Monday, November 08, 2010

تخاريف الفرجة والحراك - مقدمة


خمس سنوات قد خلت على ما يسمى بـ"الحراك السياسي" ، والأجواء التي خلفها تعديل المادة 76 من الدستور في العام 2005 ، ذلك الحراك الذي اختلف المحللون فيما بينهم في تحديد أصله وفصله ، منهم من يقول أنه جاء فوقياً كمنحة من النظام ، ومنهم من يقول أنه جاء انحناءً لرياح تغيير في خريطة توزيع النفوذ داخل المجتمع بين "الحزبوطني" ورجال أعماله من جانب ورجال أعمال تضاربت مصالحهم مع النظام والذين يصنفون كـ"مال سياسي" يسعى للخروج من مرحلة رجل الأعمال الساعي للربح إلى مرحلة رجل الأعمال الساعي للتأثير في الشارع وفي المجتمع وفي صانع وصناعة القرار من الجانب الآخر.. وكما اختلف في الحراك نفسه وفي آثاره ، بين مروج –في الإعلام الحزبوطني وإعلام المال السياسي معاً- يرى فيه انتعاشة للحريات وانتفاضة لمقاومة الفساد ، وبين منتقد يرى أنه كشف عن ضعف الدولة ونفوذها أمام الحزب والمال السياسي ،وأفرز أشكالاً جديدة للفساد الذي زعم أنصار الحراك أنه جاء من أجل محاربته ، في عالم رجال الأعمال والإعلام والسياسة وحتى القطاع الحكومي الخدمي ، وعزز من ثقافة المصلحة والنفعية، وارتبطت به موجة جديدة ودخيلة من العنف غلفت معظم أنشطة الحياة في مصر ، بدءاً من الحوار العادي في الشارع بين أي اثنين من المواطنين مروراً بالجريمة..

ولم يكن الفن بمعزل عن تلك التغيرات ، فعكس في السنوات الخمس التي تكاد تخلُ في السينما والأغنية والدراما – وهي الفنون الأكثر جماهيرية بعد انحسار المسرح التجاري وربما غير التجاري أيضاً – كل ما أفرزه "الحراك" –مثلما فعل "الانفتاح-من تغيرات على الساحة السياسية والاجتماعية والاقتصادية.. وربما كان الرقم "خمسة" فرصة جيدةً جداً ليس فقط لهواة الأرقام وفقرات الذكريات ، بل وللعبد لله لمحاولة –في حدود إمكانياتي- لفهم ما فعل الحراك بالفنون الجماهيرية ، بعد مرور فترة كافية جداً يمكن منها الحكم عليه بالإيجاب أو بالسلب ..طبعاً لن أستطيع في سنتي البيضاء –بلون الثلاجة الـ"كريازي"- الكتابة عن كل شيء.. لكن تبقى التدوينة/ـات القادمة مجرد محاولة لفهم ما يحدث ، ولكن أن تقبلها ، تناقشها ، أو أن ترفضها بالكلية ..أكتفي فقط في الخواطر القادمة بالتركيز على السينما .. وإن سنحت الفرصة بإذن الله سوف أعرج أيضاً على الأغنية بعد خمس سنوات ونصف تقريباً من "الحراك السياسي"..وكذلك الدراما التليفزيونية التي تغيرت كثيراً.. للأحسن ربما .. أو للأسوأ..
*الصورة من الجزيرة توك

No comments: