Thursday, March 11, 2010

المشاهد لازم يتربى


أعتقد أنه قد لفت نظركم كما لفت نظري تماماً فكرة "رفس" الجمال البصري والسمعي من شاشات الفضائيات المصرية العامة والخاصة .. كما لو كان الأمر لا يعني القائمين على تلك القنوات أو الفنيين من قريب أو بعيد .. و"أهي يالله عيشة والسلام" مع الاعتذار لـ"إليسا"..

أستغرب كمشاهد عادي كل الاختيارات السمعية والبصرية لكل تلك القنوات بلا استثناء .. بدءاً بشكل اللوجو .. وألوان القناة ..وفونتات الكتابة .. وموسيقى الفواصل .. والصوت الذي يؤدي الفواصل .. وتصميم الفواصل والبروموهات ..ونهايةً حتى بديكورات القناة وستوديوهاتها.. على الرغم من ضخامة تمويل القنوات نفسها وإمكانية "حل الكيس" بما يتناسب مع جعل "الصورة تطلع أحلى" بما لا يحرج القناة والقائمين عليها أمام المشاهد أكثر مما هو الحال عليه..

قد أتفهم ذلك بالنسبة للتليفزيون الحكومي الرسمي .. فمن الفنيين هناك من وجد نفسه في مكانه الحالي بلا أي تعب ، ومنهم مثله مثل كثير من الناس في وظيفة تقتضي أن تكون مختلفاً عنهم .. في وظيفة من مسوغاتها القدرة على انتقاء ألوان ذوقها حلو وصوت غير منفر وخطوط لا تحتاج لنظارة معظمة لقراءتها ، وطبعاً امتلاك الحد الأدنى من الحس الجمالي وهو أمر لازم لمن يقدم شيئاً موجه أصلاً لعيون وآذن بني البشر..

قد أتفهم ذلك بالنسبة للتليفزيون الحكومي الرسمي .. لكن ماذا عن القنوات الخاصة؟ ما عذرها في الإصرار على العك السمعي البصري للمشاهدين رغم أن تفادي ذلك لا يحتاج لنفقات تذكر؟

ما هو عذر قناة "الحياة" مثلاً في تعذيب الناس بتتر برنامج "الحياة اليوم" الذي يصعب أن تجد اثنين من البشر يختلفان على كونه مقرفاً؟ ..ماذا عن بروموهات "مودرن مصر" التي لا يعرف أحد ممن شاهدها في الأسبوع الأول إن كانت "مصرية مصرية" ولا "إقليمية إقليمية" ولا "سيرامايكية سيرامايكية لا بلاطية ولا قيشانية"؟ ألم يمل الناس من شكل شاشة "دريم" و"المحور" وفيهما من العك ما يستهلك مدونة كاملة لوصفه؟

طيب.. القنوات الحكومية وأمرها معروف .. مولد وصاحبه غايب .. وتكية ووسية وأبعادية وزي ما تقول قول .. ماذا عن القطاع الخاص الهادف أساساً إلى الربح؟.. الذي من مصلحته المباشرة جذب المتفرج إليه وبالتالي الإعلانات والرعاة الذين يشكلون مصدر التمويل الحقيقي لعديد القنوات؟

تفسير ذلك هو ما قرأته في صحيفة مغمورة .. قرأت فيها مقالاً يلخص القصة كلها .. إذا كان القطاع العام هو أصل الاستهبال فإن القطاع الخاص شرب الصنعة.. صحيح أن المنطق يقول أن صاحب المال ينفق منه ليربح مالاً.. لكن "أكم" من منتجين قطاع خاص ينفقون الملايين على أفلام تدر الملاليم ،وعلى مسلسلات تعرض بعد رمضان على "بانوراما دراما" قبل تشييعها إلى "عمر مكرم"..

إعلانات وموجودة ومضمونة ..فلماذا العمل؟ راعي جاهز.. "يتحرق المشاهد".. وإن كان عاجبه .. رضا الصحافة زي رضا الأم والأب.. أما المشاهد "فيتحرق بجاز نضيف".. وكما يقول "سمير غانم" في "رمضان فوق البركان" : "هنا محدش يفتح بقه".. اشرب شاشة تعبانة و "حمدي رزق" و"المسلماني" وأشباههما..وأسهل ما عندهم : "عندك الريموت كنترول ولو مش عاجبك اقلب القناة"..وإن كان هؤلاء يثقون في قدرة المواطن على الصبر الجميل والهوى غلاب .. وأنه يمكنه التنازل عن مرارته في سبيل أن يتابع "كناته المفضلة"..

نهايته.. هل ما سبق حقيقي أم مجرد تهيؤات مشاهد؟ وهل المشكلة في فنيين غير أكفاء وقيادات نصف متعلمة وثقافة استهبال ورثها القطاع الخاص عن ماسبيرو؟ أم أن للقصة بعداً آخر؟.. ما رأيكم أدام الله فضلكم؟
*الصورة من ImageShack..

3 comments:

آخر أيام الخريف said...

دايما تقلب المواجع كده

:((((((((((((((

سجدة said...

ممكن اقولك حاجة انا متابعة مدونتك كل شهر بإمانة نقدك جميل وفى محله
بس ليه بتحرق دمك اوى كده
ليه بتركز مع التلفزيون للدرجة المميتة دى
فكك دى عالم خلاص ماشية بتوجيهات سياسة معوقة وكأنها تعامل ذوى عاهات دماغية مستديمة
عن نفسى وبأمانة شديدة مقاطعة للتلفزيون بشكل نهائى وإن شاهدته فحجم مشاهدتى فى الاسبوع كامل لا يتعدى ساعة غير متصلة اصل بخاف على اعصابى الصراحة
دمتم بخير ورائع فعلا

blog said...

كلامك مظبوط جدا. وكنت أتمنى إنك تاخد أمثلة و تشرحها عشان الناس من كتر الأشياء القبيحة بقت غير مدركة لأى شىء جميل.

هل شاهدت ذلك الكائن اللى صابغ شعره بنفسجى و بيجى بين فواصل موجه كوميدى؟؟

لك التحية وجزاك اله كل خير