخيط من "موبينيل" فقرروا اللعب على نفس الوتر باستخدام أسلوب المبالغة .. وبشكل مقزز وقميء..

يتمرن عدد من الناس على الكلام بحركات أقل ما توصف به أنها البلاهة ذاتها.. والسبب أن العرض القادم للشركة المصون سيجعل الناس تتكلم أكبر فترة ممكنة وعليه فسيتطلب الوضع بعض التمرين..

وفي الآخر لا تعرف إن كان السيد بطل الإعلان يريد تقمص شخصية روان أتكينسون Mr. Bean .. أو الجانب الأبله في تلك الشخصية عندما يريد التهرب من حماته.. يتوصل سيادته لابتكار مجموعة من الحلول الخرقاء لعلها تفلح في تعطيل الاتصال.. ليظهر بعدها صوت المعلق وهو يقرأ عليك حكمة اليوم: الاتصال مش ممكن يتقطع مع "اتصالات" إلا لو قطعته بنفسك!

وإذا كان الإعلانان السابقان يعيدانك إلى أجواء "جزيرة الغوغاء" فإن الإعلان الثالث يلقيك في قلبها مباشرةً.. وكيف لا وهو لشركة "موبينيل" لصاحبها "نجيب ساويرس" رجل الأعمال والإعلام والمذيع مؤخراً!

والكتابة عن هذا الإعلان بشكل "مهذب" وبدون استعمال ألفاظ خارجة هو أمر فائق الصعوبة.. الأمر أشبه بالمولد الذي نصبه مخرج فيلم "سيد العاطفي" لـ"تامر حسني" وهو يغني أغنية الفيلم الشهيرة "كل مرة أشوفك فيها ...الخ" بقدرة قادر بعد أن كان هو و"طلعت زكريا" واقفين في شارع مظلم قبل أن "يطب" عليهما والد "زينة" في الفيلم -الممثل "ضياء الميرغني".. لكن مولد سيدي العاطفي لم يحتوي على "شخص" .. يصرخ بشكل متشنج وهستيري مباركاً الحدث الكبير الذي لم تذق عيون المصريين طعم النوم بسببه.. بينما يأكل هو ثلاث أرباع الكادرات التي يظهر فيها.. حتى يسأله طفل صغير عن الشبكة القديمة.. ليقول "سيادته" : "الشارع المصري يسأل.. أين ذهبت الشبكة القديمة".. ثم "زووم" على وجه سيادته وهو يدب سبابته في عيوننا "تابعونا"..

ما الذي جرى للسيد "نجيب ساويرس" ومن معه؟ هل قرر السادة توفير نفقات القرد بتقديمهم شيئاً كهذا؟ .. إعلانات القرود بما لها وما عليها كانت تخاطب البشر.. أما الغرور القاتل فقد صور للقائمين على الدعاية في "موبينيل" أنهم يمكنهم استخدام البشر في عمل إعلانات لا ترقى إلى مستوى مخاطبة القرود..

هكذا البلاهة وإلا فلا.. "بلاهة" "صابحة" نادية على طبيعتها .. وما دامت الإعلانات بهذه "البلاهة" النادية.. فـ"بلاها" نادية .. و"بلاها" سوسو..استغفر الله العظيم..

تحديث 8/9: لدي شكوك أن مخرج الإعلان الأخير على صلة بمخرج إعلانات "ميلودي تتحدى الملل".. فرخة فرخة فرخة..:(
* استعنت بصورة من ويكيمانيا لتعذر الحصول على صورة من هذه الـ (.....) الإعلانية.. ودة أحسن لإننا بنترازى بهذه الـ(.....) ليل نهار في الشهر الكريم..

6 comments:

Leonardo said...

إعلانات ؟؟
وهو اللى بنشوفه السنه دى إعلانات ؟
ده أنا صيامى ضاع فى أول يوم شفت فيه إعلان ياحبوب !
وتانى يوم صيامى ضاع عشان إعلان الكرتونه بتاع الحزن الوثنى
طبعا مافيش حد عاقل فى اللى عمل الإعلانين دول يسأل نفسه ليه السيد أبو جيمى يتعب نفسه ويدينا كراتين الزيت والسكر طالما احنا أساسا اللى مفتريين وبطرنا هو اللى بيرفع الأسعار ؟

وتالت يوم كان إعلان السهم بتاع فتحيه :(
واللى مش عارف بالظبط مين اللى عمل الإعلان ده , البورصه مثلا هى اللى عاملاه ؟
طب هشام ؟ ماحدش حاطط اسمه على إعلانات الأسهم دى ليه ؟
وبعدها قلت بلاها إعلانات بقى وبلاها تليفزيون لو كنت عايز أنفد لى بيومين من الشهر الفضيل ده ..

على الأقل إعلانات الرغى والشبكات دى إعلانات عبيطه وقد تكون مستفزة قليلا
لكن الإعلانات دى تقول عليها إيه ؟
أنا أول ماباشوف إعلان من دول ضغطى بيعلى وأبدأ أشتم وأكلم نفسى !!

الظاهر نصيبنا دايما مع فوزيه !!

البراء أشرف said...

مختلف معاك تماماً، الحملة الإعلانية الأولى فكرتها ذكية جداً، وبصراحة اعجبتني، وجعلتني انادي زوجتي من المطبخ للفرجة على الاعلان.

اما الحملة الاعلانية الثانية، فهي الأكثر ابهاراً وحرفية في تاريخ موبينيل، فهي سلسلة اعلانات متصلة، فيها من التشويق والدراما ما يجعلها من افضل حملات رمضان 2008.

طبعاص بالإضافة الى حملة اعلانات بيبسي مع كريم عبد العزيز التي جاءت ذكية وأتت بالبسمة والضحكة من منطقة يحبها المصريين وهي المسلسلات القديمة.

اقيس نجاح الاعلان بشكل بسيط، الاعلان الجميل ما يجعلني انا وزملائي واصدقائي نتحدث عنه ونحكيه لبعض، والحملات الاعلانية الثلاثة السابقة، جعلتنا نتحدث عنها بما فيه الكفاية، وهو ما يؤكد انها حملات قوية وذكية وناجحة ومؤثرة.. وهذا يكفي جداً، على الاقل في الايام الاولى لها.

بذكر الاعلانات اعلن شوقي الكبير لمشاهدة اعلان شبكة زين للمحول والذي ظهر في العام الماضي بصوت عمر الشريف باللغتين العربية والانجليزية، وكذلك مشاهدة اعلان موبينيل بتاع جزيرة موبيننيل.

صباح الفرجة.

زمان الوصل said...

باختلف مع "البراء" و معاك :)

إعلانات اتّصالات سخيفه .. خصوصا إعلان حماته ده سمج موت
إعلانات "كريم عبد العزيز" ثقيلة الظل جدّا .. لدرجة شعورى أنّهم تعمّدوا اختيار طاقم الإعلان كلّه بدرجه واحده من ثقل الظل .. اختيار "ليلى شعير" هو ما أكّد لدىّ هذا الشعور

إعلان "موبينيل" الأوّل بتاع "الشبكه الأولى راحت فين" عجبنى جدّا لسبب بسيط :) إنّى بكل صراحه سألت نفسى نفس السؤال حين قرأت الإعلان فى الشارع !! لكن الإعلان التانى بتاع جمهورية مش عارفه إيه اللىّ طلبت القرد اللىّ بيتكلم معجبنيش و حسّيته لت و عجن على حس النجاح القديم أو بعباره أخرى المؤلّف مش عارف يقفّل حلقات المسلسل بحرفيه كما بدأه

اختلافى مع "البراء" يتمثّل فى إن مش كل ما ينتج جدلا يكون ناجحا !! فيلم "ليلة البيبى دول" مثلا أثار جدلا من قبل ظهوره لكنّه كان فاشل فشل ذريع .. مسلسل "حماده عزّو" كان مسلسل فاشل -من وجهة نظرى- و أثار جدلا انتهى البعض إلى أنّه دليل على النجاح !! الجدل ليس دائما دليل نجاح بل قد يكون نتيجة غيظ و فقعة مراره و حرقة دم :)

قلم جاف said...

العزيزة زمان الوصل:

اسمحي لي بإعادة صياغة وجهة نظرك فيما يتعلق بالجدل والنجاح وهي بالمناسبة نقطة خلاف مع عزيزي براء الذي يزورنا هنا لأول مرة منذ وقت طويل..

ما يميز الإعلان عن غيره أن هناك سلعة يجب أن يحقق هدفاً بالنسبة لها .. إما التعريف إن كانت جديدة أو الإخبار بمزايا جديدة أو عروض جديدة ..

ويصبح الإعلان ناجحاً إذا ما سار على اتجاه لا يشتت الناس عنه .. أي أنه إذا نسي الناس الإعلان اعتبروه قد فشل فشلاً ذريعاً..

ما هي فائدة أن أتحدث عن قرد وعن شخص يصرخ في الشارع وعن أبله حقيقي يمرن فمه على الكلام في الوقت الذي أنسى فيه تلك المنتجات نفسها؟

لن يؤثر ذلك في شيء على السمعة السيئة للمنتجين المذكورين في الشارع خاصةً وأنني سمعت عن شبكة اتصالات كلام ما يفرحش..أما أم نبيل فأمرها معروف..

بالمناسبة.. لا يفوق إعلانات كريم عبد العزيز سخفاً إلا إعلانات أحمد حلمي.. مواقف كلها تتسم بالافتعال الصارخ أشهرها مثلاً موقفه في البرنامج مع حسين الإمام وهو يسأله : بتعمل إيه في رمضان؟ فقال له حلمي تحت ضغط الشطة : باصبر يا حسين.. باصبر.. والناس هات يا ضحك وتصفيق في الاستوديو..

وكلي ثقة أن هناك صحفيين سيضحكون نفس الضحك على نفس السخف الذي تورط فيه أكثر نجوم الشباك المصريين نجاحاً من الناحية التجارية بلا سبب مقنع.. وعندما لا يصغي حلمي إلا إلى هؤلاء .. تبدأ الكارثة .. بالنسبة له..

قلم جاف said...

أبقى مع البراء أشرف:

استعمال الدعابة والمبالغة هو سلاح حاد ذو حدين.. بكل ما تحمل الكلمة من معنى..

والشعب المصري شعب حساس للغاية للدعابة .. وهو ما يجعل أي منتج إعلانات محترم يفكر ألف مرة قبل توصيل نكتة له.. خاصةً أن البعض يحلو لهم الاستظراف في أشياء قد تمس أوتاراً طبقية أو دينية قد تحقق أثراً عكسياً وعنيفاً..

من المؤكد أن هناك حالة من الدعابة المصطنعة في إعلانات حلمي وكريم عبد العزيز اللذين أساءا لنفسيهما أيما إساءة.. وفي فكرة أن يحاول أحدهم تقليد مستر بين على هذا النحو بشكل فيه مبالغة فجة في إعلان اتصالات .. أو فكرة أن يصرخ شخص بكل هذه الكمية من التشنج على إعلان شبكة محمول.. كل هؤلاء يريدون زغزغة الناس.. لكن كثيراً من الناس لم يضحكون..

قليل من الاستظراف لا يضحك.. أما كثيره فيثير الحنق..

قلم جاف said...

ليو:

في كل شهر لنا نصيب من ارتفاع ضغط الدم سواء من مسلسلات المثاليين خاصةً سميرة أحمد ويسرا ومسلسلات الدعاية السياسية وكربلاوات الناصريين واليساريين .. وحتى إعلانات التسول والتبرعات هنا وهناك.. لكن المرة دي جرعة الظرافة تعدت حدودها المسموحة..

شاهدت إعلان البورصة أمس وكان غبياً بما يكفي.. طارق نور دخل مرحلة الخريف المبكر.. والتي يوغل فيها مخرج آخر اسمه سامي عبد العزيز يقال أن له علاقة ببعض تنويهات الحزبوطني.. والله أعلى وأعلم..