Wednesday, September 21, 2011

ولاد سلطح بابا



انشغل العالم لبعض الوقت بفيديو عجيب ، عجيب على حق ، بطله الملياردير الروسي ومالك صحيفة "الإندبندنت" البريطانية الشهيرة "ألكسندر ليبيديف".. وما قام به "أليكسي" -المحترم المنمق الظريف اللطيف- ببساطة هو أنه ضرب أثناء تسجيل برنامج تليفزيوني مليارديراً روسياً آخر هو "سيرجي بولونسكي".. صحيح أن البرنامج لم يكن مذاعاً على الهواء مباشرةً كما نقل عبر كثير من المواقع ، لكن اللقطة التي تم تسريبها انتشرت كالنار في الهشيم ليس فقط بين المدونين الروس بل في كافة أصقاع المعمورة..

برر "ليبيديف" ما فعل بأن "بولونسكي" كان "عدائياً طوال المقابلة" وبأنه (="بولونسكي") قام بإهانة كل من كان موجوداً بالاستوديو وقتها..

يمكنك أن تستنتج أن "ليبيديف" كان ضيفاً كغيره من ضيوف الحلقة ، لكنه رأى - من وجهة نظره- أن الأمور خرجت عن نصابها وأن النظام قد "اختل" ، فقام هو بإعادته بـ"الدراع".. ولا أدري هل كان المذيع -"اللي ماسك القعدة دي" مع الاعتذار لـ"عادل إمام" في "شاهد ما شافش حاجة"- خجولاً يمنعه أدبه وحياؤه من أن يوقف "بولونسكي" عند حده - إن صح طبعاً ما قاله "ليبيديف"- أم أنه كان "خيخة" وقليل الحيلة ، يذكرني بمذيعة في القناة "الفضاوية" المصرية -القناة التي صارت وبحق سبة في جبين كل المصريين- لا يشرفني ذكر اسمها في شيء فشلت -لو بنتكلم حسن نية- في منع شخصية شهيرة من الخروج اللفظي على النص (مع احترامي لوجهة نظره ولحقه في إبدائها دون تجاوز وبما يناسب التليفزيون وأعرافه التي أقر بها بمجرد مجيئه إلى الاستوديو) ، وآخر من "الرموز" كان موجوداً في نفس الحلقة من الإدلاء بتصريح لا يخرج إلا من عضو جماعة تكفيرية ، أو تخاذلت في منع الاثنين نفاقاً لهما -لو بنتكلم على محمل الخبث- الأمر الذي أيده تصرف المخرجة المغمورة المشرفة على البرنامج بحجة "عدم تكميم أفواه الضيوف" حتى لو سبوا ذات يوم بالأب والأم والدين.. وليشرب المشاهد الذي وثق في القناة وأدار عليها الريموت كنترول باحثاً عن رأي ليجد فواصلاً من "الشرشحة" من البحر..

المذيع في هذه المواقف أحد هؤلاء : (1)شخص "عايز الليلة تعدي" يقوم من حين لآخر أثناء الحلقة بدور "عسكري المرور" تارة ودور "المطيباتي" أخرى "فلان بيه ما يقصدش ..." ودور مدرسة الابتدائي التقليدية طبقاً للإكليشيه المرتبط في ذهننا بها "بس يا واد.." ، (2)شخص قوي الشخصية يستطيع ضبط إيقاع الحلقة وفرملة أي سوء سلوك وشخصنة وقلة أدب محتملة من ضيف أو متصل ، بضحكة ، بإشارة ، بـ"زغرة" ، (3)شخص منافق عديم المبدأ يسمح بقلة الأدب وربما بالتلاسن والتشابك بالأيدي ما دامت تصب في مصلحته أو مصلحة قناته أو مصلحة صاحب قناته أو مصلحة تياره أو مصلحة تيار قناته ، (4) شخص يهمه نفسه فقط.. "الضيوف كانوا وحشين وقلالات الأدب وبيشرشحوا لبعض وخلوا الحلقة ز... بس إيه رأيك فيا؟ مش كان برضه شكلي محترم؟".. وهناك فئة خامسة لا أعتقد أنها موجودة في مصر أو في معظم العالم العربي وهي المذيع الفتوة..

أغلب مذيعي برامج التوك شو المصريين من فئة المذيع الممثل أكثر منهم شيء آخر ، وبعضهم من الفئة الأولى وبعضهم من الثالثة وأكثرهم من الرابعة.. رأي قد توافقونني فيه وقد تخالفوني بالكلية.. وقد تحكمون بشكل أفضل إن شاهدتم لهم مواقف مع ضيوف من عينة "بنت سلطح بابا" في الفيلم الشهير "إشاعة حب"..منمقون "محفلطون" يتظاهرون بالثقافة والأدب حتى نسمع منهم في لحظة تجلي و"لعلعة" ما لا تتوقع من مثقف أو محترم..

ولكن الحال سيختلف إن كان المذيعون أنفسهم ، السادة الممثلون ، المتلونون ، الذين يغيروا أقنعتهم من حين لحين ، من نفس عائلة "سلطح بابا" الكريمة..
* الصورة من The Daily Edge .. أعتذر عن عدم إدراج الفيديو..

2 comments:

Emtiaz Zourob said...

سمعت عن الفيديو ولكني لم أراه .. لقد شاهدنا على اليوتيوب حالات مشابهة لما حدث وكما يقال / انه يحدث في احسن العائلات

"""""
دمت بخير وطاب مساؤك

قلم جاف said...

إحقاقاً للحق .. ينسب إلى "بولنسكي" القول المأثور :

"Those who don't have a billion can go to hell."!