Wednesday, January 21, 2009

وأخيراً ظهر..


بعد تجربة السيتكوم المخيبة للآمال ، وبعد البرنامج المفتعل جداً الذي قدمه "خالد جلال" وفرقته في رمضان الماضي ، وحتى بعد "توك شو" الذي ذبل وفقد بريقه ، ظهر أخيراً "سيد أبو حفيظة".. نشرة "الخامسة والعشرون" تستحق أن تكون أولى قصص النجاح في عام 2009 .. ويستحق "أبو حفيظة" أن يكون أول صورة يضعها زميلنا "أحمد شقير" في ألبوم صوره لأحداث العام في ديسمبر بإذن الله..

1-أعترف أن "الخامسة والعشرون" حقق نوعاً من الإشباع للجانب الشرير في شخصيتي .. البرنامج هو فاصل من التهكم على فترة "الساعة الرابعة والعشرون" التي تذاع على شاشة قناة النيلة للأخبار .. أخيراً جاء الوقت الذي نرى فيه برنامجاً يضع فيه شخص أو تضع فيه مجموعة من الأشخاص تلك القناة في حجمها الطبيعي ، بعد سلسلة من الإشادات الصحفية الملوخية التي صورت لنا تلك القناة "ياما هنا ياما هناك".. ومذيعيها الأشبه بالنسخة المفتعلة من شخصية "هشام سليم" في فيلم "رأفت الميهي" "ميت فل".. خاصةً في "استعرارهم" من شخصيتهم المصرية وسعيهم لتقليد أقرانهم الشوام في "الجزيرة" و"العربية"..

صحيح أن البرنامج ليس في طول الفترة الإخبارية المشار إليها ، لكنه استمد تتراته ، ووضعية مذيعه من فولكلور قناة النيلة للأخبار.. كأنك ترى جرعة مركزة من أسخف فترة إخبارية على القنوات العربية .. ولكن بشكل مختلف..

2-لنقترب أكثر من مذيع البرنامج "أكرم حسني" .. رجل تعرفه آذان القاهريين جيداً لأن إذاعة "نجوم إف إم" تستقبل بوضوح في القاهرة أكثر من غيرها .. كل "سميعة" الإذاعة - وكاتب السطور بينهم - يرسمون صوراً تخيلية لمن يسمعوهم من مذيعين ومذيعات .. لكن وعلى العكس من "إسعاد يونس" و "هالة أبو علم" (كانتا مذيعتين في "الشرق الأوسط") و "بثينة كامل" و "أسامة منير".. قرر "أكرم" القيام بالمخاطرة بظهوره-الفعلي- لأول مرة كصورة وليس كصوت فقط في شكل "كاراكتر" وليس في شخصيته الحقيقية .. الصورة التي وضعتها هنا في التدوينة لـ"أكرم حسني" الحقيقي .. وليست لـ"سيد أبو حفيظة".. ورغم أن الخروج من الكاراكتر يقتضي شجاعة عدم الاستسلام لنجاحه ، إلا أن مهمة "أكرم" جاءت أسهل من مهمة "أحمد مكي" في الخروج من "اتش دبور".. فـ"أكرم" يُسمع إلى الآن وبوضوح على "نجوم إف إم".. بشخصيته الحقيقية وليس كـ"أبو حفيظة"..

3-الكاراكتر "لذيذ" ومخدوم بابتكارٍ عال.. المذيع الذي يضرب كل المواصفات القياسية للمذيع (كما لو كان "حمدي رزق") .. فهو الـ"مكرَّش" .. شبه الأصلع .. ويزيد على ذلك "المنديل المحلاوي" المربوط حول رقبته .. ويضيف إلى ذلك عبارته التاريخية الشهيرة "أتعس الله مساءكم".. التي تستشعر أنها تكاد تخرج مثلاً من "منى الشاذلي" في "العاشرة مساءً"..يضاف إلى هذا كله "التنشية" الصوتية التي يألفها من تتحمل أعصابه الفرجة على "النيلة" للأخبار!

4-وما يجعل هذا البرنامج أنجح من "توك شو" الذي تقدمه نفس القناة هو أنه ذهب أبعد من مرحلة التقليد الأعمى التي أفسدته ، فبينما يكاد يكون "توك شو" كتاباً مفتوحاً بمجرد ظهور شخصية المذيع أو النجم الذي نعرفه ، يصعب عليك أن تتكهن بالخطوة القادمة التي يمكن لـ"سيد أبو حفيظة" أن يقوم بها ، حتى في الأخبار المليئة بالإفيهات اللفظية حول مهنة معينة مثلاً.. ويخدمه الإخراج في ذلك ببراعة ، بالمؤثرات ، أو بالإكسسوارات، أو بالإيقاع..

نجح "الخامسة والعشرون" أسرع من المتوقع ، وجعل الكثيرين يتجهون لـ"موجة كوميدي" لمدة خمس دقائق على الأقل هي زمن النشرة وهو مكسب حقيقي لقناة في حداثة عمرها.. وسيجعل مهمة "نايل كوميدي" القناة الكوميدية القادمة في غاية الصعوبة.. خاصةً لو سارت سيرة شقيقتها الكبرى "بتاعة الأخبار"..
* تحديث 26/1: زميلنا "رامز" صحح لي معلومة تخص "أكرم حسني" الذي سبق له الظهور في قناة "مودرن تي في" في وقت سابق.. لكن ظهوره في "الخامسة والعشرين" كان الأول فعلياً كما عقبت في التعليقات.. الصورة من "في الفن"..

4 comments:

زمان الوصل said...

المرّه الأولى التى أشاهد فيها حلقات هذا البرنامج هى اليوم بعد قراءة تدوينتك إذ أنّى لست من متابعى "موجه" كوميدى بل أقول بقليل من الخجل أنّى لست من محبّيها على الإطلاق ..

شاهدت حلقتين من البرنامج من خلال "يوتيوب" كتّر خيره .. فى البدايه كان السؤال الأوّل الذى طرأ على ذهنى .. إلى متى ستكون برامج "موجه" هى مجرّد تريقه على برامج موجوده فعلا و ليست برامج مبتكره من البدايه من خيالهم؟ فى النهايه البرنامج هو تقليد ساخر لبرنامج موجود فعلا .. ربّما هو لا يشير لمذيع و مذيعه بعينهم -كما يفعل "توك شو"- و إنّما يقدّم نموذج ساخر لشخصية نصفها مذيع مصرى و نصفها الآخر مواطن مصرى قديم حبتين .. لكنّه فى النهايه قائم على التريقه على شخصيات و أحداث موجوده فعلا و ليس من نتاج خيالهم كما كانت برامج "ثلاثى أضواء المسرح" مثلا ..

النقطه الأخرى التى أراها تفسد علىّ دائما الاستمتاع هو صوت الضحكات المصاحبه للحلقه .. فعلا شئ لا يطاق .. و الأسخف منه الزغاريد و الصاجات التى يفاجئك بها المذيع من وقت لآخر رغم أن اسمه و مظهره بتفاصيله الطريفه و طريقة إلقائه والنظره المتجمّده فى عينيه و "البوسه" التى يختم بها الحلقه كفايه ليثيروا ابتسامك أو حتى ضحكك .. و إن كنت أرى تشابه بين طريقة كلامه و طريقة معلّق رياضى قديم يمكن يكون "ميمى الشربينى" !! بس زى ما قلت هى طريقة حديث معلّقى النشره التى تحاول ادّعاء الرزانه فلا تنتهى سوى إلى الرذاله و تثير فيك شعورا بالتوتّر لا تدرى سببه حتى لو المذيع يتحدّث عن خبر مفرح !! لكن فى كل الأحوال هو محتمل جدّا عن زملائه مقدّمى "توك شو" و ربنا يبعده عن سكّتهم

Ramez said...

خانتك الدقة

هذا ليس أول ظهور تليفزيوني لأكرم حسني، كان يقدم برنامج على المرحومة قبل أن تولد "مودرن تي في "

قلم جاف said...

أبدأ بالعزيزة زمان الوصل..

أن تكون البرامج "تركيب" على برامج أو أفلام أخرى ، فهذه تقنية موجودة ومعترف بها وهناك في العالم كله برامج وأفلام قائمة عليها .. وتكتسب مصداقيتها من كون "الأصل" مثاراً أو مستحقاً للسخرية..

تلجأ القنوات الجديدة لهذا التقليد تماماً كما تلجأ لإذاعة برامج ومسلسلات تنتجها قنوات أخرى ، لعدة أسباب تمليها حداثة عهد تلك القنوات ، فمن أجل أن يعرفها المشاهد الذي يتعرف عليها للمرات الأولى يجب أن تذيع شيئاً يعرفه ، أو تقليداً لشيء يعرفه قبل تقديم إنتاجها الخاص والمختلف.. وهذا ما تسير عليه معظم القنوات التي تسلك نهجاً متخصصاً..

وتحدث المشكلة إذا استسلمت القناة فترة أطول من اللازم لنوعية معينة من البرامج على أساس "اللي تغلب به العب به"..

صناعة البرامج الكوميدية لا تزال تحبو في العالم العربي ، بدءاً من برامج اسكتشات بدائية مثل "طاش ما طاش" .. مروراً بظهور الاسكتش السياسي في لبنان وموجة البرامج الشهيرة من عينة "اس ال شي" و "منع في لبنان" و "لا يمل".. والتي اعتمدت أفكاراً مبتكرة وغريبة ، وظهور برامج مصرية من عينة "لمبة شو".. وربما يتم تقديم أسلوب الـ

stand-up comedy

المتبع في الولايات المتحدة الأمريكية ، والذي يعتمد على الدردشة ذات الطابع الارتجالي بين المؤدي والمتفرجين..

المؤثرات والإفيهات الحركية مقبولة إن تناسبت مع الجو أو الشخصية ولم تكن "ملفقة" عليه.. فلم يكن من المقبول أن يظهر "أحمد حلمي" في "مطب صناعي" مثلاً مهذاراً بهذا الشكل في شخصية لم تكن تتطلب كل هذا الكم من الإفيهات..

قلم جاف said...

رامز:

شاكر لك التصحيح ، وسأذكره في تحديث خاص ..وإن كنت لأضيف فيه كلمة "فعلياً"..

"محمد هنيدي" ظهر لأول مرة ككومبارس في فوازير "عمو فؤاد" لكن من الصعب أن تقول أن هذه كانت تقدمته للجمهور..