Saturday, November 24, 2007

فرجات آخر الشهر

* ها قد جاء اليوم الذي يصدر فيه شريط "محمد فؤاد" في الأسواق دون أن نسمع عنه .. "ولا نص كلمة"!

* نشرت "المصري اليوم" بتاريخ الخميس 22/11/2007 أن "محمد سليمان" مؤلف "أولاد الليل" قد "اعترف" بأن ضعف الإعداد وراء ظهور المسلسل بهذه الصورة ، وبأنه -فقط-كاتب السيناريو والحوار أما القصة فلمؤلف آخر.. إنها حقاً "اعترافات ليلية"!

* بالمناسبة .. أخيراً "اعترف" "مجدي أبو عميرة" بأن مسلسل "كلب امرأة" به تطويل.. لا تعليق!

* ألبوم الحفلة "الباهت" الذي أصدرته شركة "عالم الفن" لـ"نانسي عجرم" ، وتصميم الشركة على إصدار ألبومها في عيد الأضحى في مواجهة "إليسا" و "محمد منير" .. يؤكدان أن أغنية "شخبط شخابيط لخبط لخابيط" ليست فقط مجرد أغنية .. بل هي أفضل عبارة تصف الخط الفني الذي بدأت الآنسة "عجرم" السير فيه!

* لماذا لم يحقق مسلسل "المغامرون الخمسة" ومعه فيلم "الشياطين" المستوحى عن "المغامرون الخمسة" و "الشياطين الـ 13" نجاحاً يوازي عشر نجاح القصص الأصلية؟ هل لديكم إجابة؟

* "أو تي في" كانت تدعي البعد عن السياسة وسنينها ، إلى أن استشعرت حجم المشاكل التي جرتها إذاعة "الملك فاروق" فقررت "عدم إغضاب" الناصريين بإذاعة فيلم "ناصر 56".. اتضح إن القناة دي "زي ناس" من بتوع "سياسة؟ أستغفر الله"!

* لم تكن مفاجأة أن تنكشف "كارول سماحة" في مهرجان الموسيقى العربية الأخير في مواجهة الصوت الواثق "ريهام عبد الحكيم" وحتى نجم السوبر ستار "ملحم زين".. دخول "الست كارول" للمهرجان كان خطأً كبيراً من الأساس!

* مهرجان القاهرة السينمائي الدولي على الأبواب لحظة كتابة هذه التدوينة.. الدورة اللي فاتت يا "ميستر إيييييييزت" كانت "تسيير أعمال".. والدورة دي حتبقى بداية حكم الجماهير والصحفيين عليك يا "حسنين باشا"!

* "الرابح الأكبر" من مشاهدة برنامج "الرابح الأكبر" هو ببساطة كل من لا يشاهد هذا البرنامج!

* على ذكر "ام بي سي" .. الأيام القادمة ستشهد ظهور برنامج اللبناني "نيشان" -كُتِبَ عنه هنا منذ عام- "العراب" على الام بي سي.. إما أن ينجح البرنامج ويصيب "نيشان" هدفه.. أو نقول له : "نشنت" يا فالح!

* لا يلزم أن تكون أهلاوياً مثلي لتقاطع "دريم" .. فـ"خالد الغندور" ليس السيئة الوحيدة لتلك القناة..

* أخيراً.. هناك نوعان من الفنانين والإعلاميين ، الأول تنتظر لعبته القادمة لتستمتع بذكائه ، والثاني تنتظر حماقته القادمة لتخرج من الاكتئاب!

Wednesday, November 21, 2007

للعملة .. وجه آخر


من يقرأ لأستاذنا أسامة القفاش ويستمع لـ"إيمان باقي"-تحديداً- يكتشف أن هناك عالماً غنائياً غير الذي عودتنا الميديا عليه.. صندوق أسود لم يُكتشف فحواه بعد.. ومصر أخرى لم نعشها ولم تراها عيوننا ولم تسمعها آذاننا من قبل..

"إيمان باقي" مطربة سورية تخصصت في أداء أغاني "منيرة المهدية" ومعاصريها .. ليس بطريقتها هي بل بطريقة "منيرة" نفسها..وحجتها في ذلك وجيهة.. وهي ببساطة أنه لكي يتميز الفنان يجب أن يقدم شيئاً غير تقليدي .. ولأن معظم من يغنون الأدوار والموشحات والطقاطيق القديمة التي عرفنا بها "الموسيقى العربية" منذ أيام البرنامج الذي يحمل نفس الاسم في التليفزيون الرسمي يغنونها بشكل تقليدي صرف .. فرأت هي أن تقديم تلك الأغاني كما أداها أصحابها هو الشيء الجديد والمبتكر واللافت للنظر..خاصة وأن تلك الأغاني "جديدة" على آذان كثيرين- منهم كاتب السطور- لأنهم لم يسمعوها من أصحابها..

أو بمعنى أصح : تلك الأغاني "جديدة" على آذاننا لأن الميديا عندنا لم تجزها ولم تقررها علينا..

ارجعوا للتاريخ .. ستجدون أن هناك ما هو "رسمي" و ما هو "غير رسمي".. قبل "الإذاعة المصرية" -الرسمية- سنة 1934 كانت هناك "الإذاعات الأهلية" ولم نكُ نعرف عنها الشيء الكثير.. كل ما كان يقال عنها أنها كانت "إذاعات هابطة" فحسب وكانت تذيع - حسب علمي المتواضع وصححوني إن أخطأت-عدداً لا بأس به من تلك الأغاني..

اتضح أننا لم نكن نستمع إلا لما أجازته الرقابة في ذلك الوقت من أغان ، بعد أن اندثرت تلك الحقبة بالطبع ..

ولم يقتصر الأمر على حقبة "منيرة المهدية" .. بل حتى في الستينيات.. فكما كانت الميديا الرسمية تذيع وطنيات "عبد الحليم حافظ" وجيله كانت هناك أغاني الشيخ إمام.. التي كان من الصعب جداً قياساً على الظروف أن تسمعها في الإذاعة المصرية الرسمية .. تلك الأغاني التي تعد "تحفاً فنية" الآن..

ونفس ما يقال عن الإذاعة يقال عن السينما.. لم نكن نشاهد إلا ما أجيز رقابياً في فترات عرض تلك الأفلام لأول مرة.. أو وقت وصول الشرائط إلى مكتبة التليفزيون وإجازتها طبعاً.. وعندما تغيرت الأمور بدأ التليفزيون وبدأت الفضائيات تعرض أفلاماً "غير رسمية" .. منها "لاشين" (1938) والذي أخرجه الألماني "فريتز كرامب" ورفضته الرقابة في وقته بسبب أنه يحمل "تحريضاً سياسياً".. رغم أن المشاهدة العادية له تكشف عن أن الفيلم لم يكن ضد الملكية على الإطلاق!

المؤكد أن الصورة التي حفظناها من وسائل الإعلام عن مصر والحياة في مصر والفنون في مصر لم تكن سوى وجه واحد للعملة .. العملة التي لها وجه آخر يتمثل في أغانِ لم نسمعها وأفلام لم نشاهدها وكتب لم نقرأها وصور لم نطالعها.. وجه قد يسمح الزمن ، والتكنولوجيا ، والجرأة لنا بالفرجة عليه..
*الصورة من موقع "أصحاب كول" وهي لـ"منيرة المهدية" ..والمقال مهدى أولاً لأستاذنا أسامة القفاش ، ولكل من يريد الاطلاع على مصر التي لا يعرفها الكثيرون..

Sunday, November 11, 2007

مصر هي أمك .. يا علي!


بما أنني منذ صغري راسب في مادة إلقاء النكات.. ألقي عليكم النكتة القادمة كقصة .. وكمدخل لما أريد أن أتحدث معكم عنه..

في مدرسة ابتدائي .. سألت المدرسة طفلاً في الفصل:

-اسمك إيه يا شاطر؟

-علي يا "ميس"..

-قول لي يا "علي".. مصر بالنسبة لك إيه؟

فانتفض في ثقة قائلاً:

-مصر هي أمي يا "ميس"!

ثم استدارت المدرسة إلى الطفل المشاغب الجالس بجانب "علي".. قائلةً له:

-وانت يا شطور.. مصر بالنسبة لك إيه؟

فأجاب على الفور:

-مصر هي مامة علي يا "ميس"!

مصر هي "أم علي" في النكتة ، و "حميدة" في زقاق المدق، و"ماما نونة" في "يتربى في عزو".. تصدقوا؟

لا أختلف إطلاقاً على حقيقة أنه من حق أي متفرج على أي عمل فني أن يقرأه بالطريقة التي يشاء .. لكن هل إطلاق الرموز والإسقاطات يتم بهذا الشكل السبهللي البتنجاني بلا أصل وبلا سند؟

نعم للأسف نرى ذلك على صفحات الصحف ، ومن صحفيين بعضهم له اسم كبير ولامع ويكتب في أماكن هامة من الجريدة ، تذكروا موروثنا عن حجية ما ينشر في الصحيفة ، وعن أن الصحفيين هم "الأقرب" للحقيقة ويصعب أن "يفهم حد أكتر منهم".. طالما أن أحدهم قال أن "ماما نونة" هي مصر إذن هي مصر وستين مصر!

تحليلي الشخصي لذلك أن كتاب الصفحات الفنية السابقين ، ومعظمهم من الاتجاهين اليساري والناصري واللذين ينظران للفن نظرة أيديولوجية فكرية صرفة قد زرعوا في عقول أجيال منا - معشر المتفرجين- من خلال طريقة "الزن ع الودان" عدة معتقدات غريبة الشكل .. أولها أن العمل الفني الجيد والمحترم والمقبول آدمياً "يجب" أن يستخدم "الرمز"-وبالتالي فإن كل شيء في العمل الفني الجيد "يجب" أن يرمز لشيء.. أي شيء بالذوق بالعافية بالدراع مش دي المشكلة- وثانيها أن "كل" عمل فني "لا" يستخدم الرمز ، أو لا يسهم في توصيل "مدلول ما" للمشاهد أو المستمع أو المتفرج فهو عمل "تافه" و "مسف" و "مبتذل"!

وللأسف فإن علاقتنا بالميديا عموماً لا تختلف عن علاقة الطفلين السابقين.. بالـ"ميس"!

ماذا كانت النتيجة؟

1-أصابت العدوى بعض الذين انتقلوا من مقاعد المتفرجين إلى مقاعد منتجي وصناع العمل الفني.. فحاولوا افتعال الإسقاطات والرموز بكل الطرق ، فأخرجوا أعمالاً فنية أراها مثيرة للشفقة .. تذكروا معظم مسلسلات "عصام الشماع" مخرجاً ومؤلفاً (تساءل "وائل الجندي" على صفحات "القاهرة" يوماً ما عن سر إصرار "الشماع" على قيامه بدور المخرج والمؤلف .. ولـ"وائل" كل الحق في ذلك)!

الفن يا سادة إمتاع وإقناع.. والتركيز على الإقناع واستدرار آهات كتاب "العماويد" في الصحف الفنية لن يقدم بل يؤخر .. ربما أستمتع بمشاهدة عمل فني خال تماماً من الرموز .. أو يتناول موضوعاً شديد البساطة لا علاقة له بالزعيق السياسي أو الديني أو الفكري أو الاجتماعي ويبقى في ذاكرتي.. وقد أشاهد موعظة سياسية متركب عليها فيلم - مثل "العصابة" و "كتيبة الإعدام" أو "صاحب الإدارة بواب العمارة"- ولا تترك في نفسي أدنى أثر..

2-وقد نالنا -كجيل ثان وثالث ممن نشأ على هذه الخزعبليات- من الحب جانب.. فلكي نصطنع أهميةً لبعض الأعمال الفنية ونغطي على تواضع مستواها قررنا لصق "تيكيت" الإسقاطات عليها .. فـ"ماما نونة" هي مصر .. و "حمادة عزو" هو الشعب المصري .. و "إيناس" هي مرحلة الانفتاح .. وعما قريب قد نتخطى "مرحلة الشك" في كون "إبراهيم عزو" هو "أيمن الظواهري"! وساعد على ذلك طبعاً ما كتب من أعمدة كاملة تبحر في تلك النظريات الفلسفية والتي أعطت لكاتب متواضع أول حرف من اسمه "يوسف معاطي" يجد صعوبة في صنع مواقف كوميدية متقنة ثقلاً يفوق حجمه!

طالما أن هذه الهراتيل مترسخة في أذهاننا سنجد كتاباً ومخرجين يلعبون عليها .. وصحفيين يروجونها .. و-للأسف- متفرجون يصدقونها..وربما نصل قريباً للمرحلة التي نؤمن بها إيماناً راسخاً بأن مصر هي "أم علي"!

ذو صلة: هكذا كتبت زميلتنا زمان الوصل في سياق متصل..
* الصورة من موقع "شبيك لبيك"..

Tuesday, November 06, 2007

النقوط!


على مدى أيام مؤتمر "الحزبوطني" نشر صاحب "المحور" لا فوض فوه وانتحر بمشاهدة قناته حاسدوه إعلاناً على أخيرة "الأخبار" بشكل يومي .. المضحك هو أن صاحب القناة في هذا الإعلان يتباهى بأن قناته - وحدها- تنقل مؤتمر الحزبوطني وتقربك من فكر القائد وتضعك في الصورة فيما يتعلق بمستقبل مصر!

هذه ليست السابقة الأولى لصاحب قناة "المحور".. فالرجل سبق له قبل أيام نشر إعلان عن المسلسلين "الكبيرين" اللذين ستعرضهما قناته.."محمود المصري" و "حدائق الشيطان".. سبق للأول أن عرض على التليفزيون المصري أما الآخر فقد شوهد على الام بي سي وقنوات الوصلة التي يستطيع الكثيرون مشاهدتها بانتظام ، ناهيك عن أن قناة "دريم" تعرض المسلسل نفسه هذه الأيام!

وهناك طبعاً سوابق في هذا المجال لقنوات "دريم" و "أو تي في" .. وغيرها..

يبدو أنه في الوقت الذي صارت فيه صفحات الوفيات بالصحف الحكومية معرضاً لاستعراض "العزوة" والوجاهة الطبقية تحولت الصفحات الداخلية لتلك الصحف ولغيرها إلى معرض لاستعراض ملايين أصحاب تلك القنوات .. بل إلى ما يشبه الأفراح البلدي الذي يتنافس فيها "كوبارات الحتة" على تقديم "النقوط".. "ساويرس".. "بهجت" .. "حسن راتب" .. رقصني يا جدع!

قد "تستغرب" أن تلك المساحات الإعلانية يتم تأجيرها -في أغلب الأحيان- في أماكن استراتيجية من الجريدة .. وطبعاً كله بثمنه.. القريبون من صناعة الصحافة طباعةً ونشراً وإخراجاً يعلمون أكثر عن هذه الجزئية..لكن استغرابك قد يتحول إلى ذهول عندما تعرف أولاً أن معظم تلك القنوات تحظى بنسبة مشاهدة كبيرة "دريم مثلاً" وليست مغمورة بحيث تصبح هذه الصورة "المتكلفة" للإعلان للتعريف بها ليس إلا.. وثانياً أن تلك القنوات "باستثناء أو تي في" تعاني من أزمات مالية خانقة يجد "أسخاب المخيل" صعوبة كبيرة في احتوائها.. يعني كما يقول التعبير المصري الدارج : فقر وعنطزة!

لكن بفلوس مين؟.. مهرجان النقوط دة على حسابهم ولا على حسابي وحسابك وحسابنا جميعاً؟.. وسمعني سلام : متبصليش بعين رديَّة.. بص ع اللي اتدفع فيَّا!
* الصورة من منتدى عمرو خالد..

Friday, November 02, 2007

إذ فجأةً!


"إذ فجأةً" -مع الاعتذار لـ"عمرو أديب" وجدنا الصحافة المصرية وقد اصطبغت باللون الناصري بسبب مسلسل "الملك فاروق".. الأقلام الناصرية والأقلام التي ارتدت الفانلة الناصرية خصيصاً لهذه المناسبة رأت أن المسلسل يعتبر "دعاية للعودة للفترة الملكية" ..وطبعاً هات يا قصائد في مدح ثورة يوليو والعهد الناصري .. كما لو كانوا لا يخافون أن يحن الشعب للعهد الناصري!

المدهش أن تلك الأقلام ومن سبقوها هم من عمل على "بَخ" الحنين إلى الماضي في كل صوره فيما يكتبون من مقالات ومسلسلات وأفلام.. فلا فن إلا فن الأربعينيات والخمسينيات والستينيات.. ولا إبداع إلا إبداع الأربعينيات والخمسينيات والستينيات.. ولا مجتمع مصري حقيقي سوى مجتمع الأربعينيات والخمسينيات والستينيات كما لو كانت اليوتوبيا قد تحققت في تلك الفترات دون غيرها.. تلك الأقلام لا تقبل أبداً بالتعايش مع كل ما هو حالي في تلك المناطق وفي غيرها وتصدر عليه وعلى من يجتهدون فيه أحكاماً تعميمية بالإعدام!

والأكثر إدهاشاً أن تلك الأقلام هي من تنتصب وتسن سكاكينها عندما يبدي أحد تحفظاً دينياً أو تاريخياً على عمل فني .. مؤكدة أنه لا سلطان على الفن سوى ضمير المبدع.. ثم تكتشف بعد ذلك أن أي مبدع يعمل سلطانه في غير الاتجاه الذي يريدون فهو مبدع عديم الضمير!

خلال الأيام الماضية طالعت بعض "السخافات" المكتوبة في هذا الصدد في صحف مصرية مختلفة .. منها سخافة لصحفي في الأخبار يصر على أن المسلسل احتوى على "أخطاء تاريخية متعمدة" بهدف تجميل صورة العهد الملكي.. نسي الرجل أن أخطاءاً فاضحة احتوتها أعمال فنية تتناول حقباً سياسية أخرى في التاريخ المصري المعاصر مرت عليه وعلى غيره مرور الكرام ولم يعترض أحد منهم..

أما رئيس تحرير مجلة الهلال فيسخر من عقول الناس في مقاله في العدد الأخير منها قائلاً أن المذكرات هي محاولة لتبييض أو لغسل التاريخ .. وهو كلام صحيح إذا قيل في سياقه الصحيح .. لكن أن يقوله الرجل في معرض "التلسين" على المسلسل فهذه مسخرة.. فتاريخ المرحلة الناصرية وما بعد الناصرية مبني كله على المذكرات .. وهي مصادر مشكوك في صلاحيتها.. "مجدي الدقاق" يعشق فيما يبدو إحراج نفسه!

أراهنكم أن هؤلاء ستتغير كتاباتهم 180 درجة إذا ما تم تزوير التاريخ في الاتجاه المضاد .. وسيصرون على إنجاح المسلسل من مكاتبهم (وهي طبعاً عادتهم ولن يشتروها) .. وسيقولون بعلو الصوت "إنه فرصة لتعريف الأجيال بمراحل سياسية لم يعيشوها".. حتى ولو لم يكن المسلسل بتمويل محلي مصري.. حتى ولو كانت نسبة المشاهدة لذلك المسلسل شبه منعدمة.. هذه الزرارية المقيتة والازدواجية البغيضة التي أراها أكبر خطر على الفن في مصر ممن يلوكون ألسنتهم آناء الليل وأطراف النهار بفتاوى تحريمه..

الكاتب "الأيديولوجي" مشكلة إذا كان متطرفاً عندما يرى ما يمس أيديولوجيته .. أما الكاتب الذي يرتدي "سموكنج" الأيديولوجية فهو مصيبة تمشي على قدمين!

بي اس:أنا كمواطن مصري لا أنتمي لأي اتجاه سياسي ولا مذهبي - وهذا من جزيل عطايا المولى على عبده الفقير- وأرى كما يرى كثيرون حولي وكثيرون من عامة الناس أن لكل مرحلة ما لها وعليها ما عليها .. عن قناعة وليس فضاً للمجالس أو من قبيل "أنا بشجَّع المنتخب"..
* الصورة من جريدة "الأخبار" اللبنانية وليست القاهرية هذه المرة!

Thursday, November 01, 2007

أنيمال


مَن منكم يتذكر The Muppet Show؟

بالتأكيد فإن معظم من يتذكر هذا المسلسل يتذكر بالطبع أشهر شخصياته مثل الضفدع "كيرميت" و "بيجي" و "فازي بير" و "جونزو".. لكن أعتقد أن قليلاً ممن تحتفظ ذاكرتهم بصور من هذا المسلسل سيأتون على ذكر "أنيمال"..

"أنيمال" من حيث المبدأ هو عازف الدرامز في الفرقة الموسيقية في الحلقات ..يذكرني بالتعبير التاريخي لـ"زينات صدقي" في فيلم "ابن حميدو" : إنسان الغاب طويل الناب.. صورة حديثة للإنسان الأول.. تسبق قوته عقله بكثير.. وتحتل آلة الدرامز معظم حياته فقط لأنه يجد سعادته الكبرى في صوت "الخَبْط" .. حتى ولو اضطر في سبيل ذلك إلى قرع الطبول برأسه بدلاً من عصي الدرامز المعتادة..

قيل أن "أنيمال" مستوحى من شخصية عازف درامز شهير هو كيث موون ، وإن كان لم تثبت صحة ذلك..

وهناك شخصيات كثيرة في الدراما بها خطوط من "أنيمال" ومشتقاته رغم عدم وجود شبهة اقتباس .. مثلاً "كرامر" في "ساينفيلد" .. "كرامر" يتيح لك ربطه بأكثر من شخصية كرتونية ، إن كنت أربطه بـ"أنيمال" نجد أستاذنا أسامة القفاش يربطه بـ"جوفي" -الذي نعرفه باسم "بندق"..كذلك "اللمبي" يشبه "أنيمال" من حيث الشكل وإن كان ينتمي لوسط يعترف بـ"الدراع" أكثر مما يعترف بالعقل (كما أن "أنيمال" لا يحمل مطواة في يده)..حتى "هيثم دبور" فيه بعض من شكل "أنيمال" وصوته ..ولكنه مرسوم بافتعال منفر للغاية..ورغم كل الجهد الذي بذله صناع وممثلو كل شخصية .. إلا أن هناك شيئاً ما في "أنيمال" قد يجعلك تفضله على غيره..

"أنيمال" -ككل شخصيات The Muppet Show يشبه شخصيات الكرتون وإن كان مجرد عروسة تحريك.. وفي الشخصيات الكرتونية لديك حرية أن ترسمها كما تشاء بلا قيود وبكل المبالغات المتاحة .. وأن تطعمها بكل "التحابيش" صورةً وصوتاً وبناءاً ما يضفي عليها خصوصية .. ويجعل تقليدها عملاً مستحيلاً على الممثل البشري أن يقوم به..

لهذا أبتسم عندما أشاهد حالة الـMuppet Show عموماً بشخصياتها وإفيهاتها .. وشخصية "أنيمال" بالتحديد!
* الصورة من موقع kings of drum music.. والتدوينة كلها إهداء لزميلتنا "الست نعامة"..